ببراءة الأطفال حملت منة الله تلميذة الصف الثالث الابتدائى عبوة ناسفة ظنا منها أنها لعبة ستلهو بها بعدما عثرت عليها بجوار مدرستها وهى فى طريق عودتها للمنزل كانت تسير خلف عمها فرحة بلعبتها ولدى وصولها المنزل ألقت بها على الأرض لتنفجر فى جسدها لتلقى مصرعها قبل وصولها مستشفى الفيوم العام. حالة من الحزن والألم والوجع سكنت قلوب أهالى حى الحواتم حيث تقيم أسرة منة الله الأب يعمل ترزيا والأم ربة منزل يقيمان داخل مسكن بسيط من حجرتين وصالة يضم أولادهم كريم 13 سنة ومى 8 سنوات وأدهم 5 سنوات بعدما رحلت عنه الوسطى منة الله. أمام المنزل كانت تجلس الأم الحزينة ومن حولها نساء الشارع من جيرانها يحاولن تهدئتها بعدما خارت قواها من كثرة البكاء والعويل وعلى الجانب الآخر كان يصطف العشرات من أهالى الحى ذات الطابع الشعبى لاستقبال واجب العزاء فى الشهيدة وعلى الطرف كان والدها يجلس واضعا يديه فوق رأسه وعيناه فى الأرض من تحته مشهد ملىء بالحزن يلفه صمت الحضور عدا صوت القرآن الكريم الصادر من جهاز تسجيل. حالة الغضب المسيطر على الجميع ظهرت فى الهتافات التى رددها مشيعو جثمان الشهيدة ضد جماعة الإخوان الإرهابية حيث علت هتافاتهم «لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله» وظل والد الطفلة يحتسب على القتلة رافعا يديه إلى السماء راجيا رب العباد ان يقتص له منهم. عم الضحية محمود رجب الذى كان يرافقها فى طريق عودتها من مدرسة الحواتم الابتدائية حيث تدرس بالصف الثالث الابتدائى ظل يردد داعيا على القتلة ربنا ينتقم منهم ربنا ينتقم منهم، يقول اصطحبت منة الله إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسى كانت تسير خلفى ولم اشاهدها تلطقت العبوة الناسفة وبعد وصولنا المنزل تركتها للذهاب لإحضار شقيقها كريم من مدرسته وقبل أن اغادر عدت من أمام المنزل مسرعا على صوت انفجار صدر من داخله فوجدت منة الله ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها واحشاءها تطل من بطنها تصرخ وتستغيث يضيف حملتها بين يدى وهرولت بها للشارع واخذنا تاكسى للمستشفى لكنها فى الطريق طلبت منى العودة للمنزل وقالت لى روحنى يا عمى انا هاموت خلاص وبعدها فارقت الحياة يبكى عمها بحرقة ودموعه تذرف يرفع يديه للسماء داعيا على من تسببوا فى قتل نجلة شقيقه. والد منة الله ألقى بمسئولية الحادث على جماعة الإخوان الإرهابية مطالبا الأجهزة الأمنية ان تلقى القبض على الجناة حتى يقتص القضاء له منهم. تحولت جنازة الطفلة الشهيدة إلى تظاهرة غضب ضد جماعة الإخوان حيث ردد المشيعون هتافات معادية لهم صابين اللعنات عليهم. تقدم المشيعون المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم وأعرب عن حزنه الشديد لوفاة الطفلة وأكد أن يد الإرهاب الآثم باتت لا تفرق بين كبير وصغير حتى وصل الإجرام إلى استهداف التلاميذ الصغار أمام المدارس بهدف إشعار أولياء الأمور والأهالى بعدم الأمن بين وإصابة الحياة العامة بالشلل وأضاف أن هذه الأعمال التخريبية لن تنال من عزيمة المصريين ولن تزيدهم إلا قوة وصلابة فى مواجهة الإرهاب وبناء مستقبل مصر الحديث وقرر المحافظ صرف إعانة عاجلة لأسرة التلميذة وإطلاق اسمها على المدرسة التى كانت تدرس بها لتصبح مدرسة الشهيدة منة الله سيد رجب بدلا من مدرسة الحواتم الابتدائية. كانت الطفلة منة الله سيد رجب قد خرجت من المدرسة بصحبة عمها متوجهة إلى المنزل لكنها عثرت على عبوة ناسفة عبارة عن ماسورة داخل عبوة مشروب غازى فارغة بجوار سور المدرسة حملتها داخل حقيبتها ظنا منها أنها لعبة، وفور وصولها إلى المنزل أخرجتها من الحقيبة لتنفجر فيها وتودى بحياتها فى الحال.
