حين يقف المركب السياحي الذي يعمل عليها محمد، يمضي وقته مع جيرانه "خفير المركب، زملائه، أصحاب الحناطير"، ويبدو أن وقفتهم تطول لأيام وأيام نظرا للأوضاع الجارية في البلد والتي يتجلى تأثيرها على قطاع السياحة، محمد الحاصل على الثانوية العامة في 2004 قرر ألا يكمل تعليمه لأن مجموعه القليل لم يؤهله للالتحاق بالكلية التي يريدها، إلا أنه بعد خمس سنوات التحق بالتعليم المفتوح ليدرس الحقوق بجامعة القاهرة، ويبقى له سنة واحدة ليحصل على الليسانس. محمد بدأ العمل مباشرة بعد الثانوية العامة، عمل في المبيعات ورجل أمن، وفي مطعم فول وطعمية وموظف في هيئة المطابع الأميرية، إلا أنه لم يجد مراده فسافر للأقصر ومنها لأسوان ليعمل «ميكانيكي» بأحد المراكب السياحية، وذلك بعد أن حصل على ورشة في الميكانيكا بمعهد النقل النهري أهلته للعمل. محمد مثل غيره، تطرق للحديث عن السياحة وعن وقف الحال الذي يعانون منه، والمركب الذي يعملون عليه الآن رابط في مكانه منذ 8 فبراير، لم تكن هنا رحلات، ويقول محمد إن البلد عليها الترويج للسياحة الداخلية وليس الخارجية فقط لجذب المصريين، وهنا يقول "أنا نفسي مكنتش أعرف حاجة عن الأقصر وأسوان قبل ما أشتغل هنا، ولا عمري زرت الأهرامات، البلد لازم توعي الناس بالسياحة الداخلية وده هيساعد كتير".