- أوباما: لا جديد فى الخطاب ونتنياهو لم يقدم بدائل قابلة للتطبيق - رئيس مجلس النواب: الأمريكيون كانوا بحاجة لسماعه - طهران: استمرار للأكاذيب الإسرائيلية - حماس: نتنياهو زعيم الشر فى العالم.. ليفنى: الخطاب زاد من عزلة إسرائيل - صحف غربية: أحدث شرخا فى العلاقات بين واشنطن وتل أبيب ما إن أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو خطابه المثير للجدل، بشأن إيران، أمام الكونجرس الأمريكى، أمس الأول، حتى تسارعت ردود الأفعال الرسمية والصحفية، التى طالت المسئول الإسرائيلى واتهمته بتخريب العلاقات بين تل أبيب والولاياتالمتحدة تارة، وأثنت على كلماته تارة أخرى، فيما أكد خبراء أن الخطاب سيزيد من صعوبة مفاوضات النووى الإيرانى، وأحدث شرخا فى العلاقات بين الحليفين. وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنه «لا جديد» فى الخطاب المثير للجدل الذى ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أمام الكونجرس أمس الأول، موضحا أنه لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق حول الملف النووى الإيرانى. وأوضح أوباما من البيت الابيض أن نتنياهو «لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق. لم نتوصل إلى اتفاق بعد. لكن إذا نجحنا، فسيكون ذلك أفضل اتفاق ممكن مع ايران لمنعها من امتلاك سلاح نووى». وتابع «من المهم أن يبقى تركيزنا على هذه المشكلة، والسؤال الرئيسى هو كيف بإمكاننا منعهم من الحصول على سلاح نووى». وتباينت ردود الفعل بين الحزبين الكبيرين فى الولاياتالمتحدة، حيث كتب رئيس مجلس النواب وعضو الحزب الجمهورى، جون بينرعلى موقع التدوينات القصير تويتر، «هذا هو الخطاب الذى كان الشعب الأمريكى بحاجة إلى سماعه». وكتب المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، جيب بوش «رسالة قوية من بنيامين نتنياهو، سعيد بخطابه فى الكونجرس وبتفصيل المخاطر التى تشكلها إيران النووية». فيما قالت زعيمة الأقلية (الديمقراطية) بمجلس النواب، نانسى بيولسى، فى بيان لها نقلته رويترز: «كنت على وشك أن اذرف الدموع أثناء سماعى للخطاب» فقد حزنت لاهانته لذكاء الولاياتالمتحدة كدولة عضو فى مجموعة (5+1) و«حزنت للتعالى على معرفتنا بالخطر الذى تمثله إيران والتزامنا الأوسع بأمن إسرائيل». وفى طهران، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم تنديدها ب«استمرار أكاذيب نتانياهو التى تتكرر وأصبحت مملة حول الأهداف والنوايا خلف برنامج ايران النووى السلمى». وأكدت أفخم أن خطاب نتنياهو «مؤشر على الضعف والعزلة القصوى للمتطرفين حتى داخل أولئك الذين يدعمون إسرائيل». بدورها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «بأنّه زعيم الشر فى العالم». وقال المتحدث الرسمى باسم الحركة، سامى أبو زهرى، لوكالة الأناضول، إن «خطاب نتنياهو أمس أمام الكونجرس الأمريكى لن يفلح فى تحسين صورته، وارتكابه للجرائم بحق الفلسطينيين»، مضيفا: «نتنياهو هو زعيم الشر فى العالم، وإسرائيل هى مصدر الإرهاب فى المنطقة». وفى إسرائيل، اعتبرت زعيمة حزب الحركة (وسط)، تسيبى ليفنى أن «خطاب نتنياهو زاد من عزلة إسرائيل، وأفقدها قدرتها على التأثير فى قضية المشروع النووى الإيرانى». ونقل راديو (صوت إسرائيل)، أمس عن ليفنى قولها إن «نتنياهو استخدم احتياجات إسرائيل الأمنية لأغراض حزبية من خلال الخطاب»، مضيفة أنه «من واجب المسئول معالجة المشكلات وعدم إشاعة المخاوف». ووصفت رئيسة حزب ميرتس، زهافا غالئون، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه «خطاب تخويف كاذب يعكس اليأس وانعدام الأمل»، حسب راديو صوت إسرائيل. فيما أعرب زعيم المعارضة الإٍسرائيلية، إسحاق هيرتزوج، عن أمله «ألا يؤدى الخطاب للإضرار بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية». صحفيا، تباينت رؤى مطبوعات غربية لانعكسات الخطاب على الجهود الأمريكية فيما يتعلق بالمسار التفاوضى حول البرنامج النووى الإيرانى، وطبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وقال الكاتب الأمريكى ديفيد إجناتيوس إن «رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حشد بقوة ضد الاتفاق النووى مع إيران فى خطابه الذى تم إعداده جيدا أمام الكونجرس». وأضاف فى مقاله المنشور بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس، أن «المشكلة هى أن نتنياهو بخطابه هذا أوجد معادلة صفرية مع إدارة الرئيس باراك أوباما؛ ذلك أنه يتعين أن يخرج أحدهما خاسرا». وعرض إجناتيوس لاحتمالات نتائج الموقف بعد خطاب نتنياهو مع اقتراب الموعد النهائى للمفاوضات مع إيران، قائلا إن نتنياهو قد ينتصر ويقنع الكونجرس بالعدول عن أكبر مبادرة لأوباما على صعيد السياسة الخارجية، وقد ينتصر أوباما وينتهى إلى وصف ما عرضه نتنياهو بأنه صفقة شديدة السوء وكلا النتيجتين كفيلة بإلحاق الضرر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، كما ينذر بتسميم العامين الباقيين فى فترة أوباما الرئاسية الثانية والأخيرة. من جانبها، وتحت عنوان «لا وقت للخلاف فى الغرب بشأن إسرائيل»، جاءت افتتاحية صحيفة التليجراف البريطانية، أمس، والتى أكدت أن «نتنياهو أصبح موقنا من مدى توتر العلاقات بينه وبين الإدارة الأمريكية، كما أنه أصبح ثانى زعيم دولى، بعد رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل، يحظى بشرف إلقاء كلمة فى الكونجرس الأمريكى للمرة الثالثة». بدورها، عنونت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، افتتاحيتها أمس ب«تحد سافر من نتنياهو لأوباما»، قائلة «لا أحد يمكن أن يدعى أن بنيامين نتنياهو يفتقر إلى الجرأة، عبر تجنبه تجنب الرئيس الأمريكى ( الديمقراطى) ومناشدة الكونجرس (الجمهورى) لتحطيم مبادرة وضعها البيت الأبيض، وذلك قبل أسبوعين من خوضه الانتخابات، حيث أظهر بذلك فطنة رائعة». وأضافت الصحيفة «ولكن الشجاعة ليست شيئا مماثلا للحكمة، ومن المتشكك فيه أن تكون مناورة نتنياهو قد أقنعت المشرعين الأمريكيين بتغيير رأيهم، ومعظمهم كانوا متعاطفين بالفعل مع الشكوك الإسرائيلية حول الخطوط العريضة للاتفاق النووى الذى اقترحه أوباما مع إيران». وأوضحت الصحيفة أن «عدم اكتراث نتنياهو بالقواعد وجعلها قضية حزبية فى الولاياتالمتحدة، أحدث شقاقا داخل الجماعات الموالية لإسرائيل لم تكن موجودة من قبل». ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس، أن «مهمة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإجراء اتفاق نووى مع إيران أصبحت أصعب بكثير بعد الخطاب الحماسى الذى القاه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام المشرعين الغاضبين من الاتفاق فى الكونجرس»، مؤكدة أن «مهمة أوباما ستشمل إقناع المشرعين بتخفيف العقوبات المعقدة ضد إيران». أما صحيفة جارديان البريطانية، فنشرت مقالا تحليليا للكاتب كريس ماكجريلعن الخطاب تحت عنوان «خطاب نتنياهو الكثير عن الإرهاب والقليل من المضمون»، أكد على ما أحدثه خطاب نتنياهو من انقسام شديد داخل الكونجرس (قاطعه ما يقرب من 60 أعضاء الحزب الديمقراطى) الذين اعترضوا على استخدام زعيم أجنبى للكابيتول كمنصة لإعادة انتخابه ولانتقاد الرئيس الأمريكى». وأوضح ماكجريل أن «نتنياهو فى خطابه أمام الكونجرس، لم يقدم حلولا أخرى بديلة عن عقوبات لا نهاية لها ضد إيران، حتى تلبى سلسلة من المطالب المبهمة»، قائلا «خطاب نتنياهو كان قصيرا فى مضمون ما يجب القيام به حيال ذلك (المفاوضات الإيرانية) بخلاف معارضة الصفقة التى تبدو قيد التشكل مع طهران».