أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، أن مصر هى دولة جوار مهمة بالنسبة لليبيا وتلعب دورا مهما للغاية.. معتبرا أن مساندة مصر للحل السياسي فى ليبيا يعد أمرا بالغ الأهمية. وقال ليون - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط قبيل مغادرته القاهرة فى ختام زيارة استغرقت يوما واحدا - إن "مصر تقوم بدور نشط وفعال فى دعم مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا والحوار السياسى وهذا أمر مهم لأن مصر تقوم بدور كبير فى ليبيا وأن مصر هى اللاعب الأهم فى المنطقة". وحول زيارته الحالية إلى القاهرة.. أوضح المبعوث الأممى أنه عقد خلال زيارته اجتماعا مطولا مع السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار وعدد من مسؤولى الوزارة حيث تم بحث تطورات الأوضاع فى ليبيا وبشكل خاص اجتماع الحوار السياسي بين الأطراف الليبية والمقرر غدا الخميس بالمغرب. وأشار إلى أن مصر تدعم الجهود المبذولة من أجل التوصل لمخرج سياسى للأزمة الليبية باعتبار ذلك يعد السبيل الوحيد لوضع نهاية للأزمة التى تشهدها فى ليبيا، بالإضافة إلي أنه تم تناول الوضع بشكل عام فى البلاد. وأضاف ليون أنه "تم كذلك مناقشة قضية الإرهاب التى تشغل بشكل كبير الحكومة المصرية وخاصة بعد مقتل 21 من المواطنين المصريين على يد تنظيم داعش الإرهابى بليبيا، وهو الحادث الذى أدانته منظمة الأممالمتحدة". وأوضح أن الأممالمتحدة تدرك تماما أن ما تعرض لها المواطنون المصريون فى ليبيا يعد جريمة تتطلب من المجتمع الدولى أن يقوم بتحرك فعال ضد الإرهاب. وأكد المبعوث الدولى إلي ليبيا مجددا على أن الحوار يعد الوسيلة الوحيدة المجدية لإيجاد حل سلمي للأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا ووضع حد نهائي للنزاع العسكري الذي سبب الكثير من المعاناة للشعب الليبي. وعن رؤيته لمشروع القرار العربى محل التشاور حاليا بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا.. أوضح ليون أن المجلس يواصل مناقشة مشروع القرار حاليا.. معربا عن اعتقاده بأنه يتعين على المجتمع الدولى أن يتحرك لمجابهة الإرهاب وهذا مبدأ ضرورى، وفى الوقت نفسه لابد من مساندة الحوار السياسي باعتباره مفتاح الحل فى ليبيا وهو ما سبق وأن أكد عليه فى مداخلته خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حول ليبيا. وأضاف أن "الجميع يدرك أن تنظيم (داعش) الإرهابى والتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل (القاعدة) يستغلون حالة الفوضى والحرب والمشاكل السياسية التى تشهدها البلاد للتمدد فى ليبيا، وبالتالى فإن الأولوية الآن تكمن فى الوصول إلي تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن هنا تأتى أهمية اجتماع الغد بالمغرب". وشدد ليون على أن محاربة الإرهاب فى ليبيا هى أمر ضرورى وتتطلب تعاون المجتمع الدولى لأن الجميع يدرك ما ارتكبه تنظيم داعش فى العراق وسوريا وقد يقوم بنفس الأمر فى ليبيا. وعما سيتم التركيز عليه خلال جولة الحوار المقبلة.. قال ليون إن "جولة الحوار بالمغرب ستركز بشكل أساسى على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وضمان وقف إطلاق النار وسحب الميليشيات من المدن والبلدات. وحول الخطوات التالية التى تعتزم منظمة الأممالمتحدة اتخاذها فى حال فشل اجتماع المغرب، خاصة مع تزايد وتيرة الإرهاب فى البلاد، قال المبعوث الدولى إننا "سنجتمع أولا فى المغرب ثم سنرى ما هى الخطوات الواجب اتخاذها على ضوء هذا اللقاء ومخرجاته إذ أنه من الصعب فى حالة ليبيا أن نحدد سيناريو معين".. مشيرا إلى أنه اجتمع قبل يومين مع الأطراف الليبية خلال زيارته إلي طرابلس وطبرق ولمس إدراكا من جانبهم بأن الاجتماع المقبل ربما يكون الفرصة الأخيرة لاتخاذ قرار.