كثف الغربيون الأحد، تحذيراتهم لروسيا على خلفية المعارك بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو في جوار ميناء ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في شرق أوكرانيا تسيطر عليها كييف. وفي مؤشر على توتر الوضع، قتل شخصان وأصيب عشرة آخرون بانفجار قنبلة يدوية الصنع خلال مسيرة وطنية في خاركيف (شرق). وتحدث الجيش الأوكراني الأحد عن "هجومين بالدبابات قرب ماريوبول"، المدينة الاستراتيجية في جنوب خط الجبهة والتي تتيح السيطرة عليها للمتمردين إقامة جسر بري مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في الربيع الفائت. وأكد المتحدث العسكري الأوكراني، أندريه ليسنكو، أن قافلة عسكرية للجيش الروسي تضم خمسين شاحنة محملة بالذخائر دخلت أوكرانيا وتتجه إلى نوفوازوفسك، وهي قاعدة للمتمردين على بعد ثلاثين كيلو متر من ماريوبول. ويتهم الغربيون وكييف روسيا بدعم الانفصاليين عبر تزويدهم بالأسلحة والقوات وهو ما تنفيه موسكو بشدة. ويأتي التوتر حول ماريوبول بعد بضعة أيام من سيطرة المتمردين على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية، الأمر الذي اعتبرت كييف والغربيون أنه انتهاك خطير لوقف إطلاق النار الذي نصت عليه اتفاقات مينسك-2. وفي المقابل، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من تقدم للانفصاليين في اتجاه ماريوبول، معتبرا في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية أن هذا الأمر سيشكل "انتهاكا واضحا لاتفاقات" مينسك. وأعلن رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك الذي شارك الأحد في كييف في مسيرة مع مسؤولين أوروبيين آخرين في ذكرى الضحايا المئة الذين سقطوا قبل عام في ساحة ميدان، إنه سيبدأ الاثنين مشاورات تتناول فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال توسك في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس-أوكرانيا "قبل كل شيء، علينا توسيع العقوبات الاقتصادية"، متحدثا أيضا عن إمكان نشر قوة شرطة تابعة للاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في شرق أوكرانيا بناء على طلب كييف. بدوره، لم يستبعد مسؤول فرنسي كبير إمكان فرض عقوبات أوروبية جديدة على موسكو. وصرح وزير الدولة الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية، هارلم ديزير من كييف "إذا لم يتم احترام اتفاقات مينسك فإن الاتحاد الأوروبي سيواصل فرض العقوبات وقد يعمد إلى تشديدها". وكانت واشنطن أعلنت السبت أنها تتجه إلى فرض عقوبات "جدية" على موسكو وخصوصا بعد السيطرة على ديبالتسيفي. وفي وقت سابق الأحد، بدا أن كييف والانفصاليين يحرزون تقدما محدودا على صعيد تطبيق اتفاقات مينسك. فغداة تنفيذ أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية العام شملت 139 جنديا أوكرانيا و52 مقاتلا انفصاليا، أعلنت كييف والمتمردون الأحد اتفاقات لبدء سحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة، ولكن من دون تحديد موعد ومكان هذه العملية. وتنص الاتفاقات على أن يسحب الطرفان "كل الأسلحة الثقيلة" لإقامة منطقة عازلة بعمق يراوح بين 50 كلم و140 كلم بحسب أنواع هذه الأسلحة. وفي سياق متصل، بدت خاركيف، المدينة الصناعية والجامعية الكبيرة التي يقطنها 1,5 مليون شخص، تحت وقع الصدمة الأحد، إثر الانفجار الذي أسفر عن مقتل شرطي وناشط موال لأوروبا. واعتبر كثيرون أن انفجار خاركيف يشكل محاولة لترهيب القوات الموالية لكييف في هذه المدينة الناطقة بالروسية والتي تبعد حوالى مئتي كلم من مناطق المعارك وثلاثين كلم فقط من الحدود الروسية. ووصفت الشرطة الحادث بأنه "اعتداء إرهابي" فيما أعلن الجهاز الأمني اعتقال أربعة مشتبه بهم مؤكدا أن هؤلاء تلقوا "تعليمات انطلاقا من روسيا".