مجدى أحمد على: يجب تغيير الصورة التقليدية بمفاهيم عصرية شريف مندور: واجهنا دراما بفيلم تسجيلى وكنت أريد إخراج الطلعة الجوية مجدى صابر: الهدف مختلف وأتمنى تسجيل معارك سيناء هانى جرجس: لا أعتقد أن هناك من يرفض المشاركة فى هذه الحرب أحمد رأفت بهجت: مهم بالطبع والأهم تقديم فن يخدم المجتمع طرحت الحالة الدرامية التى قدمها تنظيم داعش الإرهابى فى الشريط الذى بثته وذبح فيه عدد من المصريين الكثير من علامات الاستفهام حول طريقة التصوير والإخراج والمونتاج والطريقة التى استخدمت لإرسال رسالتهم. وفى الوقت نفسه طرحت سؤالا حول احتياج الإدارة المصرية لمخرج سينمائى فى حربها ضد الإرهاب يقارع السينما بالسينما ويرسل للخارج والداخل رسائل موجهة عن قدرتنا على دحض الإرهاب وبث روح الأمل والطمأنينة بلغة يفهمها الجميع.. استعانة الرئاسة والحكومة المصرية بخبراء فى التصوير والمونتاج والإخراج لعملياتها الحربية ضد الإرهاب يرى البعض أنه ضرورة وليس ترفا فى حين يرى البعض الآخر أن الهدف مختلف ولابد زن تكون الطريقة مختلفة ايضا بين هؤلاء وهؤلاء طرحنا السؤال.. هل تحتاج مصر لمخرج سينمائى فى حربها على الإرهاب؟ المخرج مجدى أحمد على يرى أننا فى حاجة إلى تغيير شامل فى التعامل مع الأحداث ويقول: نحن فى حاجة إلى تغيير بداية من طريقة إلقاء الخطابات والبيانات وحتى الصورة التى نراها فلم يعد زحد يتحدث بطريقة الأربعينيات، ولا تنس أن هناك أجيالا من الشباب سوف تسخر من هذه الصور التقليدية ونحن فى حاجة إلى أساتذة فى الإخراج لتدعيم مواقفنا.. حتى إن نقل الصورة البسيطة لخطاب الرئيس مثلا يحتاج إلى خبير فنى يستطيع أن يصل بها إلى الشباب فنحن فى عصر الصورة وعليك أن تستعين بالخبراء والمحترفين فى إيصال رسالتك، ولكن للأسف لايزال البعض يرى أن السينما للتسلية ولا أحد يرى أن الفن يمكن أن يصل أكثر من أى شىء آخر للناس وأتمنى ان تنتبه الدولة إلى أن الاستعانة بالفن ليس من باب الرفاهية ولكن لأن الفن مؤثر وأتمنى أيضا أن تطلق يد الفنانين فى تقديم فن حقيقى نابع من ضمائرنا. المخرج شريف مندور يرى أن هذه المسألة مهمة جدا ويقول: فى رأيى أن الرسالة هى الفيلم الذى بثته داعش وهم كانوا يريدون أن نرى الفيلم لا الذبح وأنت عندما تريد أن تنقل صورة ما ليس امامك إلا بطريقتين إما أن تنقل الصورة دون أى تدخل وهو ما يسمى بالتوثيق ولو كانوا يريدون أن يوثقوا حادث الذبح كانوا قدموا صورة مباشرة دون تدخل لكن لأن هذا الفيلم كان موجها إلى العالم والأمريكان بصورة خاصة وليس للمواطن العربى فقد استخدموا الطريقة الثانية وهى نقل الصورة عبر الدراما فقد قدموا سيناريو وحبكة وتأثير درامى وهم ارتدوا ملابس موحدة واختاروا بطريقة «الكاستينج» فقد اختاروا أحجام اعضاء داعش بصورة توحى بأنهم عمالقة والفيلم ملىء بالرسائل المخفية ومنها أنهم يصنعون وحشا خرافيا ويوهمون العالم بأنهم قوة كبيرة.. ولذلك فقد كنت أتمنى بالفعل أننا نقوم بعمل أفلام مضادة تبث الطمأنينة والقوة فى نفوس المصريين وأنا اندهشت وانزعجت جدا من تصوير الضربة لأنهم قاموا بتصويرها بطريقة التوثيق والتسجيل وكنت أتمنى أن نحارب الدراما بالدراما وليس بالتوثيق وكان لابد من عمل سيناريو فنى للضربة يقول للجميع إن مصر قوة عسكرية كبيرة.. فنحن دائما ما نسمع عن الحرب النفسية ولكن للأسف لم نستغلها والحرب النفسية فى رأيى مهمة بالقدر الذى فيه الحرب الحقيقية ونحن سبق أن استخدمنا هذا فى حرب 1973 ويجب أن نعيد التفكير فيه الآن ايضا لأننا فى حاجة إليه فعلا. المؤلف مجدى صابر لديه وجهة نظر مختلفة فيقول: داعش قامت بعمل هذا الفيديو كنوع من الدعاية واستعراض القوة مستعينة بخبرات مخابرات عالمية لأن ما رأيناه عمل احترافى بتميز لا يمكن أن يفعله تنظيم عصابى مثل داعش فالمشهد صور كأنه فيلم سينمائى وبه بروفات وبافضل التقنيات السينمائية وهم إذا كانوا يريدون أن يبرهنوا للعالم أنهم قوة كبيرة حتى فى القتل فنحن لسنا فى حاجة إلى ان نفعل مثلهم فنحن ندافع عن قضية ورسالتنا وصلت بالطلعة الجوية، ولكن يمكن أن نطلب من الجيش أن يصور عمليات سيناء مادام لايؤثر ذلك على طبيعة عملهم وتصوير هذه المعارك باحترافية سوف يبعث برسالة طمأنينة للناس التى يجب ان تشعر بما يفعله جيش بلادنا وأنا لا أريد أكثر من تسجيل لهذه العمليات ولا يهمنى الفنيات لأننا لسنا فى حاجة لها ومادام هناك اختلاف فى الهدف فلابد أن يكون هناك اختلاف فى الوسيلة. المخرج والمنتج هانى جرجس فوزى يرى أننا فى حاجة فعلا لاحترافية شديدة ويقول: إذا أردت أن ترسل رسالة من خلال الصورة فلابد أن تقدمها باحترافية عالية داعش ذلك التنظيم الإرهابى أراد أن يرسل رسالته بدراما أمريكية فاستعان بمحترفين والحقيقة انا مندهش من اشتراك فنان فى هذه العملية الإرهاب! وهم استعانوا بمحترفين ونحن يمكن أن نستطيع ان نقدم رسالتنا بمهنية وحرفية وأظن أن الجيش إذا اراد ذلك سوف يفعلها بحرفية وأظن أنهم إذا أرادوا الاستعانة بأى مخرج كبير أو بطقم تصوير محترف وفريق عمل كامل سوف يجدون ولن يرفض احد العمل فى مثل هذه المهمة.. والحقيقة أنا أتمنى أن نقضى على الارهاب بأى صورة واثق فى جيشنا أنه سوف يفعل ذلك. الناقد أحمد رأفت بهجت يؤكد على ضرورة الاستعانة بفرق فنية فى الحرب على الإرهاب ويقول: نحتاج وبقوة ان تخدم كل الوسائل المتاحة قضايانا العادلة فى الحرب على الإرهاب، نحتاج لتضافر وسائل الإعلام واتحادها فى مواجهة قناة الجزيرة والقنوات الأجنبية التى فشلنا طيلة الاربع سنوات الماضية فى مواجهتها والحقيقة أننا فى حالة إفلاس وللأسف الفنون لدينا تلعب دورا مضادا للمجتمع منذ أكثر من عشر سنوات بادعاء أنها تنقل الواقع وهم ينسون أن للفن دورا فى الارتقاء بهذا الواقع وخلق شىء من الأمل لكن للأسف فشلنا فى هذا كما فشلنا فى أن نصدر صورة إعلامية للعالم عن مصر ونحن فى حاجة الآن إلى أن نصل إلى الخارج ونحتاج لأن نصل اليهم بالطريقة واللغة التى يفهمونها وأنا لا أعرف ماذا تفعل هيئة الاستعلامات والجهات المسئولة عن ذلك فى حين أن دويلة صغيرة مثل قطر تستطيع أن تصدر صورة كبيرة لها فى العالم كله.. للأسف يجب أن نراجع أنفسنا وأن ننتبه لأهمية الفن فى خدمة قضايانا.