«ربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا»، بهذا الاقتباس من إحدى كلمات الرئيس الراحل أنور السادات والمنحوتة على جدارية معلقة على أحد حوائط مكتبة الإسكندرية، يستقبل متحف السادات الكائن بالمكتبة زواره بدءا من الغد، بعد أن افتتحته السيدة الأولى سوزان مبارك أمس. ويقدم المتحف المقام على ما لا يزيد على 280 مترا صورة اختير لها أن تكون مضيئة لحياة واحد من أكثر حكام مصر إثارة للاهتمام والجدل خلال حياته وبعد مماته الذى جاء بعملية اغتيال وقعت عام 1981.. يقول عمرو شلبي ، المشرف على تأسيس المتحف، «إن معظم شباب مصر لا يعلم الكثير عن السادات، الذى قتل قبل ما يزيد على ربع القرن، ولهذا فنحن نعتقد أن هذا المتحف سيعيد قراءة تاريخ هذا الرجل الذى حارب وسالم وقتل». ويضيف شلبي، الذى درس العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية والبالغ من العمر 27 عاما، «إن السادات فى رأيى ورغم إننى لم أعايش حكمه، هو واحد من أهم حكام مصر على الإطلاق وهو يستحق ألا ينساه الشباب اليوم». ويشعر شلبي بفخر وهو يستعرض مقتنيات متحف السادات الذى يشمل أوسمة حصل عليها الرئيس الراحل ومجموعة أوراق خاصة به وصورا تاريخية وأخرى عائلية ومقتنيات شخصية تتراوح ما بين الغليون الذى اشتهر به، وجلبابه الذى لطالما ظهر به فى أحاديث تليفزيونية أدلى بها يوم ميلاده من قريته ميت أبوالكوم، إلى البدلة العسكرية التى كان يرتديها يوم اغتياله فى ذكرى نصر أكتوبر، الذى أراد دوما أن يرتبط باسمه كما ارتبط باسمه توقيع أول اتفاقية سلام بين الدولة العربية الأكبر وإسرائيل، ليكون كما أحب أن يشار إليه وكما يظهره المتحف «بطل الحرب والسلام». غير أن متحف السادات لا يقدم لزائره، خاصة هؤلاء ممن لم يعايشوه الكثير عن الزوابع السياسية التى لطالما ارتبطت باسم السادات طوال تاريخه السياسى، وقبل اعتلائه منصب الرئاسة فى عام 1971 وخلال السنوات العشر التى حكم فيها مصر.. فلا شىء فى المتحف عن قضايا سياسية تورط اسمه فيها قبل ثورة 1952، ولا شىء ذا بال عن المعارضة الشديدة التى واجهها بسبب سياسته الداخلية والخارجية، خاصة قراره بزيارة إسرائيل وتوقيع اتفاقية سلام، اعترض على نصوصها كبار معاونيه وطاقم سياسته الخارجية.. السادات كما يظهره المتحف الثانى الذى يحمل اسمه حيث إن هناك متحفا آخر له فى قرية ميت أبوالكوم هو بطل بكل المقاييس، وشهيد لقصة حرب وسلام يبدو، حسبما اختار مصممو المتحف والمشرفون عليه، أنه صانعها الوحيد.