قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إنه "يجب رفع الحظر على الأسلحة التي تصل للجيش الليبي حتى يتمكن من الدفاع عن شعبه وبلده". جاء ذلك ردًا على سؤال عن المطالبة برفع الحظر على أسلحة حكومة طبرق الشرعية، خلال المقابلة الخاصة التي أجراها الرئيس السيسي مع إذاعة «أوروبا 1»، اليوم الثلاثاء. وأضاف السيسي، أن "ذلك هو الجهد الذي يقوم به حاليا وزير الخارجية الدكتور سامح شكرى في إطار مجلس الأمن الدولي وبالتشاور مع فرنسا وإيطاليا والأصدقاء الأوروبيين، ويجب رفع الحظر على الأسلحة المتجهة للجيش الليبي حتى يتثنى له الدفاع عن شعبه وخيارته". وحول قرار قصف داعش في ليبيا وإلى أي مدى مصر مستعدة للذهاب لمعاقبتهم، قال رئيس الجمهورية: "نحن كنّا حريصين على ألا نتدخل عسكريا ولم نكن نود التحرك داخل الحدود الليبية احتراما لسيادة ليبيا وشعبها، ولكن ما حدث هو جريمة إرهابية وحشية تعرض لها أبناؤنا في ليبيا، أن يتم ذبح أبنائنا ولا نتحرك"، لافتا إلى أن "هذا يعد شكلا من أشكال الدفاع عن النفس يوافق عليها القانون الدولي والمجتمع الدولي والأعراف، فلن نسمح لهم بقتل وذبح أبنائنا الأبرياء، ونحن في حاجة أن نكرر توجيه الضربات، ولكن معا لوقف التطرّف والإرهاب". وعما إذا كانت مصر تطالب بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتشكيل تحالف للتدخل في ليبيا حتى لا تتدخل بمفردها، أوضح أنه "نعم ليس هناك خيار آخر مع الوضع في الاعتبار موافقة الشعب والحكومة الليبية للتحرك لإعادة الأمن والاستقرار بالتعاون معهم"، منوهًا بأننا "نعتبر أن كل المصريين أبناؤنا وأشقاؤنا وما حدث جريمة نكراء ضد الإنسانية ليس فقط بحق المصريين"، وذلك ردًا على سؤال حول إعلان حالة الحداد 7 أيام بعد ذبح 21 مصريا وما قاله في الكاتدرائية بأنه لا نقتل مواطنا مصريا سواء كان مسيحيا أو مسلما. وأكد السيسي، أن "هذه الرسالة يوجهها للأوروبيين والفرنسيين على وجه الخصوص"، قائلا: "لقد حذرت الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منذ أربعة أشهر من الأوضاع في ليبيا فأنتم تحولون المنطقة إلى معقل سيهدد المنطقة بأكملها وليس مصر فقط، فمصر وحوض المتوسط وأوروبا يتعين عليهم معالجة هذه المشكلة لأن المهمة لم تنته في ليبيا، لقد تركنا الليبيين أسرى لميليشيات متطرفة". وحول كيفية التعامل مع الحظر الذي تمثله ليبيا على إفريقيا وتونس ومصر وأوروبا، شدد الرئيس السيسي على "أهمية دعم الشرعية واختيار الشعب الليبي؛ فالميليشيات التي تود أن تشارك يجب أن تسلم أسلحتها والعمل في إطار مدني، نحن في حاجة إلى إعادة الاستقرار ولذلك يجب نزع السلاح ومنع وصول الأسلحة لأيدي المتطرفين القادمين من بلدان أخرى". وفي سؤال حول غضب وتأثر الرئيس السيسي خاصة من هذا الحظر، فأجاب: "الغضب يأتي من تلك الشهور الطويلة الماضية فمنذ أكثر من عامين حذرنا من الأوضاع في سوريا والعراق وتداعياتها السلبية على كل المنطقة فعندما تدهور الوضع في ليبيا قولنا إنه سيكون هناك خطر كبير على الأمن والاستقرار ليس فقط لليبيين ولكن أيضا للجوار والأوروبيين، وقلنا إن الإرهاب سيذهب لمكان آخر فعلينا أن نعمل معا لدحر الإرهاب، ولا أتحدث فقط عن مواجهة أمنية أو عسكرية بل عن مواجهة شاملة ثقافية تعليمية اقتصادية وسياسية". وفيما يتعلق باقتراح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لعقد اجتماع لمجلس الدفاع الأوروبي بمشاركة مصر وما إذا كان يقبل الذهاب؟، أوضح "أننا نحن نحتاج أن نتحرك مع كل الأصدقاء لوضع خارطة طريق حقيقية لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة".