اقتربت أثينا ومنطقة اليورو من التوصل إلى تسوية بشأن أزمة الديون اليونانية، وذلك خلال قمة عقدها الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الخميس، وعرض خلالها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس وجهة نظره أمام شركائه في الاتحاد وفي مقدمهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. واتفقت اليونان ومنطقة اليورو على أن تباشرا اعتبارًا من الجمعة مباحثات تقنية تمهد للاجتماع المقبل، الذي ستعقده مجموعة اليورو في بروكسل الاثنين. وقال تسيبراس مساء الخميس، في ختام أول قمة أوروبية له "لقد أحرزنا خطوات مهمة، لم نجتز المسافة كلها، لكن قسمًا كبيرًا منها. لقد استفدنا خصوصًا من واقع أن أوروبا قائمة على خلافات ولكن أيضًا على تسويات". وتسعى اليونان إلى إقناع شركائها، وفي مقدمهم ألمانيا التي ينظر إليها اليونانيون على أنها حاملة لواء إجراءات التقشف الصارمة المفروضة عليهم، بتخفيف هذه الإجراءات. وكان وزراء المالية في دول منطقة اليورو، عقدوا الأربعاء اجتماعًا صاخبًا حول هذه المسألة، فشلوا خلاله في جسر الهوة مع أثينا. ويحاول الأوروبيون إقناع أثينا بطلب تمديد برنامج القروض الحالي قبل التفكير في حلول لتخفيف الدين الذي يشكل اكثر من 175% من إجمالي الناتج الداخلي اليوناني، وهو ما ترفضه أثينا التي تريد أيضًا التخلص من ترويكا الجهات الدائنة وإجراءاتها التقشفية الصارمة. وأكد تسيبراس، أن "الانتقال نحو برنامج جديد بات الموضوع الوحيد للمباحثات وللاجتماع المقبل لمجموعة اليورو، الذي سيعقد الاثنين في بروكسل". ويفترض أن يتم الاتفاق بشأن الأزمة اليونانية بحلول الاثنين على أبعد تقدير لإفساح المجال أمام العديد من البرلمانات الأوروبية ولاسيما البرلمانان الألماني والفنلندي، لإقرار الاتفاق قبل نهاية الشهر ونهاية أجل برنامج القروض المعمول به حاليًا. وسيشارك في هذه المباحثات خبراء يونانيون وممثلون عن الجهات الدائنة لأثينا، والتي لم يعد أحد يطلق عليها تسمية "ترويكا". وفي هذا السياق أكد تسيبراس أن "الترويكا لم تعد موجودة".