"بصمة" ملك السعودية الجديد و"دولة جهادية" أخرى في سوريا ودور العرب في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" من أبرز الموضوعات ذات الصلة بشؤون الشرق الأوسط في الصحف البريطانية. ونبدأ بتقرير في صحيفة الاندبندنت حول الإجراءات التي اتخذها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز منذ صعوده إلى سدة الحكم في 23 يناير/كانون الثاني. وقالت الصحيفة إن الملك الجديد لم يضيع وقتا منذ توليه مهام منصبه، فقد عمد سريعا إلى تصعيد بعض أقاربه الأقربين وإقصاء بعض أصحاب النفوذ أيام سلفه الراحل عبد الله. لكن التقرير أكد أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الإجراءات السريعة التي اتخذها سلمان ستوفر قدرا أكبر من الحقوق السياسية أو ستجرى إصلاحات أخرى داخل المملكة. ولفتت الاندبندنت إلى أن سلمان فتح الباب أمام فكرة منح عفو عن سجناء، ربما يكون من بينهم ناشطون سياسيون. وقالت إن المدون السعودي رائف بدوي، المحكوم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنين لم يجلد منذ ارتقاء سلمان إلى عرش المملكة. ونقلت الصحيفة عن مصطفى العاني، الخبير في شؤون الأمن والإرهاب بمركز أبحاث الخليج الموجود في جنيف، توقعه أن "يستمر الملك سلمان في سياسة سلفه المعتمدة على الإصلاح التدريجي الذي يتضمن الحد من سلطة المؤسسة الدينية وتخفيف القيود على المرأة." وترى الصحيفة أن المستفيد الأبرز من الإجراءات التي اتخذها سلمان هو الأمير محمد بن نايف الذي عين وليا لولي العهد. ووصف هذا القرار بأنه تاريخي بالنسبة للمملكة لأنه يمهد للمرة الأولى لوصول أحد أحفاد مؤسس السعودية الملك عبد العزيز آل سعود إلى سدة الحكم. "دولة جهادية" أخرى في سوريا ونتحول إلى تقرير في صحيفة التايمز حذّر من احتمال ظهور ما وصفه ب"دولة جهادية" أخرى في سوريا بعد سيطرة "جبهة النصرة"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، على أجزاء كبيرة من البلاد. تسيطر جبهة النصرة على بعض المناطق السورية. وبحسب التقرير، فقد استولت جبهة النصرة على مساحات واسعة من محافظة إدلب شمالي سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سواء عن طريق التعاون مع جماعات أخرى من المعارضة المسلحة أو بعد محاربتها. ونقلت الصحيفة عن ناشطين معارضين قولهم إن جبهة النصرة بدأت الأسبوع الماضي بتوسيع نطاق سيطرتها إلى مدينة حلب، وهي من آخر المناطق شمالي سوريا التي توجد فيها ما يعرف بالمعارضة المعتدلة. وقالت التايمز إن ظهور دولة مصغرة جديدة إلى جانب "خلافة" تنظيم "الدولة الإسلامية يجعل الغرب "في حالة يرثى لها". وأشارت إلى أن مسلحي جبهة النصرة هاجموا الخميس الماضي حركة حزم المسلحة، هي مجموعة مدعومة من الغرب حصلت على بعض صواريخ مضادة للدبابات من الولاياتالمتحدة. لكن ناشطين في حلب قالوا إن جبهة النصرة بدأت تخسر جزءا من شعبيتها بعدما بدأت تركز على مهاجمة مجموعات معارضة بدلا من التركيز على القتال ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وفقا للتقرير. "جبهات جديدة" ونعود إلى الاندبندنت التي دعت في إحدى افتتاحيتيها إلى أن تلعب الدول العربية دورا أكبر لتغيير طبيعة القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". يشارك الأردن في تحالف دولي يضم أكثر من 60 دولة بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت الصحيفة إن التخلص من التنظيم يتطلب قوات برية، لكنها رأت أن هذه القوات يجب أن تكون عربية وليست غربية. وتطرق المقال إلى قرار الإمارات عدم الاستمرار في شن غارات في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت الاندبندنت إن هذا الخطوة تعود جزئيا إلى اعتقاد الإمارات أن الولاياتالمتحدة لم تبذل الجهد الكافي في عمليات البحث عن الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أحرقه التنظيم حيا. وشددت الصحيفة على ضرورة العمل على تغيير هذا الانطباع. لكنها أشارت إلى أن خسارة الإمارات عوضها دور أكبر باتت تلعبه المملكة الأردنية المجاورة للعراق وسوريا. ودعا المقال الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى العمل من خلال القنوات الدبلوماسية على تشجيع الدول العربية للاضطلاع بدور أكبر في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال إن هذا الاتجاه يتطلب أن ينأى التحالف الدولي عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يرى الكثير من السنة أنه أصبح حليفا للغرب نتيجة لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تعطي أولوية للقتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".