أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية أن الإمام محمد عبده من هذه النوعية التى بعثت روحا وفكرا جديدا ليس فى مصر وحدها بل فى كل مكان حل فيه فى مصر وبيروت وباريس. ورأى زقزوق خلال حديثه بمحور اللقاءات الفكرية بمعرض الكتاب أننا لم نتزحزح كثيرا عن هذا الفكر الظلامى الذى كان يرفضه الإمام محمد عبده حتى هذه اللحظة إلا فى حالات معدودة منها على سبيل المثال ما حدث مع الإمام المراغى وهو أحد تلاميذ الإمام محمد عبده والذى كان يشغل منصب شيخ الجامع الأزهر فى عهد الملك فاروق، ووقتها تم تشكيل لجنة لوضع قانون الأحوال المدنية، وكانت اللجنة فى حيرة بشأن التوفيق ما بين النصوص الدينية والقوانين المدنية. وتابع زقزوق: نحن الآن مشغولون بالهامش وتركنا الأساس، يجب أن نطور ونجدد الفكر الدينى قبل أن نجدد الخطاب الدينى، فالدين يحث على الجد والاجتهاد، ففى فترات التراجع الحضارى للمسلمين كان هناك اتجاها قويا لإغلاق باب الفكر والاجتهاد، وفى هذا الشأن يقول محمد عبده إن فرص اللاحقين أفضل بكثير من فرص السابقين، وذلك بسبب ما نعيشه الآن من تطورات هائلة. وقال زقزوق: «وأنا أرى أن تجديد الخطاب الدينى يتطلب منا العودة إلى مقررات العقل السليم والبعد عن الأشياء غير المنطقية والخرافات، وكذلك يتطلب منا البعد عن ثقافة الإرهاب الفكرى التى يمارسها البعض الآن من منطلق أن من ليس معى فهو ضدى، وعلينا أن نغرس فى أبنائنا وأحفادنا ثقافة الأمل وأن نذكرهم بقول الولى عز وجل: «قُل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنه لا ييئس من رحمة الله إلا القوم الكافرون»، فباب الأمل مفتوح على مصراعيه، فما أحوجنا الآن إلى قيمنا التى نسيناها لم ننساها كاسم بل تعمدنا أن ننساها كفعل!
