- الجمهور المصرى لا يقتنع الا بالمذيع «الكاريزما» حتى إذا لم يكن مجتهدًا فى عمله تحتفل الإعلامية نوران سلام حاليا بإصدار روايتها الأولى «DNA» التى تخوض بها تجربة الكتابة للمرة الأولى إلى جانب عملها الإعلامى. فى هذا الحوار تكشف الأسباب التى دفعتها لاقتحام هذا المجال الجديد، كما تتحدث عن قرارها المثير للجدل بخلع الحجاب الذى قررت أن تتخلى عنه مؤخرا رغم شهرتها به لسنوات طويلة عملت فيها بقنوات bbc والجزيرة ثم الحياة. وتقول نوران: ما لا يعرفه الكثيرون أننى بدات حياتى المهنية صحفية، قبل أن أكون مذيعة، وأملك موهبة الكتابة منذ الصغر، وقبل أن تصدر لى رواية «DNA»، كنت بصدد نشر مجموعه قصصية هى الآن تحت الطبع بالفعل، كما أعمل حاليا على الانتهاء من كتاب عن المشهد الاعلامى بالتعاون مع صحفى انجليزى. • رغم أنك شخصية مسالمة إلا أنك أثرت الجدل مرتين باستقالتك من قناة الجزيرة ثم خلع الحجاب؟ خلعى للحجاب قرار شخصى، ومتعلق بإنسانه قبل أن تكون مذيعة تظهر على الشاشة، ولا أعرف لماذا مثل هذا القرار يثير الجدل؟ ورغم اننى كنت أتوقع رد فعل سلبيا على خلع الحجاب، لكن لم يشغلنى أبدا أن بعض الأسلاميين سيهاجموننى ويحاولون تشويهى، لم أركز فى هذا الجانب على الإطلاق لأنى عندما اتخذت القرار، كنت أفكر فيه على المستوى الشخصى فقط، وهو ما يعنينى بنسبة 95%. وبحثت بالفعل قبل ان اتخذ القرار بشكل نهائى عن إجابات لبعض الاسئلة مثل، هل القرار صحيح، وهل سيؤثر على أسرتى، والناس التى يهمنى أمرها ويهمهم أمرى أم لا؟ وبالمناسبة عدم وجود رد فعل سلبى من الدائرة المقربة لى هو ما ساعدنى على تجاوز الهجوم الذى تعرضت له. والحقيقة أن الذين هاجمونى خانهم التوفيق فى اختيار الزاوية التى تعرضوا لى من خلالها، عندما ربطوا بانى عندما كنت فى قناة الجزيرة ارتدى الحجاب، وعندما ذهبت لقناة الحياة تخليت عنه. وللأسف أصحاب وجهة النظر هذه، لم يجهدوا أنفسهم فى معرفه اننى ظهرت على شاشة الحياة 6 اشهر بالحجاب، والحمد لله ان هذا من ضمن الأسباب التى جعلتنى غير مضطرة للرد على هذا الهجوم، وجعل المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى تدافع عنى بتلقائية. يضاف إلى ذلك، أننى لم أرتد الحجاب من أجل قناة الجزيرة، فأنا بالفعل كنت محجبة فى فترة عملى بقناة bbc قبل أن انتقل إلى الجزيرة، وهذا ينفى أننى ارتديت الحجاب من أجل العمل بالجزيرة. • لكن قد يرى البعض أنك خلعت الحجاب من أجل مستقبلك المهنى باعتباره يحصر صاحبته فى تقديم البرامج الدينية والنشرات الإخبارية؟ أعتقد ان الواقع يتغير، والحجاب لم يعد عائقا على الإطلاق فى العمل الإعلامى. فالآن المذيعة المحجبة تقدم برامج إخبارية ودينية، لكن قبل سنوات لم تكن المحجبة تقدم سوى البرامج الدينية، وهذا إنجاز حقيقى، ثم إننى قبل أن أخلع الحجاب استضفت الفنان محمد صبحى فى قناة الحياة. وما لا يعرفه الكثيرون أننى تقريبا كنت ثانى مذيعة تظهر على الشاشة لتقدم برامج إخبارية على قناة دولية، بعد خديجة بن قنه، وكانت مفاجأة لى عندما اخبرتنى إدارة bbc أننى يمكن أن أظهر على الشاشة اذا اجتزت الاختبارات. • العودة إلى مصر هل كانت رغبه شخصية ام قرارا اضطراريا بعد الاستقالة من الجزيرة؟ رغم ان الواقع هو عودتى لمصر نتيجة الاستقالة من قناة الجزيرة بعد ثورة 30 يونيو بسبب عدم قدرتى على الاستمرار، إلا أنه ليس خافيا على أحد أن أى إعلامى مصرى يعمل بالخارج مهما كان ناجحا يظل حلم العمل فى القنوات المصرية حلم يراوده. فالإعلام المصرى ليس سوقا سهلة ولا يستهان به، والنجاح فيه أصعب بكثير من النجاح فى القنوات الدولية، فالإعلام فى كل دول العالم يعتمد على المهنية أكثر من الكاريزما، لكن فى مصر الوضع مختلف، فالجمهور المصرى لا يتعلق ولا يتابع إلا المذيع صاحب الحضور الطاغى حتى إذا لم يكن مجتهدا فى عمله. • ما الفرق بين تجاربك الثلاثة فى bbc والجزيرة والحياة؟ الجمهور هو الفرق بين تجاربى الثلاث، فالجمهور العربى المهتم بالشأن الدولى كان الفئة المستهدفة فى أثناء عملى بقناتى الجزيرة وbbc، ورغم أن الجمهور المصرى ايضا مهتم بالشأن العربى والدولى والإقليمى، إلا أن نشرات الأخبار فى القنوات المصرية تغرق فى المحلية. فأخبار القنوات المصرية تركز بنسبة قد تصل إلى 100% على الشأن المحلى، رغم أن النشرات يجب أن تقدم للمشاهد جرعة عربية ودولية، لأن كل ما يدور حولنا مرتبط بالداخل المصرى، فما يحدث فى ليبيا والسودان واليمن شأن مصرى. • ما هى فكرة الرواية التى تشاركين بها فى معرض الكتاب حاليا؟ الحقيقة أننى لم أكن أعلم أن لدى القدرة على كتابة روايه كامله، اعتقادا منى أننى لن استطيع تتبع الشخصيات، وبالفعل أخفيت الأمر عن الناشر حتى انتهيت من الرواية كاملة. والحكاية بدأت عندما قرأت خبرا صغيرا فى صفحة الحوداث بجريدة الجارديان البريطانية عن حادث فى جنوب افريقيا، فاتخذت قرارا فوريا بتمصيره، وتحويله إلى رواية، فبدأت أكتب، وكنت متأثرة بنماذج عايشتها فى بريطانيا فى اثناء عملى بهيئة الاذاعة البرريطانية bbc، هم أشخاص من عالمنا العربى ومصر عندما يذهبون إلى أوروبا تتعجب من تصرفاتهم، أحاول خلال الرواية أن اكشف مثل هذه النماذج وأشياء اخرى، اريد من خلالها ان يسمع الناس صوتى فيها، فالإنسان مخلوق يعشق استهلاك الحواديت، واتصور ان الرواية مليئة بهذه الحواديت التى ستعجب القارئ.