تستعد السلطات الأوكرانية، الاثنين، لإجلاء أطفال من عدد من قرى شرق لأوكرانيا الانفصالي، بعد المعارك الدامية في مرفأ ماريوبول الاستراتيجي وتمهيدًا لهجوم أعلن عنه المتمردون لكنهم تأخروا في شنه. ويسبق التخوف من اندلاع موجة عنف جديدة في شرق أوكرانيا، اجتماعًا يعقده مجلس الأمن الدولي في غضون ساعات، لمناقشة ما حدث في مرفأ ماريوبول. وأعلن الحلف الأطلسي أنه سيعقد بعد ظهر الاثنين بطلب من كييف اجتماعًا "طارئًا" لبحث الوضع في أوكرانيا. فيما أفاد بيان للحلف "أن اجتماعا طارئا على مستوى لجنة الحلف-أوكرانيا بمستوى السفراء سيعقد اليوم في مقر الحلف الأطلسي". وباتت الهجمات التي يشنها الانفصاليون تشمل كامل خط الجبهة، خصوصًا حول منطقة ديبالتسيف الاستراتيجية التي تربط دونيتسك ولوغانسك المتمردتين. وقتل سبعة جنود أوكرانيين ومدنيان في الساعات ال24 الأخيرة. وعلى غرار الأحد، كان الوضع في المقابل هادئا صباح الاثنين في مدينة ماريوبول الصناعية التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، لكن الجيش الأوكراني تحدث عن قصف قرب قرية اورلوفسكي التي تبعد 20 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي. وشكلت عمليات القصف براجمات جراد على حي مأهول في ماريوبول، عزتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى الانفصاليين، منعطفا في النزاع المستمر منذ تسعة اشهر واسفر عن اكثر من خمسة الاف قتيل. واستثنت المعارك حتى الآن ماريوبول آخر مدينة كبيرة في الجنوب الشرقي المتمرد التي ما زالت تحت سيطرة القوات الموالية لكييف. ومن شأن السيطرة عليها فتح جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس الماضي. وفي أعقاب قصف ماريوبول، انتقدت الولاياتالمتحدة والبلدان الأوروبية "تصعيدًا خطيرا" في النزاع وهددتا بفرض عقوبات جديدة على روسيا، المتهمة بتسليح التمرد في شرق اوكرانيا، إلا ان موسكو تنفي ذلك. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن الاثنين أن روسيا ستبذل "كل ما في وسعها" من أجل "تسهيل الاتصالات" بين المتمردين وكييف في الأيام المقبلة. ميدانيا، أعلن المتحدث باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيف "مقتل سبعة جنود وإصابة 24 بجروح خلال معارك في الساعات ال24 الأخيرة". وأوضح الجيش الأوكراني أن المتمردين أطلقوا النار 115 مرة في الساعات ال24 الأخيرة على مواقع الجيش الأوكراني وعلى بلدات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق البلاد. وأعلنت السلطات الأوكرانية من جهتها أنها تعد لإجلاء الأطفال من عدد كبير من بلدات هاتين المنطقتين حيت تستعر المعارك. وأبلغ قائد شرطة منطقة دونيتسك فياتشيسلاف ابروسكين المتمردين بأن الشرطة ستقوم بإجلاء الاطفال من بلدتي ماريينكا وكراسنوغوريفكا، حيث تكثفت عمليات القصف براجمات الصواريخ منذ بضعة أيام إلى منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة. وأعلن الحاكم المحلي لمنطقة لوغانسك غينادي موسكال، في كييف الاثنين، أن حوالى 100 طفل ما زالوا في قرية ترويتسكي بمنطقة بوباسنا، حيث قتل مدنيان في الساعات ال24 الماضية في معارك عنيفة. وأكد في بيان "يجب أن ننقلهم في أسرع ما يمكن إلى مكان آمن". كذلك ما زال الوضع متوترا حول مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية في منطقة دونيتسك حيث يقوم "المتمردون بعملية لصد القوات الاوكرانية"، كما اعلن ادوارد باسورين المسؤول في جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد. وأكد المتحدث الأوكراني ليونيد ماتيوخين أن "المعارك جارية" الاثنين وأن المتمردين يهاجمون المواقع الأوكرانية بالدبابات والمدفعية. من جهة أخرى، أعلنت "وزارة" الحالات الطارئة في جمهورية دونيتسك أن قرابة 500 عامل منجم عالقون ظهر الاثنين داخل منجم للفحم في شرق أوكرانيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن القصف. وأوضح "الوزير" جوليان بديلو أن "نظام التهوئة يعمل وليس هناك تهديد على حياتهم"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الانفصاليين الموالين لروسيا. ويعرب بعض وسائل الاعلام والمدونين الاوكرانيين عن تخوفهم من أن تتحول معارك ديبالتسيف إلى معركة "ايلوفايسك جديدة" التي حوصرت خلالها القوات الأوكرانية وخسرت أكثر من 100 جندي أواخر أغسطس.