أشاد منصور العنزي، مدير الدورة ال21 لمهرجان القرين الذي افتتح في الخامس من شهر يناير الجاري، ويختتم يوم السبت المقبل بالمشاركة المصرية في عدد من فعاليات تلك الدورة وخصوصًا ندوتها الرئيسية التي عقدت لثلاثة أيام تحت عنوان "المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر". وقال العنزي، في تصريح خاص ل "أ ش أ" إن "الثقافة المصرية حاضرة دائمًا في قلوب الكويتيين وهي الحاضنة لنا، وإذا كانت غابت للظروف السياسية التي مرت بها معظم الدول العربية إلا أن مصر تظل كعادتها تفتح ذراعيها للثقافة العربية ولكل ما هو خير للوطن العربي". وأضاف أنه تم خلال ديسمبر الماضي تنظيم الأسبوع الثقافي الكويتي بمصر، ووجدنا مصر كما عهدناها هي الساحة التي نعول عليها كثيرًا في احتضان الثقافة العربية، معربًا عن ثقته في دور مصر بشعبها ومسئوليها ومثقفيها في إثراء الساحة الثقافية وهم موجودون معنا ولم ينقطعوا عنا في الكويت وفي كل البلاد العربية حتى في أحلك الظروف التي مرت عليها. وأوضح أن مهرجان القرين الذي ينظمه المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، انطلق في عام 1994 ونحاول من خلاله تقديم لوحة ثقافية متنوعة للمثقف العربي، من خلال أنشطة مختلفة من معارض فنية وأمسيات شعرية وموسيقية، نأمل أن يتجاوب معها متابعو الثقافة، لافتًا إلى أن إصدارات المجلس الوطني تشمل إبداعات كبار الكتاب والأدباء والمترجمين العرب من الشرق والغرب، وهذا جعل الكويت ملتقى لتبادل الآراء في ظل مناخ يسمح بقدر كبير من الحرية الفكرية. وأكد حرص الكويت على تفعيل الاتفاقيات والقرارات المتعلقة بالتعاون الثقافي العربي دعم للثقافة العربية، موضحًا أن أنشطة مهرجان القرين تدفع في اتجاه الحفاظ على الهوية العربية. وحول دور الثقافة في التصدي إلى خطر الإرهاب الذي يمثل أهم التحديات التي يوجهها العالم العربي، قال العنزي، إن الثقافة تبني ما تهدمه السياسة والمجالات الأخرى، لافتًا إلى وجود حراك شبابي ونحن نحاول توجيه هذا الشباب إلى الثقافة وندعم انخراط الشباب في هذا الحراك في الرواية والشعر وحتى إبداء الرأي، كما نحرص على توفير قنوات تواصل ثقافية يعبر فيها هؤلاء الشباب عن آرائهم حتى وإن كان بعضها ينطوي على رؤية متطرفة أحيانًا، وأشار إلى وجود قنوات يطلق الشباب من خلالها إبداعاته ويتم استخدام هذه القنوات في التواصل الثقافي بشكل صحيح، باعتبارها المجال الأمثل لتبادل وجهات النظر المختلفة. وقال إننا نحتاج إلى ثقافة تسير في اتجاه بناء ما تم هدمه وان تصل بنا إلى معرفة الآخر، مشيرًا إلى أن المهرجان اهتم بذلك وقدم ندوة عن قيمة التسامح في مختلف الأديان السماوية، لتحقيق التعايش السلمي مع الآخر ولإعلاء ثقافة السلام. وحول أهمية التواصل ما بين الرواد والشباب، قال إن المؤسسات المعنية بالثقافة تبقى هي جسر ذلك التواصل عبر أنشطتها ومن خلال الحرص على مكانة الرواد مع تعزيز إضافات الشباب، والبعد عن فكرة أن المثقف شخص يعيش في برج عاجي بعيدًا عن الواقع خصوصا في ظل تنامي الإقبال على قنوات التواصل الاجتماعي التي توفرها شبكة الإنترنت.