اعتبر توماس ووكر ليبمان الخبير فى أمن الخليج أن حديث وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن مظلة دفاعية لحماية دول الخليج «شكل من أشكال الردع». وقال أمام مجلس الشئون الخارجية إن الحديث كان موجها لإيران، لتأكيد أنها «لن تكون أفضل حالا، أو أكثر أمنا، أو الأقوى، إذا مضت قدما فى تطوير برنامجها النووى العسكرى أو إذا استمرت فى سعيها للحصول على أسلحة نووية». وأشار ليبمان فى حديث إلى موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إلى أن رد الفعل الأولى لإسرائيل تجاه هذه المظلة الدفاعية سيكون سلبيا، معتبرا أن هذا أمر متوقع لأنها تعنى ضمنيا القبول بقدرات إيران النووية. لكنه أوضح أنه من الحكمة بالنسبة لأمريكا وإسرائيل أن يسعيا لإيجاد رد فعل متفق عليه مع البلدان المحايدة فى المنطقة... «لأن غياب هذا الموقف الموحد يعنى دخول المنطقة فى سباق للتسلح النووى وهو أمر يجب على الجميع تجنبه». واعتبر أن كلمة «مظلة» التى استخدمتها هيلارى فى حديثها لقناة (n.b.c) «كود سرى فى غاية الأهمية» وأن كلمة «مظلة الدفاع» تنطوى على التزام تعاقدى على الدفاع المشترك، أى توفير المساعدات العسكرية فى حالة تعرض هذه الدول لهجوم من أى دولة أخرى... «هذه معاهدة ملزمة ونحن ليس لدينا حاليا هذا النوع من المعاهدات مع أى بلد فى المنطقة، الخطورة فى حديث هيلارى أن الجميع هناك سيكون رسميا تحت حماية الولاياتالمتحدة». وبالنسبة لموقف السعودية التى أحجمت مرارا عن الدخول رسميا فى مثل هذه المعاهدات الدفاعية، قال ليبمان إن المشكلة لا تكمن فقط فى الرفض السعودى، وإنما فى الكونجرس الأمريكى الذى لن يسمح بتمرير هذه المعاهدة الدفاعية مع المملكة العربية السعودية. وأضاف «هذا لا يعنى أننا لن نستطيع الوصول إلى اتفاق نووى ملزم مع بعض دول مجلس التعاون الخليجى، يمتد أثره إلى أبعد من التعاون الاقتصادى (...) إلى الأمن». وعن المواقف الأمريكية الإسرائيلية من البرنامج النووى الإيرانى ومطالبة وزير الدفاع روبرت جيتس الإيرانيين بالرد على المبادرات الأمريكية بحلول سبتمبر المقبل، قال ليبمان إن هناك الكثير من الضباب يخيم على حديث الجانبين الأمريكى والإسرائيلى... «بطبيعة الحال لن يتخلى وزير الدفاع الإسرائيلى (باراك) عن خيار الضربة الإسرائيلية، فإذا كان الإسرائيليون يشعرون حقا أن هناك تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل، فسيكون من الحماقة التخلى عن هذا الخيار أحادى الجانب. أما بالنسبة لجيتس، فإن حديثه كان يعكس سياسة الإدارة، ولكن المشكلة تكمن فى الوضع الداخلى فى إيران الذى ما زال غير مستقر، ما يعنى أن الجداول الزمنية التى قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما وفريقه أصبحت بلا معنى. ولكن الواقع أن أحدا لا يعرف ماذا سيحدث خلال الشهرين المقبلين». وبدا أن الخلاف فى وجهات النظر حول التعامل مع الملف الإيرانى لم يمنع تقديم تسهيلات عسكرية لإسرائيل للتدريب على مهام تشبه تلك التى يمكن أن تضطلع بها القوات الجوية فى حال شن حرب ضد إيران، حيث شاركت طائرات حربية إسرائيلية وأمريكية خلال الأيام الأخيرة فى تمرين مشترك جرى فى إحدى قواعد سلاح الجو الأمريكى بولاية نيفادا وحمل اسم «ريد فلاج» أى العلم الأحمر. وفيما يتعلق برؤية إسرائيل لجلب تعاون عربى معها فى مواجهة إيران، قال ليبمان: «هناك شىء آخر يحدث الآن، لقد كان الإسرائيليون يروجون بين الدول العربية خاصة دول الخليج لفكرة الخوف من امتلاك إيران للسلاح النووى، فى محاولة منهم لتغيير نفور السعوديين تجاه إسرائيل، وجعل إيران قضية مشتركة تقلق الجانبين». ورأى الخبير الأمريكى أن هذه الفكرة مجرد أمانى لدى الإسرائيليين «لأن السعوديين لا ينظرون للأمر من هذه الزاوية».