يعيش حزب النور مرحلة من الاقصاء بعدما تم استبعاده من الاجتماع الذي أقيم بحزب الوفد بناء على طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤساء الأحزاب بالاجتماع، وتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. فقبل يومين، حددت المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار جمال ندا، رئيس مجلس الدولة، السبت، جلسة 21 فبراير المقبل، للنطق بالحكم في الدعوى المقامة من المحامي رزق الملا، والمطالبة بإلغاء القرار الصادر بتأسيس حزب النور، وحله لقيامه على أساس ديني، ولجوء أنصاره للعنف في العديد من الوقائع. كثيرون يرددون أن "النور" عاش حالة تكيف مع الواقع أي كان من يحكم سواء الرئيس الأسبق محمد مرسي أو الرئيس السابق عدلي منصور قبل وصول الرئيس السيسي للرئاسة. لا أحزاب على أساس ديني في 5 مايو 2014، وخلال حوار السيسي مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى كان قد أظهر وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بحزب النور والأحزاب القائمة على أساس ديني، حيث قال: "هناك دستور هم شاركوا فيه.. يقول هذا الدستور انه لا أحزاب على اساس ديني، وهو ما عكس ضمنيا حل الأحزاب التي تقام على اساس ديني ومن ضمنها النور". «النور» محب للوطن في 18 مايو 2014 وقبل ثمانية أيام من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، والتي انتهت بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي على منافسه حمدين صباحي، وصف الرئيس السيسي، خلال حواره المشترك مع قنوات الحياة ودريم، حزب النور بأنه "محب للوطن، مدرك للمخاطر التي تحيط به". وعن انتخابات البرلمان قال: "الناس بتخاف من حزب النور إنه يبقى كتلة معارضة، لا مش معارضة، ده هايثري الحياة السياسية". هذه التصريحات أحدثت نوعًا من الترحاب والطمأنينة داخل حزب النور، الذي ساوره القلق قبل أسبوعين فقط من بث هذا الحوار. 12 يناير 2015 انضم حزب النور ومثله رئيسه يونس مخيون في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤساء الأحزاب، بعدما تلقى الحزب دعوة للمشاركة. الاجتماع الذي استمر 5 ساعات وخرج بنتائج أبرزها أن السيسي لن يدعم أي قائمة انتخابية إلا إذا قاموا بتشكيل قائمة موحدة تضم كافة الأحزاب، ليعود حزب النور مرة ثانية لمربع الصفر بعد استثنائه من اجتماع الأحزاب في مقر حزب الوفد أمس الأول، وإقصاءه من اجتماع الاحزاب التي لم تأبه بطلب السيسي للتجمع تحت مظلة القائمة الموحدة. حزب النور رد على التجاهل الذي تعرض له باستنكار الموقف، وقال شعبان عبد العليم عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، في تصريحات خاصة ل«الشروق»: "كيف يعملون على تشكيل قائمة موحدة، وهناك حزب كبير يتم إقصاءه من هذه القائمة" واضاف: "من يبحث عن تشكيل قائمة موحدة يجري وراء سراب" خلفية دينية لكنه حزب سياسي بالأمس عاود السيسي التصريح حول حزب النور في لقاء أجراه مع قناة سكاي نيوز عربية، ولكن هذه المرة قال إن حزب النور له خلفية دينية ولكنه حزب سياسي وأنه لم يُستبعد من الاجتماع الرئاسي مع الأحزاب، دون الحديث عن استبعاده من اجتماعات "القائمة الموحدة". من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إنه فيما يتعلق بحزب النور فهو ليس ممنوعًا بحكم القانون من مباشرة نشاطه السياسي كما هو الحال مع حزب الحرية والعدالة (الإخواني)، وبالتالي الأحزاب التي تُسمى بالإسلامية مثل حزب البناء والتنمية ومصر القوية والراية والوسط إذا تحالفت سيؤدي ذلك إلى تشكيل قائمة إسلامية موحدة. وأوضح أن تصريحات السيسي تعكس حالة التخبط التي تعيشها الدولة وليست نتاج علاقة بين النور والسيسي لكنها هي علاقة مع أجهزة الدولة التي تحدد إذا ما كان هناك خطر من حزب النور أم لا، مشيرًا إلى أن الخطر ليس من حزب النور لكنه خطر من الأحزاب الإسلامية بشكل عام بعد إلغاء جماعة الإخوان فهناك من يريد أن يشغل الحيز الذي تركته وبالنسبة لبعض أجهزة الدولة ليس هناك فرق كبير والخطر لا يزال قائما ولا يوجد قانون.