مع نهاية الأسبوع المقبل تبدأ فاعليات الدورة الرابعة لمعرض الإسكندرية العربى للكتاب، لتتواصل الفاعليات بقلعة «قايتباى» فى الفترة من 6 إلى 14 أغسطس المقبل، تحل خلالها دولة اليمن كضيف شرف هذه الدورة التى يشارك فيها ما يقرب من 80 ناشرٍا عربيا. وهو نفس عدد الناشرين الذين شاركوا بالمعرض فى دورته الأولى، لكن المفارقة التى لم تحاول إخفاءها الهيئة المصرية العامة للكتاب، منظمة المعرض، هى مقاطعة 80% من الدول العربية للمعرض الذى يحمل اسم (العربى)، والذى تم تدشينه كأول فاعلية ثقافية مشتركة تعنى بشكلٍ خاص بالكتاب والثقافة العربية، وكثانى أكبر فاعلية ثقافية تعنى بالكتب بعد معرض القاهرة الدولى للكتاب. فطبقا لتصريحٍ منسوب إلى وكيل وزارة الثقافة «ممدوح شعت»، فإن المشاركة العربية ستشمل بصفة رسمية هذا العام (3) دول عربية هى المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، ما يعنى انخفاض مستوى التمثيل العربى إلى أكثر من الربع، مقارنة بالدورة الأولى للمعرض عام (2006)، والتى حظيت بمشاركة 13 دولة عربية، زادت فى الدورة الثانية عام (2007) والتى كانت أفضل دورات المعرض لتصل إلى 16 دولة عربية. تراجعت فى الدورة الثالثة للمعرض عام(2008) بنسبة تتجاوز النصف، لتصير (7) دول عربية، قبل أن تتراجع مرة أخرى إلى ما دون النصف وتصل خلال هذه الدورة إلى ثلاث دولٍ عربيةٍ فقط. التمثيل المنخفض لم يقتصر على الجانب العربى فقط، ففى مصر أيضا لا يحظى المعرض بأى شعبية سواء على مستوى الناشرين الذين قرر أغلبهم عدم المشاركة بالمعرض هذا العام، فضلا عن عدم مشاركة البعض الآخر فى أى من دوراته السابقة، لما وصلهم من انطبعاتٍ سيئة من المشاركين، أو على مستوى المثقفين الذين لم يسمع بعضهم بالمعرض أصلا، بينما تجاهله آخرون لعدم ثقله، فضلا عن المشاركين القلائل الذين خرجوا بانطباعاتٍ غير مرضية. وحتى على مستوى الجمهور فإن المعرض الذى من المفترض أن يتم استثمار موسميته وما تجتذبه الإسكندرية من جماهير زائدة خلال هذه الفترة من الصيف، لا يحظى بشعبية كبيرة خلالها، وربما لا يعلم البعض شيئا عن انعقاده. الأديب القاص «سعيد الكفراوى» كان أحد المشاركين بالدورة الماضية للمعرض، فى ندوة جمعته مع الكاتب الروائى «إبراهيم عبدالمجيد» أكد كلاهما أن حضور الجمهور خلالها كان ضعيفا، وبينما غادر «عبدالمجيد» المعرض فور انتهاء الندوة التى شارك بها، فإن «الكفراوى» الذى استمر هناك لوقتٍ أطول وصف فكرة المعرض بإنها مسألة تثير الأسى، وتنم عن عدم اعتناء من جانب الهيئة المنظمة. التى أشار إلى إنها لم تبذل الجهد الكافى للاستعداد، فلم تعلن بشكل كاف عن المعرض، ولم تنسق جيدا مع الجانب العربى الذى جاء حضوره ضعيفا، ولم توفر الوسائل الكافية لجذب وتشجيع الناشرين أو الجمهور، مما أضاع فرصة استثمار موسم المعرض وتاريخية المكان المقام به، وكلها مقومات كان من الممكن أن تكتب النجاح لهذا المعرض، لولا ما وصفه بتقصير الهيئة. وقال «الكفراوى» لقد صارت هيئة الكتاب للأسف مرفقا أصابته الشيخوخة، رغم أن على رأسها مثقفا محترما هو الدكتور «وحيد عبدالمجيد»، لكنه محاط بقدر من البيروقراطية المحبطة». وأضاف أن هذه الشيخوخة تنعكس ليس فقط فى إقامة المحافل، وإنما أيضا على مستوى النشر والترويج، وغيرها من الفاعليات المنوطة بها، ما جعلها مقارنة بغيرها من دور النشر مؤسسة خارج الزمن. واستطرد قائلا: «كان الأكرم لهيئة الكتاب ألا تعلن عن هذا المعرض أولا تقيمه أصلا، طالما أنها غير مستعدة للقيام بعملها». ويعتبر الناشر «مصطفى الشيخ» صاحب دار «آفاق» موسمية المعرض وإقامته فى الإسكندرية فى هذه الفترة تحديدا، يحمل الناشرين أعباء مضافة، بسبب ارتفاع إيجار أماكن الإقامة بالنسبة لأفراد دور النشر، مضافا إلى ذلك ضعف الإقبال على شراء الكتب، لقلة عدد الجمهور والفاعليات التى يمكن أن تجذبه. وقال «الشيخ» إن هذا الأسباب بالإضافة إلى انطباعاتٍ غيره من المشاركين، وعدم كفاية عناوين الدار التى يديرها لتغطية تكاليف المشاركة جعله يحجم عن المشاركة، على مدار الدورات الأربع للمعرض. أما مسئول النشر بمكتبة «مدبولى» «رءوف عشم» فقال إن مشاركته بالمعرض اقتصرت على الدورة الأولى، ولم يكررها ثانية، معتبرا فترة إقامة المعرض وقتا ضائعا، لضعف حركة البيع والشراء، وارتفاع تكلفة الإقامة بالنسبة للعمال والبائعين، والأهم من ذلك هو تزامن المعرض مع معارض خارجية فى دول عربية، تعتبر المشاركة بها أجدى كثيرا من المشاركة فى هذا المعرض الذى يعد صفقة خاسرة. أما صاحب دار «ميريت» الناشر «محمد هاشم» فأكد أن معلوماته ضعيفة فيما يخص هذا المعرض، وما يذكره أن إصدارات الدار تكون موجودة هناك عبر الموزعين الذين يتعامل معهم، لكن نتيجة البيع ضعيفة. جدير بالذكر أن عددا كبيرا من الكتاب، حاولت «الشروق» استطلاع آراءهم فى «معرض الإسكندرية العربى للكتاب أكدوا عدم معرفتهم به، بينما خلط بعضهم بينه وبين المعرض الذى تقيمه مكتبة الإسكندرية.