ساهم قرار منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك أمس الاول بعدم خفض الانتاج فى دفع أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت أمس عند مستوى اقترب من 71 دولارا للبرميل، وهو مستوى لم تشهده منذ أربع سنوات، كما دفع أسعار اسهم شركات النفط للانخفاض الى مستوى هو الأسوأ خلال ثلاث سنوات، مما قاد الاسواق الاوروبية للتراجع فى تعاملات الجمعة. وساهمت المملكة العربية السعودية فى دعم قرار اوبك بعدما عطلت الاستجابة لمطالب دول اعضاء فى المنظمة بزيادة اسعار النفط. وارجع بيان اوبك عن اجتماعها امس الاول قرار المنظمة بإبقاء حجم الانتاج عند مستوى 30 مليون برميل يوميا والذى جرى الاتفاق عليه فى ديسمبر من العام 2011، إلى «اتفاق الدول الأعضاء على (اهمية) استقرار اسعار البترول عند مستوى لا يؤثر على النمو الاقتصادى لكن يسمح فى الوقت ذاته للمنتجين بدخل معقول وباستثمار كاف لمواجهة الطلب (العالمى على البترول) فى المستقبل من أجل (تحقيق) الرفاهة الاقتصادية العالمية. بينما أشار البيان الى قلق أوبك من الانخفاض السريع فى اسعار البترول فى الشهور الاخيرة من ناحية ومؤشرات تعافى الاقتصاد العالمى، لكن على نحو بطىء. كان الوليد بن طلال عضو الأسرة المالكة فى السعودية قد وجه سابقا خطابا شديد اللهجة لوزير البترول السعودى بسبب تصريحات للوزير قلل فيها من تأثير تراجع أسعار النفط على اقتصاد البلاد. وأثار موقف المملكة العربية السعودية الرافض لخفض الإنتاج جدلا واسعا لتأثيره على الوضع المالى فى البلد الذى لايزال يعتمد فى ايراداته الحكومية على عائدات النفط بواقع 80% من إجمالى الايرادات ويعد ثانى أكثر بلدان الخليج اعتمادا على الإيرادات النفطية بعد الكويت. واهتم موقع مجلة الايكونوميست برصد حالة التضارب فى المصالح بين أعضاء اوبك، قائلة إن السعودية والعراقوالكويت وغيرها من دول الخليج قادرة على استخراج البترول على نحو غير مكلف، وإن تلك الدول باستثناء العراق تتمتع بفوائض مالية، ومن ثم فتلك الدول قادرة على الصمود فى مواجهة انخفاض الاسعار بعكس دول أخرى كنيجيريا وإيران و فنزويلا التى تعانى العوز الشديد من جراء انخفاض الأسعار المتواصل. ولهذا السبب، حاولت مجموعة الدول «الأقل حظا» وفقا لتعبير الايكونوميست أن تضغط على المنظمة لاستصدار قرار بخفض الانتاج لكن المجموعة الأخرى كانت تخشى أن تفقد نصيبها من الاسواق لصالح الدول غير الاعضاء فى الاوبك التى يتعاظم نصيبها من الانتاج العالمى. ونقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز أمس عن خبير امريكى فى قطاع الطاقة قوله إن الانخفاض الحاد فى اسعار البترول على خلفية قرار اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول سيتسبب فى «خنق» الاستثمارات فى قطاع البترول الصخرى الامريكى، الذى يعانى أصلا من ارتفاع كلفة إنتاجه. و يرجح أن يؤدى انخفاض الأسعار الكبير الى أن تصبح تلك الصناعة غير ذات جدوى اقتصادية. ونقلت عن آخر قوله إن الانتاج من البترول الصخرى سينخفض بما يتراوح بين 10 إلى 15% خلال سنة فى حال استمرت الأسعار فى الانخفاض.