لا أعرف لماذا لست مستريحا رغم تواضع فهمى لما يدور على المسرح السياسى حول تنظيم داعش وأخواتها. فرغم الحجم والحيز الكبير الذى يأخذه الكلام حول هذه المنظمة الإرهاربية إعلاميا وسياسيا وتحديدا من القادة الغربيين إلا أن هناك كثيرا من الضبابية المتعمدة لحجب الكثير من المبهم. فمثلا: 1 لماذا لم تؤخذ تهديدات وعمليات داعش والتنظيمات الجهادية المتطرفة التى أعلنت عن نفسها فى العراق وسوريا مأخذ الجد رغم تفجير كنيسة النجاة للسريان الكاثوليك فى بغداد فى 31 أكتوبر 2010 ومقتل 44 شخصا و2 كهنة و6 من عناصرالأمن وإصابة 125 شخصا رغم وجود الجيش الأمريكى فى بغداد؟ 2 فى نفس يوم تفجير الكنيسة السالفة الذكر، هدد نفس التنظيم أقباط مصر ولم يمر سوى شهرين حتى جرى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية تاركا 7 حالات وفاة و24 مصابا والتى إلى اليوم لا نعرف نتائج التحقيقات فيها? 3 كيف سُمح لتنظيم داعش ان يكبر ويترعرع وينمو كل هذا النمو المخيف (يتكلمون عن 31 ألف مقاتل منهم أربعة آلاف من شباب الغرب) وكيف سمح بوصول الأسلحة بين ايديهم فى أرض تجاورها قواعد عسكرية غربية وفى ظل حركة استخباراتية دؤوب وأيضا فى ظل الأقمار الصناعية التى تسبح فى الفضاء وتنقل كل دبة على الأرض؟ 4 عند ظهور الخطر الداعشى لماذا لم يتم تجفيف منابع التمويل المالى فى الحال أو تدمير أبار البترول لحرمان داعش من الدخل اليومى للبترول الذى يقدر بأكثر من ثلاثة ملايين دولار يوميا (كما تقول الأبحاث المتخصصة) كما فعل صدام حسين لمنع تقدم القوات الأمريكية أمام حرب الكويت وما مدى صحة الأخبار التى تروج ان بعض الدول دعمت ومولت داعش لأغراض فى نفسها؟ 5 ما مدى صحة الشائعات التى تقول ان داعش وجدت لضرب الشيعة وتقسيم دولتى العراق وسوريا ولكنها خرجت من السيناريو الذى رسم لها، لذلك وجب ردعها لتعود إلى السيناريو المرسوم؟ لاحظ ان الولاياتالمتحدةالأمريكية مع بداية هجومها الجوى على داعش بطائرات بدون طيار اعلنت ان الهدف هو «لوقف زحف وتقدم داعش» ولم تستعمل ألفاظا قد توحى بتدمير داعش.. ياترى لماذا؟ أما الآن فالائتلاف العربى والدولى هو الذى أعلن ان هدفه استئصال دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ماذا تغير حتى يتم تغيير التعبيرات السياسية؟ 6 لماذا تتبنى الولاياتالمتحدة لقهر داعش ائتلافا من دول عربية وغربية خارج منظومة الأممالمتحدة؟ ما الخطر الداهم التى تمثله داعش الذى يستدعى معه بناء كل هذه القوى الضاربة؟ 7 لماذا الائتلاف سيقدم دعما «لوجستيا» واستخباراتيا وضربات جوية فحسب ويخشى المواجهة الأرضية تاركا ذلك للجيش العراقى الذى قالوا عنه منذ عدة أسابيع فقط أنه تشرذم والجنود خلعوا ملابسهم العسكرية تاركين اسلحتهم وهربوا امام هجمات داعش، وذلك مسجل ومصور وقد رآه العالم كله؟ لماذا هذا الجيش أصبح الآن قادرا على المواجهة الأرضية؟ أليس تسليحه وتدريبه سيأخذ وقتا ستزداد فيه داعش توحشا؟ 8 وكل ما سبق يخص الجانب العراقى، اما الجانب السورى فماذا سيجرى فيه مع رفض المجتمع الدولى التعامل مع نظام بشار الأسد وفى ظل معارضة متشرذمة على الأرض؟ وهل مع اعطاء أسلحة للمعارضة السورية ألن يكون إعادة إنتاج لتنظيمات جديدة فى الأراضى السورية؟ ألم يتعلموا الدرس بعد؟ 9 لماذا تركيا لم تنضم للائتلاف المزمع إقامته ولماذا روسيا والدول التى تدور فى فلكها لم تتحمس لذلك الائتلاف رغم قربها السياسى والاقتصادى من مسرح العمليات؟ 10 ما هو السر فى محاولة إرضاء مصر ومحاولة جرجرة جيشها إلى خارج الحدود المصرية والتوجه به شرقا نحو العراق بينما هناك خطر محدق وتدافع أسلحة يأتى من الغرب وتحديدا من ليبيا ومحاولات جديدة للاعتداء على الحدود الجنوبية فى حلايب وشلاتين من قبل حكومة السودان؟ قطعا هناك أسئلة أخرى فى رأسى ورأس غيرى أهمها من المسئول عن سلسلة الأخطاء الكارثية التى أدت إلى ظهور مثل هذا التنظيم وهل كانت هذه الأخطاء حسنة النية؟... لا أظن !!! فهناك من أخرج المارد من قمقمه ولا يعرف كيف يدخله بل يهدد صاحبه الذى يريد منا أن نحارب بدلا عنه وهو فقط سيعطينا الفتات... والتاريخ يشهد بذلك.