نور جابر، لم تهتم بما يقوله المجتمع عنها، ولم تشغل بالها بما قد تتعرض له من مضايقات، فقط إحساسها بضرورة الاعتماد على نفسها، دفعها لأخذ سيارتها "التاكسي" لتبدأ أولى جولاتها بشوارع القاهرة، لتمتهن سواقة "التاكسي الأبيض"، حتى إنها قررت تعميم الفكرة بإنشاء أكاديمية لتعليم السيدات قيادة التاكسي. الناس مندهشة "أنا عايشة في إمبابة يعني منطقة شعبية، أول مرة أسوق التاكسي كنت بالنسبة للناس حاجة غريبة، وكانوا مستغربين ومندهشين، ولكن بعد فترة بدأوا يتقبلون الفكرة، وقررت أني لازم أوصل لهم رسالة إن الست تقدر تشتغل نفس الشغل اللي راجل بيشتغله، أنا بقف مع الميكانيكي، وبغسل عربيتي بنفسي، بل بالعكس، الست أوقات كتير بتثبت تفوقها على الراجل"، تحكي نور عن تجربتها مع قيادة التاكسي. الست بمية راجل لم تكن مهمة نور سهلة في بداية الأمر، فتحكي عن ابنها وتقول إنها حين كانت تذهب معه للمدرسة، كان يطلب منها أن تترك "التاكسي" بعيدا، لكن فكرته تغيرت عندما استقل تاكسي وأخبر السائق بأن والدته "شغالة على تاكسي"، فقال له السائق "أمك دي بمية راجل"، وكذلك عائلتها التي كان لها نفس رد الفعل، فكانوا في البداية رافضين للفكرة، ومندهشين من وصول الحال بها إلى قيادة تاكسي، على الرغم من أنها خريجة في كلية زراعة. "نفسنة السواقين الرجالة" «نفسنة السواقين الرجالة»، بهذه الكلمات علقت نور على موقف حدث لها حينما كانت تقود التاكسي، قائلة: "في مرة كنت بالقرب من منطقة الحسين، واقترب مني سواق تاكسي، قائلا "انتوا كمان هتنافسونا في دي"، فرددت عليه: "أنا شغالة زيي زيك، ومحدش بينافس حد، الرزق مكتوب". نور كان لها رأي خاص في قيادة التاكسي، فتقول "الستات بيفضلوا يركبوا مع ست زيهم، لأن ده بالنسبة لهم أمان أكثر وبتكون الست قاعدة براحتها وبتلاقي واحدة ست زيها تعد تحكي وتفضفض معاها، والأمهات بتكون مطمنة على بناتها، السوق اللي إحنا فيه دلوقتي محتاج سواقة تاكسي تكون واحدة ست خاصة للعائلات". أكاديمية لتعليم النساء قيادة التاكسي تقول نور إنها حين كانت تقود سيارة التاكسي الخاصة بها، كانت الكثيرات من السيدات يوقفنها، ليسألنها عما دفعها لقيادة التاكسي ويبدين رغباتهن في قيادة التاكسي مثلها، إلا أن نظرة المجتمع لهن، وما يتعرضن له من مضايقات هو ما دفعهن للتراجع عن الفكرة، ومن هنا بدأت نور تفكر في إنشاء أكاديمية لتعليم السيدات قيادة التاكسي. تقول نور عن مشروعها: "فكرت في عمل أكاديمية لتعليم السيدات قيادة التاكسي، وكيفية الحصول على رخصة مهنية، وكذلك تعليمهن بعض المهارات التي يحتجن إليها للتعرف على كيفية التواصل مع المجتمع، والإسعافات الأولية، وبالفعل بدأت في إنشاء شركة صغيرة وسجلتها ونكمل إجراءات الترخيص". وتضيف نور "أنا دلوقتي من شغلي حققت نفسي وارتفع مستوى معيشيتي، ولازم كل ست تعتمد على نفسها، وفكرة الأكاديمية هتفيد السيدات المعيلات لأسرهم، والأرامل، وغيرهم، لازم نغير فكر المجتمع، مش بالضرورة سواقة التاكسي تقتصر على الرجال".