يبدو أن أحداث ثورات الربيع العربى ستكون حاضرة بقوة فى الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت السينمائى الدولى، وذلك من خلال مجموعة من الأفلام التى تعيد قراءة أحداثها وتروى مشهدها العام والخاص، سواء كانت برؤى سينمائية عربية أو أجنبية، بالإضافة إلى أفلام أخرى تلقى الضوء على أهم قضايا منطقة الشرق الأوسط الشائكة. ففى قسم «البانوراما الدولية» يعرض 25 فيلما منها فيلم «الرئيس» The President للمخرج الإيرانى محسن مخملباف. وهو الفيلم الذى افتتح به مهرجان فينيسيا الأخير، ويستوحى من ثورات «الربيع العربى» قصة ديكتاتور يلوذ بالفرار بعد حصول انقلاب عليه، وبرفقة حفيده الصغير ابن الخامسة، يتنكر الديكتاتور المخلوع بزيّ عازف موسيقى جوال، فيتاح له أن يتعرف على مواطنيه من زاوية مختلفة، وأن يلمس عن قرب ما ألحقه بشعبه من ظلم. وتتماهى المشاهد الأخيرة لفيلم «الرئيس» مع النهاية التى لقيها الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، علما أن مخملباف صوّر فيلمه فى جورجيا. وعلى خلفية ثورات «الربيع العربي» أيضا، وتحديدا الحرب فى سوريا، يدور الفيلم القصير «لعبة ترانزيت» إخراج الأمريكيةالإيرانية الأصل آنّا فهر، وبطولة ساجد عمر وجلال الطويل ورشيد سلوم. ويعرض كذلك فيلم لمخرجة إيرانية أخرى هى الفنانة التشكيلية ميترا فراهانى، التى تتناول فى فيلمها الوثائقى «فيفى تصرخ من الفرح» سيرة الرسام والنحات الإيرانى بهمن محصص، الذى يلقّب «بيكاسو الفارسي». وأيضا عن «الفن المنوع» فى إيران ما بعد الثورة الإسلامية، يعرض فيلم «راقص الصحراء» للبريطانى ريتشارد رايموند، الذى يتناول سيرة الراقص الإيرانى آفشين غافاريان، وهو من إنتاج السينمائى السعودى محمد التركى. وهناك فيلم «عازف كمان الشيطان» الذى يتناول حياة عازف الكمان الشهير نيكولو باغانينى. أما فيلم «المعلوم المجهول» للمخرج الأمريكى إيرول موريس، فهو وثائقى من النوع السياسى، إذ يروى فيه وزير الدفاع الأمريكى السابق دونالد رامسفيلد مراحل سيرته، التى كانت من أهم محطاتها هندسته الغزو الأمريكى للعراق عام 2003. وتبرز فى برنامج البانوراما أيضا الأفلام التى تعالج قضايا اجتماعية فى العالم العربى، كفيلم «لما ضحكت الموناليزا» للأردنى فادى حداد، عن فتاة أردنية لا تبتسم إطلاقا، تقع فى حب شاب مصرى، وتسعى إلى الاستقلالية والتحرر من الضغوط الاجتماعية لتحقيق أحلامها، فى حين أن فيلم «مى فى الصيف» للمخرجة شيرين دعيبس، التى أدت الدور الرئيسى فى الفيلم، مع الممثلات هيام عباس وعالية شوكت ونادين معلوف، يتناول قصة فتاة فلسطينية مسيحية تعيش فى الولاياتالمتحدة وتعود إلى عمّان لتتزوج شابا مسلما، وسط معارضة والدتها. ومن العروض أيضا، فيلم «طوم فى المزرعة للمخرج الكندى الشاب كزافييه دولان (25 عاما)، الذى كان أصغر المخرجين المشاركين فى مهرجان كانّ هذه السنة. والفيلم الذى أدى فيه دولان بنفسه دور البطولة مع بيار إيف كاردينال، ويتناول موضوع المثلية الجنسية، فاز بجائزة «فيبريتشى» فى مهرجان البندقية 2013. وتضم مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، أربعة أفلام لمخرجين من تونس والجزائر وفلسطين وإيران. منها فيلم «باستاردو» للمخرج التونسى نجيب بلقاضى، و«جيرافاضا»، للمخرج الفلسطينى رانى مصالحة. و«الدليل» للمخرج الجزائرى عمور حكار، وفى مسابقة الأفلام القصيرة يشارك فيلم «كيف ترانى» للمخرجة المصرية سعاد شوقى، وقد حصل على جائزة أفضل فيلم روائى قصير بمسابقة أفلام الديجيتال التسجيلية والروائية القصيرة فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، وعلى جائزة سينما المرأة العربية لأفضل فيلم روائى قصير فى مهرجان مسقط السينمائى. وفى قسم «جبهة الرفض» هناك أربعة أفلام مصرية هى «بهية» للمخرجة مافى ماهر، و«حلوان...أنا» لمحمد عادل، و«مصريّة» لشادى الحكيم، و«افتراضى» لندى رياض. وتم اختيار فيلم «سيلز ماريا» للمخرج الفرنسى أوليفييه اساياس، وبطولة جولييت بينوش وكيرستن ستيوارت وكلوى فرايس موريتز ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت الدولى للسينما، أول أكتوبر القادم بحضور أسرة العمل، بينما يعرض فى حفل الختام فيلم «الرجل المطلوب» A Most Wanted Man لأنطون كوربيجن، وبطولة النجم الراحل فيليب سيمور وهوفمان وراشيل ماك آدامز وهومايون إرشادى وروبن رايت. وصرحت مديرة المهرجان كوليت نوفل بأن المهرجان نجح فى الحصول على العرض الأول في الشرق الأوسط والولاياتالمتحدة لفيلم «سيلز ماريا»، الذى كان أحد أبرز الأعمال التى نافست على السعفة الذهبية لمهرجان كانّ الاخير. وأوضحت نوفل أن الأفلام ال78 التى يتضمنها برنامج المهرجان، تتوزع على مسابقة الأفلام الشرق أوسطية بفئاتها الثلاث، وست فئات خارج هذه المسابقات. وتعود هذه السنة مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية بعد غياب سنتين، إضافة إلى مسابقتى الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية. أما الفئات الأخرى فهى «البانوراما الدولية»، و«جبهة الرفض» التى تضم فئتين فرعيتين هما «الساحة العامة» و«أفلام الغذاء والبيئة»، إضافة إلى فئة أفلام حقوق الإنسان «هيومن رايتس ووتش»، وقسم استعادى لأفلام المخرج الإيطالى روبرتو روسيلينى وفقرة «ضوء على أعمال مخرج» التي تخصص لأفلام المخرج الأيرلندي والناقد السينمائي مارك كازنز. وأشارت إلى أن لجنة التحكيم ستكون برئاسة الممثلة والمنتجة الفرنسية جولى جاييه.