اليوم.. "ثقافة الشيوخ" تفتح ملف إحياء متحف فن الزجاج والنحت بالجيزة    أمريكا تقترب من التغلب على الصين كأكبر سوق تصديري لكوريا الجنوبية لأول مرة منذ 22 عاما    بعد دراسة أبو هشيمة.. رئيس الشيوخ يوجه كافة لجان المجلس بدراسة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على كل المجالات    وزير الخارجية الأمريكي يصل مصر لبحث وقف إطلاق النار في غزة    الخضروات ترتفع ب31.9% على أساس سنوي خلال مايو الماضي.. وتتراجع ب8.7% على اساس شهري    إعلام عبري: مخاوف غربية من تزايد نفوذ اليمين المتشدد في إسرائيل    صحة غزة: استشهاد 40 شخصا وإصابة 218 آخرين خلال ال24 ساعة الأخيرة    انتخابات البرلمان الأوروبي في ألمانيا تشهد مشاركة قياسية من الناخبين    منتخب الجودو يعكسر في اليابان استعدادا لأولمبياد باريس    من 2000 إلى 4000 جنيه.. جروبات الغش الإلكتروني تضع تسعيرة لتسريب امتحانات الثانوية العامة    وزيرة التضامن: تنفيذ أكبر برنامج وقائي لحماية طلاب المدارس من تعاطي المواد المخدرة في 7500 مدرسة    "ربطتها في باب الحمام وهي ميتة وعملت علاقة أكثر من مرة".. اعترافات سفاح التجمع عن "أميرة"    أمين الفتوى يكشف فضل وثواب العشر الأوائل من ذي الحجة.. فيديو    غرفة صناعة الحبوب: المطاحن تمد المخابز بحصة كبيرة من الدقيق لاستمرار الانتاج بعيد الأضحى    فيديو ل مدرس الجيولوجيا يثير الجدل.. والأمن يتخذ قرارا عاجلا في الواقعة    زادت 100%.. طلب إحاطة بشأن زيادة مصروفات المدارس الخاصة    الأنبا أبرام: شعب الفيوم مضياف ولدي أصدقاء مسلمين يبادرون بالسؤال عني    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    "التلاعب والانتهاك".. رئيس مكافحة المنشطات يكشف مفاجأة بشأن إيقاف رمضان صبحي 4 سنوات    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    التعليم العالي تعلن تحديث قواعد قبول طلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة في الجامعات للعام 2024/2025    مصدر حكومي: لا صحة للأسماء المتداولة بشأن التعديل الوزاري    عيد الأضحى المبارك: تفاصيل طرح السلع بأسعار مخفضة من قبل وزارة التموين    الإعدام لكهربائي تعدى بالضرب على طفلة حتى الموت في الطالبية    ابني كان داخل انتخابات مجلس الشعب وقلم عمرو دياب دمره.. والد سعد أسامة يكشف التفاصيل    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    فنانون حجزوا مقاعدهم في دراما رمضان 2025.. أحمد مكي يبتعد عن الكوميديا    دعوة ضد التنمر، عرض مسرحية غنائية للأطفال على خشبة قصر ثقافة بورسعيد (صور)    وزير فلسطينى: المؤتمر الدولى فى الأردن يهدف لزيادة حجم المساعدات إلى غزة    وزير النقل يتابع جاهزية محور بديل خزان أسوان للافتتاح خلال الفترة المقبلة    ثورة جديدة في عالم الدواء.. باحث مصري يكشف تفاصيل ابتكاره دواء يحاكي تأثير التمارين الرياضية    لمواليد «برج الجدي».. اعرف حظك هذا الأسبوع    أبو الوفا: اقتربنا من إنهاء أزمة مستحقات فيتوريا    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    وزير الحج والعمرة: المملكة تواصل جهودها لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج    «ابني بيمتحن يا وديع».. أيمن قنديل أمام لجنة مدرسة بالدقي للاطمئنان على نجله بالثانوية عامة    بعد قليل، الحكم في طعن شيرى هانم وابنتها زمردة على حكم سجنهما 5 سنوات    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 30 فلسطينيا بالضفة الغربية لترتفع الحصيلة ل 9155 منذ 7 أكتوبر    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    الدفاعات الجوية الروسية: تدمير 4 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    لميس الحديدي تعلن عن إصابتها بالسرطان    سعر الذهب اليوم الإثنين 10 يونيو 2024 وعيار 21 بالمصنعية في أول التداولات    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    حياة كريمة .. جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    الخشت: قافلة الجيزة الطبية استكمال لجهود الجامعة ومشاركتها للتحالف الوطني    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    «تعليم المنوفية»: لم نرصد أى شكوى في امتحانات الثانوية العامة حتى الآن    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    نتائج أولية: حزب الشعب يتصدر انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على 181 مقعدا    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتفاقية روما هى الحل
نشر في الشروق الجديد يوم 28 - 07 - 2014

والإشارة إلى الاتفاقية المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، والتى يمكن نظامها الأساسى الدول الموقعة (عبر حكوماتها) والمصدقة (عبر البرلمانات، ويدخل التصديق الاتفاقية محل الوجوب والتنفيذ) عليه من ملاحقة ومحاسبة المتورطين فى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير الدينى والمذهبى والعرقى وجرائم الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
إلى اليوم، وقعت 14 دولة عربية على النظام الأساسى ولم تصدق عليه إلا 4 دول هى الأردن وتونس وجيبوتى وجزر القمر علما بأن عدد الدول المصدقة على النظام الأساسى لاتفاقية روما يتجاوز 120. ترفض أغلبية الدول العربية التصديق على اتفاقية روما ويغيب النقاش العام (القانونى / الفكرى / السياسى) بشأنها ونتخلف هنا أيضا عن حركة البشرية العالمية وبحثها عن الحق والحرية، بينما ترزح الشعوب العربية تحت وطأة جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير والإرهاب والانتهاكات التى تمكن الاتفاقية من ملاحقة ومحاسبة المتورطين بها.
فى العراق، يهجر المسيحيون فى الموصل ويطرد القساوسة والرهبان من كنائسهم وأديرتهم بفعل إجرام وإرهاب داعش وحلفائها التى ترتكب أيضا جرائم إبادة وتطهير مذهبى ضد الشيعة العراقيين وقتل ممنهج لمعارضى إرهابها وتطرفها بين صفوف السنة العراقيين. فى العراق أيضا، تتورط ميلشيات حكومية وغير حكومية شيعية تتورط ومنذ سنوات فى جرائم متكررة ضد السكان السنة.
فى سوريا، تتراكم جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها نظام بشار الأسد ضد الشعب السورى وبهدف قمع الأمل فى الحق والحرية، ويوظف النظام آلة قتله والتمايزات الدينية والمذهبية والعرقية لتمرير جرائمه والتشبث بالحكم. فى سوريا أيضا، تتورط بعض الحركات المتطرفة المعارضة لنظام بشار الأسد، ومن بينها داعش، فى جرائم إبادة وجرائم تطهير وإرهاب ممنهج لا يقل وحشية عن وحشية النظام ولم يرتب إلا إفساد طلب الشعب السورى للحق وللحرية والتمهيد لتفتيت الدولة الوطنية وتحويلها إلى أشلاء.
يتكرر ذات المشهد فى ليبيا التى تشهد صراعات أهلية بين مجموعات قبلية ومناطقية وسياسية مسلحة بكثافة (سلاح الإطاحة بالديكتاتور القذافى الذى ترك فى أيادى هذه المجموعات دون حكومة مركزية قادرة على السيطرة). الحصيلة المأساوية هى قتل عشوائى للمدنيين كالقتل المأساوى لأكثر من 20 من المصريين بفعل سقوط صاروخ جراد على محل إقامتهم، الحصيلة المأساوية هى تغول الإرهاب وتصاعد جرائمه، الحصيلة المأساوية هى صراعات مسلحة على السلطة وتفتيت للدولة الوطنية وتعطيل كامل للمجتمع وقواه.
فى فلسطين، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة ولا تتوقف جرائم الاستيطان والتهجير وهدم المنازل وقتل المحتجين الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية. كل هذا، والسلطة الفلسطينية لم تصدق بعد على النظام الأساسى لاتفاقية روما لكى تسرع فى ملاحقة ومحاسية مجرمى الحرب الإسرائيليين. أما بقية الدول العربية فتتكالب عليها إما الصراعات الأهلية كالسودان واليمن، أو تضربها توترات أهلية (ذات أسباب داخلية واقليمية) وجرائم إرهابية متتالية تعطل الدولة والمجتمع كلبنان، أو تعانى من الإرهاب ومن انتهاكات الحقوق والحريات وتراجع السلم الأهلى كمصر. وتغيب الملاحقة والمحاسبة، إن بشأن المجموعات الإرهابية والحركات المتطرفة المتورطة فى الصراعات الأهلية والجرائم المختلفة، أو بشأن المكونات والعناصر المتورطة فى انتهاكات الحقوق والحريات داخل منظومات الحكم / السلطة.
يتعين على الأصوات والمجموعات المدافعة عن الديمقراطية فى عالمنا العربى تبنى مطلب التوقيع والتصديق على النظام الأساسى لاتفاقية روما، والضغط من أجل انضمام الدول العربية للمحكمة الجنائية الدولية التى ترفض طبعا الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل الانضمام إليها. فقد أن آوان ملاحقة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، ونظم حكم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ومجموعات التطرف والإرهاب فى العراق وسوريا وليبيا، وحكومات الصراعات الأهلية فى السودان واليمن، وكل متورط فى إجرام إرهابى كتفجيرات لبنان المتكررة وحادثة الفرافرة فى مصر مؤخرا والحوادث الإرهابية المتكررة فى سيناء، وكل مسئول عن انتهاكات الحقوق والحريات.
أدرك الاستحالة الحالية لتصديق أغلبية الدول العربية على اتفاقية روما، إلا أن النشاط المطلبى للأصوات وللمجموعات المدافعة عن الديمقراطية يندر أن يترجم إلى تغيير سريع فى سلوك الدول والحكومات وينبغى من ثم الشروع فيه بنفس طويل وصبر وبوصلة إستراتيجية واضحة. أما بشأن فلسطين، فلم يعد أمام الرئيس محمود عباس والسلطة فى رام الله بعد إجرام إسرائيل فى غزة إلا التوقيع والتصديق على الاتفاقية والانضمام للمحكمة الجنائية الدولية لتفعيل الملاحقة والمحاسبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.