«تهديد الأمن العام.. الانتماء لجماعة محظورة.. تعطيل المواصلات.. التعدي على أمنيين»، تهم متنوعة كانت سببًا في تزايد أعداد من تتم محاكمتهم، ومن بين هؤلاء «أحمد حبيب - 18 عامًا - طالب بالفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بالجامعة البريطانية»، والذي ألقي القبض عليه برفقة أربعة من أصدقائه بنفس الجامعة، وحكم عليهم بالحبس 5 سنوات والغرامة 100 ألف جنيه لكل منهم. تسرد علياء، (والدة أحمد)، وقائع القبض على ابنها في 20 ديسمبر الماضي، قائلة: «قبلها بيوم واحد كان قد أنهى امتحانات الفصل الدراسي الأول، وحضر حفلًا غنائيًّا في نهاية اليوم، ثم استأذن والده في المبيت بمنزل أحد أصدقائه بالقاهرة وانتظر قدومنا من مسقط رأسنا في الزقازيق في اليوم التالي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع كعادة الأسرة». تضيف «أم أحمد»: «بالفعل جئنا يومها بعد صلاة الجمعة، أنا وأبوه وعمه وشقيقته، واتفقنا أن يصلي الجمعة ويأتي ليتناول معنا الغداء في مدينة نصر، ثم يذهب مع أصدقائه إلى أحد المولات التجارية الكبرى». «في الثالثة وعشر دقائق عصرًا، وقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن».. بهذه الكلمات واصلت علياء حديثها، مضيفة: «اتصلت به ليتحاشى مكان الاشتباكات فأكد لي أنه بالقرب من المنزل، لكنه لم يحضر في الموعد».. قالتها الأم وهي تجفف دموعها. وتتابع: «بعد ساعات من القلق الشديد، ذهبنا في حوالي السابعة والنصف لقسم أول مدينة نصر لعمل محضر بغيابه، وفوجئنا بأن الشرطة ألقت القبض على أحمد ماهر أحمد (ابني)، وأصدقائه في الجامعة باسل السيد، محمد السعيد، محمود محمد إمام، وأحمد طارق، وحوكموا ضمن 16 آخرين». يستكمل ماهر حبيب، والد أحمد، الحديث، قائلًا: إن نجله «متهم بالتظاهر والقيام بأعمال شغب أمام مسجد السلام عقب صلاة الجمعة»، في الوقت ذاته، يؤكد حبيب «الأب» أن ابنه «صلى الجمعة في مدينة الشروق وليس في مدينة نصر». ويستطرد الحديث، قائلًا: «عندما هاتفني آخر مرة، في الثالثة والنصف عصرًا، كان أمام محطة البنزين بشارع عباس العقاد، فيستحيل أن يكون في محل الاشتباكات وقت وقوعها». رحلة أحمد وزملائه داخل الحبس، بدأت ب15 يومًا على ذمة التحقيق، ثم حددت جلسة لنظر القضية بتاريخ 29 يناير الماضي، فتم تأجيلها إلى يوم 29 من أبريل الماضي، لتقضي المحكمة على كل من المتهمين بالسجن 5 أعوام والغرامة 100 ألف جنيه. لجأت أسرة أحمد، بحسب كلامهم خلال الحوار الذي أجرته معهم «بوابة الشروق»، لشخصيات عامة لتبني القضية. كما استعان، رب الأسرة «ماهر»، بإحدى شركات الاتصالات لاستخراج مستند يثبت وقت ومكان إجراء ابنه للمكالمة الهاتفية الأخيرة، إضافة إلى حصوله على بيان من الجامعة بحسن سير وسلوك أحمد وزملائه وعدم انتمائهم لأي تيارات سياسية أو دينية. تفشل الأم في حبس دموعها وهي تقول: «لا أتخيل أن ابني الوحيد ينام على الأرض مع المجرمين وتجار المخدرات، وأن مستقبله يضيع ولا يستطيع أداء امتحاناته»، متابعة: «حتى إذن الزيارة صرت أعاني من أجل الحصول في السبت من كل أسبوع، بسجن أبو زعبل». «بعد موافقة الجامعة على إجراء الامتحانات للابن وزملائه، داخل قسم الشرطة رفض ال5 طلاب المحبوسين، أداءها لأنهم يتعرضون لمضايقات بالسجن»، بحسب كلام علياء. كان آخر حديث الأسرة «استغاثة» وجهتها للرئيس عبد الفتاح السيسي ليتدخل لإنقاذ مستقبل ابنها وزملائه مما هم مقبلون عليه. لا تملك عائلات الطلاب المتهمين إلا الانتظار حتى غدًا الثلاثاء، وهو موعد الجلسة المقررة لنظر الاستئناف المقدم من والد أحمد على الحكم، أملًا ألا يتم تأجيلهم للمرة الثالثة بحجة «تعذر نقل المتهمين لمقر المحكمة».