قالت مسؤولة بريطانية كبيرة إن الشرطة ستضطر إلى التعامل مع تهديد المقاتلين البريطانيين العائدين من سوريا ل "سنوات طويلة". وأضافت كريسيدا ديك، مساعد قائد شرطة لندن لبي بي سي، أن القتال الدائر في سوريا يمثل تهديدا إرهابيا "طويل المدى". وحذرت ديك من أن شباب المسلمين البريطانيين ربما يرتكبون أعمال عنف بعد عودتهم. وتأتي تصريحات ديك بعد ظهور فيديو على شبكة الإنترنت يهدف إلى تجنيد جهاديين للقتال في سورياوالعراق من البريطانيين. ونشر الفيديو على مواقع إلكترونية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي يتمتع بحضور قوي في سوريا، وينخرط حاليا في قتال مع الجيش في العراق. وكان من بين الرجال الذين ظهروا في الفيديو شاب بريطاني من مدينة كارديف، يدعى ناصر مثنى، 20 عاما، وكان من المقرر أن يلتحق بدراسة الطب. عواقب جيوسياسية وفي حديث لراديو بي بي سي حذرت ديك، التي تترأس حاليا قسم العمليات الخاصة بما في ذلك مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، من أن بريطانيا قد تواجه "عواقب" النزاع في سوريا "لسنوات مقبلة". وألقي القبض على أكثر من 50 شخصا في بريطانيا منذ العام الماضي، على خلفية جرائم مرتبطة بالقتال في سوريا. لكن ديك لم تتطرق إلى المدى الذي تضطر فيه الشرطة البريطانية فعلا لمواجهة التهديدات الأمنية من الجهاديين البريطانيين الذين يقاتلون في الشرق الأوسط. يبلغ ناصر المثنى عشرين عاما وكان مرشحا لدراسة الطب وقالت ديك: "أشعر بالقلق، أعتقد أننا سنعاني من عواقب النزاع في سوريا، من وجهة نظر تتعلق بالإرهاب، ناهيك عن بقية العالم، وهي عواقب جيوسياسية لسنوات عديدة". حقائق بشأن تنظيم "داعش" *انبثق التنظيم عن تنظيم القاعدة في العراق. * يقدر عدد مقاتليه بنحو 10 آلاف مقاتل في العراقوسوريا. * انضم إليه في القتال الدائر حاليا في العراق ضباط وجنود سابقون في جيش العراق المنحل بعد الإطاة بالرئيس صدام حسين، ورجال العشائر السنية الغاضبين من حكومة بغداد. * التنظيم استغل الأزمة بين الحكومة العراقية والسنة العرب الذين يشتكون مما يرونه احتكارا من جانب رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي للسلطة. * قائد التنظيم هو أبوبكر البغدادي وهو شخص لا يعرف عنه الكثير، لكنه يعتبر قائدا ميدانيا وبارعا في التخطيط العسكري. وأشارت إلى أنه قبل أسابيع قليلة كانت الشرطة البريطانية تعتقد أن نحو 460 بريطانيا ذهبوا للقتال في سوريا، لكن هذا الرقم ربما يكون قد ارتفع الآن إلى نحو 500 شخص. وقالت المسؤولة الأمنية البريطانية إن رسالتها إلى أي شخص يفكر في الذهاب للقتال في سوريا أو العراق هي ألا يفعل ذلك، مشيرة إلى أن الشعب السوري يعتبر أن المقاتلين الأجانب جزء من المشكلة وليس الحل. قال أحمد، والد ناصر مثنى، إن ابنه غادر بريطانيا للقتال في سوريا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأضاف في حديث لخدمة بي بي سي ويلز أن ابنه الأصغر أًصيل البالغ من العمر 17 عاما انضم أيضا إلى أخيه في سوريا. تشويه الصورة وقال إنه تعرف على شخص من مدينة كارديف ظهر في الفيديو إلى جانب ابنه. من جانبه، قال باراك البياتي، الذي يشرف على مسجد كان يصلي فيه ناصر في كارديف، إن البريطانيين ربما اكتسبوا الفكر المتطرف من خلال الإنترنت. وحذر من "تشويه صورة الجالية الإسلامية ذاتها"، مضيفا أن "الأغلبية الكاسحة من المسلمين تشعر بقلق من الوضع وتعمل من أجل التعرف على الأشخاص المعرضين لهذا الخطر". يأتي ذلك تزامنا مع مشاركة نحو 5 آلاف شاب بريطاني من مختلف أنحاء البلاد في مسيرة، ينظمها اتحاد الشباب المسلمين من الطريقة الأحمدية اليوم الأحد في مدينة "سري" البريطانية، للتعبير عن رفضهم الفكر الإسلامي المتطرف، والتأكيد على ولائهم لبريطانيا.