في مباحثات تعد الأولى من نوعها بين وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، والرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تنصيبه رئيسًا لمصر، بحث الطرفان استمرار تنفيذ خارطة المستقبل، بالإضافة إلى مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين. وجاء لقاء السيسي مع كيري عقب مباحثات بين وزير الخارجية سامح شكري وجون كيري والتي استغرقت قرابة الساعة. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري أكد أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات، استنادًا إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتفهم حقيقة الأوضاع والصورة الصحيحة لما يحدث في البلاد من عملية تغيير مجتمعي في إطار بناء نظام ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب المصري. وأضاف المتحدث أن الوزير كيري أكد من جانبه على الأهمية التي يعلقونها على تطوير العلاقات مع مصر والتعاون معها في تحقيق الأهداف المشتركة لدعم العلاقات الثنائية ومواصلة العلاقات الاستراتيجية لأثرها الايجابي على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن مواجهة التهديدات المشتركة كظاهرة الإرهاب، مشيرًا إلى أنه حضر للقاهرة لتصعيد مستوى الحوار القائم بين البلدين. وقال: إن المباحثات بين الوزيرين والوفدين المرافقين، ركزت على أوجه تطوير العلاقات الثنائية، في إطار عملية التحول الجارية في مصر وإسهام الولاياتالمتحدة في دعم هذه العملية من خلال تقديم الدعم الاقتصادي وغيره من أشكال الدعم. وأوضح المتحدث أن المباحثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق وتطورات الأزمة السورية، فضلًا عن الأوضاع الراهنة في ليبيا. وتمسك شكري بالموقف المصري الخاص باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، استنادًا إلى مرجعيات عملية السلام وأن تتم عملية التسوية وفقًا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وفيما يتعلق بالوضع في العراق، شدد على ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة العراقية وسلامة أراضيها وإشراك كافة القوى الوطنية العراقية في تحديد مستقبل البلاد والتصدي للتحديات القائمة من خلال مواجهة قوي الإرهاب والتطرف. وأوضح المتحدث أن الوزير شكري أكد خلال المباحثات علي أهمية الحل السياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة أراضي الدولة ويحقق تطلعات الشعب السوري في بناء ديمقراطية تعددية، معربًا عن قلق مصر من تصاعد وتيرة العنف بالمنطقة. كما شدد الوزير شكري على أهمية تعزيز التشاور مع دول الجوار الجغرافي لليبيا، مشيرًا إلى نتائج اجتماعي الجزائر لوزراء خارجية دول الجوار، وذلك بما يضمن تحقيق الاستقرار في ليبيا ويسهم في ضبط الحدود المشتركة بما يمنع تهريب الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية. وقال المتحدث: إن الوزيرين اتفقا خلال جلسة المباحثات علي الأهمية البالغة لتكثيف التشاور المشترك بينهما تجاه هذه القضايا الإقليمية وتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وشدد الوزير كيري في ختام المباحثات علي الأهمية البالغة لدور مصر الإقليمي. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن بلاده "مهتمة جدًّا" بالتعاون الوثيق مع الحكومة الجديدة في مصر. وأوضح كيري بعد مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، أن واشنطن "مهتمة جدًّا بفكرة العمل بالتعاون الوثيق" مع الحكومة الجديدة "لتجرى عملية الانتقال بالطريقة الأكثر سرعة ومرونة". كما عقد وزير الخارجية شكري مع نظيره الأمريكي مؤتمرًا صحفيًّا في ختام المحادثات مع الرئيس بفندق آخر بفندق داخل مطار القاهرة والتي سبقت يفره إلى الأردن. من ناحية أخرى التقى كيري قبل مغادرته القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للتشاور معه حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة العربية في حقن الدماء بالعراق والقيام بدور سياسي يساهم في وقف العنف والقتال المشتعل هناك. وكانت مصر قد أوضحت موقفها مما يحدث في العراق أمام الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة سعي القوى السياسية العراقية إلى تسوية حقيقية لأي خلافات قائمة حفاظًا على وحدة العراق في مواجهة التطرف، ما يتعين على كافة القوى والمنظمات الإقليمية والدولية. والزيارة هي الأولى لمسؤول أمريكي رفيع بعد انتخاب وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي رئيسًا للبلاد.