كشف السيناتور الجمهوري ميتش ماك كونيل، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبلغ زعماء الكونغرس أنه لا يحتاج إلى موافقة المشرعين الأمريكيين على أي فعل يتخذه في العراق. وقد تحدث السيناتور ماك كونيل بعد لقاء بين الرئيس الأمريكي وأعضاء بارزين في الكونغرس. وكان العراق طلب رسميا من الولاياتالمتحدة دعما جويا وتوجيه ضربات جوية ضد المسلحين الذين سيطروا على مناطق في شمال البلاد ووسطه. وفي غضون ذلك، ناقش نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقديم الولاياتالمتحدة "إجراءات إضافية" ممكنة لمساعدة القوات العراقية. وناقش المسؤولان طرق "دحر تقدم الأرهابيين"، حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض في هذا الصدد. خيارات تفيد التقارير أن واشنطن تنظر في عدد من الخيارات العسكرية بشأن الأزمة في العراق. وقد اجتمع الرئيس الأمريكي أوباما الأربعاء مع زعماء في الكونغرس لمناقشة خيارات الولاياتالمتحدة بشأن العراق. وقال السيناتور ما كونيل متحدثا بعد الإجتماع إن الرئيس قد "أشار الى أنه يشعر أنه لا يحتاج تفويض منا بشأن الخطوات التي قد يتخذها" بشأن العراق. ويقول مراسلون أن البيت الأبيض قد تجنب إلى الآن الخوض في هذه المسألة الشائكة، في هل أن هناك حاجة إلى موافقة الكونغرس على أي عمل عسكري في العراق. وكان الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن الحكومة العراقية طلبت رسميا من الولاياتالمتحدة دعما جويا من القوة الجوية الأمريكية في معركتها ضد المسلحين في شمال ووسط العراق. ولم يوضح الجنرال ديمبسي ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستستجيب للطلب العراقي. وتفيد مصادر الإدارة الأمريكية أن أوباما ما زال يدرس طبيعة استجابته للأزمة المطردة في العراق ويواصل مشاوراته مع قادة الكونغرس ومجلس الامن القومي الأمريكي. وقال البيت الأبيض في بيان بعد الإجتماع "قدم الرئيس الأمريكي تقريرا عن جهود الحكومة الأمريكية لمواجهة خطر الدولة الإسلامية في العراق والشام من خلال حث القادة العراقيين على أن ينحوا جانبا الأجندات الطائفية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية. وأضاف البيان إن أوباما ناقش مع المجتمعين جهود تقوية الجيش العراقي وزيادة المساعدة الأمنية للعراق. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية إن لدى أوباما مدى واسعا من الخيارات يترواح بين الضربات الجوية المباشرة الى تقديم تدريب إضافي للقوات العراقية ، لكن من المرجح أن أقل شيء يمكن للولايات المتحدة أن تفعله هو ارسال طائرات مراقبة من دون طيار الى العراق. "حكومة توافق" تواصلت حملات التطوع لقتال المسلحين في مدن جنوبالعراق ووسطه. ويشير مراسلون إلى أن أوباما تعرض لضغوط من بعض أعضاء الكونغرس لإقناع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب ما يرون أنه إخفاق قيادته في مواجهة المسلحين الذين يهددون بلاده، وفي التغلب على الانقسام الطائفي في البلاد الذي يستغله المسلحون لكسب المزيد من الأتباع. كان زعيم الأغلبية في مجلس النواب، هاري ريد، استبق ذلك اللقاء بتصريح قال فيه إنه لا يساند فكرة إرسال أي قوات أمريكية إلى الصراع في العراق، الذي وصفه بأنه "حرب أهلية". كما أشار الجنرال ديمبسي إلى أن الجيش الأمريكي ليس في عجالة لشن هجمات جوية في العراق وقال إنه يجب التيقن من الموقف على الارض حتى يمكن اختيار الاهداف "بصورة مسؤولة". وقالت الولاياتالمتحدة، التي غزت العراق عام 2003 للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين الجيش العراقي إنه طرد المسلحين الإسلاميين الذين هاجموا مصفاة النفط في بيجي. وسحبت قواتها عام 2011، إن على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات ازاء التوافق في البلاد قبل أن يقرر أوباما أي اجراء عسكري ضد المسلحين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". ولم يبد المالكي حتى الآن الكثير من الاستعداد لتشكيل حكومة تشمل جميع الأطراف، لكنه دعا جميع العراقيين للتوحد ضد المسلحين. ووصف المالكي هجمات داعش بأنها انتكاسة ولكنه أضاف أنه "انتكاسة وليس هزيمة". وقالت السيناتور ديان فاينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، وهي من الحزب الديمقراطي، إنه "يجب على حكومة المالكي الذهاب إذا أرادت أي تسوية". ودعا السيناتور الجمهوري جون ماكين متحدثا في مجلس الشيوخ الى استخدام الولاياتالمتحدة الهجمات الجوية ولكنه حض أوباما أن "يوضح للمالكي أن وقته قد نفد". نفي وتتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) وحلفائها في محافظتي ديالى وصلاح الدين، بعدما سيطر المتشددون على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، الأسبوع الماضي. دعا المالكي جميع العراقيين للتوحد ضد المسلحين. ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الجيش العراقي إنه طرد المسلحين الإسلاميين الذين هاجموا أكبر مصفاة للنفط في العراق مؤكدا مقتل نحو 40 مسلحا، ولكن لم يتأكد هذا من مصدر مستقل. وصرح مصدر مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب في اتصال هاتفي مع بي بي سي بأن الجهاز "نفى نفيا قاطعا أي وجود لمسلحي داعش، أو غيرهم داخل مصفاة بيجي التي هي الآن تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب". وقتل المئات منذ بدء هجمات المسلحين ويعتقد أن الكثيرين منهم أعدموا رميا بالرصاص على يد مسلحي تنظيم "داعش" وأن الكثيرين أسروا.