حزب مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية كاشفة لأوجاع المنطقة    رئيس مجلس السيادة السوداني يوجه دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد    17 صورة من جنازة هشام عرفات وزير النقل السابق - حضور رسمي والجثمان في المسجد    توريد الذهب الأصفر مستمرا| التحقق من جودة الأقماح ومراقبة حالة التخزين بالشون والصوامع    بالصور- محافظ الإسكندرية يبحث حلول أزمة القمامة في زيارة رسمية لألمانيا    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    الرئيس العراقي يؤكد دعمه للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه    وزير الدفاع السلوفاكي: رئيس الوزراء أصيب بأربع رصاصات ولا تزال حالته "خطيرة"    ستورمي دانيلز.. كيف يرى زوج ممثلة الأفلام الإباحية قضيتها ضد ترامب؟    الأهلي يعلن تجديد عقد فيرناندو مونزو لمدة 3 مواسم    الثنائي متشابهان.. خالد المولهي يكشف طريقة اللعب الأقرب للأهلي والترجي في نهائي إفريقيا (خاص)    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    بالصور- ضبط 7 أطنان أسماك مملحة فاسدة في كفر الشيخ    إيرادات فيلم "عالماشي" بعد 5 أسابيع من طرحه بالسينمات    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    رامز جلال ونسرين طافش في «أخي فوق الشجرة» لأول مرة الليلة    القاهرة في المقدمة.. الصحة تكشف إحصائيات جديدة لنسب الإقلاع عن التدخين    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    وكيل الصحة بالشرقية يتفقد المركز الدولي لتطعيم المسافرين    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 .. رابط ظهورها بالخطوات    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان أعمال تطوير مستشفى حميات ديروط (صور)    سفير فلسطين في موسكو: الوضع الكارثي في غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينجراد    أتلتيك بيلباو يحبط برشلونة بسبب ويليامز    فنانات إسبانيات يشاركن في الدورة الثانية من ملتقى «تمكين المرأة بالفن» في القاهرة    الجمعة .. انطلاق نصف نهائي بطولة العالم للإسكواش بمصر    عالم الزلازل الهولندي يثير الجدل بحديثه عن أهرامات الجيزة    «زراعة النواب» تطالب بوقف إهدار المال العام في جهاز تحسين الأراضي وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    محافظ المنيا: قوافل بيطرية مجانية بقرى بني مزار    جامعة المنوفية تتقدم في تصنيف CWUR لعام 2024    تأكيدا ل"مصراوي".. تفاصيل تصاعد أزمة شيرين عبد الوهاب وروتانا    موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات فلكيًا.. (أطول إجازة رسمية)    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    العربية: مصر تواصل تكوين مخزون استراتيجي من النفط الخام بعشرات المليارات    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    معهد التغذية: نسيان شرب الماء يسبب الشعور بالتعب والإجهاد    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    صحفي ب«اتحاد الإذاعات العربية»: رفح الفلسطينية خط أحمر    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    المشدد 6 سنوات لعامل ضبط بحوزته 72 لفافة هيروين في أسيوط    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    وزيرا النقل والري يبحثان تنفيذ المحاور الرئيسية أعلي المجاري المائية والنيل (تفاصيل)    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    «القاهرة الإخبارية» ترصد آخر الاستعدادات للقمة العربية في البحرين قبل انطلاقها    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من «الأربعاء الأسود» إلى «تحرش التحرير».. مقدمات متشابهة ونتائج واحدة
نشر في الشروق الجديد يوم 15 - 06 - 2014

• المتحرشون يظهرون فى دوائر ويجذبون الفتيات بعيدًا عن التجمعات بمبرر الحماية ثم يمزقون ملابسهن بآلات حادة
• نشطاء: الاعتداءات الأخيرة تخطت مفهوم التحرش.. والقانون الجديد صدر فى وقت قصير قبل طرحه للحوار المجتمعى
فى البداية يقف بجانبك، ثم أمامك، يجذبكِ بعيدا، تتعالى الأصوات مبررة «نحن نحميكِ»، ثم يبدأ مسلسل العبث بكل جزء من جسدك عبر «حفلة» تحرش جماعى. تتشابه الروايات والقصص عندما نتحدث عن التحرش، حيث غالبا ما تبدأ بتلك المقدمة وتنتهى بهتك عرض تارة، واغتصاب تارة أخرى، فواقعة «تحرش التحرير» أثناء احتفالات تنصيب الرئيس الجديد، عبدالفتاح السيسى، لم تكن الأولى، حيث كان لهذا المشهد بداية فى 25 مايو 2005، ثم تبعه بعد ذلك أحداث مختلفة على مدى ثلاث سنوات التى أعقبت الثورة.
فوفقا للتقرير الذى أعده مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، ومؤسسة المرأة الجديدة، ومركز نظرة للدراسات النسوية، الذى رصد شهادات لناجيات من العنف الجنسى خلال ثلاث سنوات من ثورة 25 يناير، رصد التقرير شهادات متعددة لوقائع تحرش جماعى وعنف جنسى فى الذكرى الأولى للثورة داخل الميدان، ثم تظاهرات يونيو 2012، مرورا بوقائع نوفمبر 2012، فضلا عن وقائع الاغتصاب فى تظاهرات الذكرى الثانية للثورة بالتحرير.
«الأربعاء الأسود» أول حالة عنف ممنهج
فى يوم الأربعاء 25 مايو عام 2005، وقف العشرات من النشطاء على سلالم نقابة الصحفيين، هاتفين ضد التعديلات الدستورية، فى خطى سريعة تتوجه الصحفية نوال على، إلى مدخل النقابة محاولة الدخول للمبنى لتلقيها إحدى الدورات التدريبة بالنقابة، إلا أن الضابط المسئول عن تأمين الوقفة يرفض دخولها، محذرا إياها من ضربها فى أى وقت أثناء فض الوقفة.
تتسارع الأحداث ويتبع نوال، ثلاثة من رموز الحزب الوطنى الديمقراطى وقتها، محمد الديب ومجدى علام ومحمد حنفى، حيث اعترض علام طريقها بجسده، ثم أعطى إشارة الهجوم عليها بكتيبة من بلطجية الحزب الوطنى، يبدأ المشهد غير مألوف آنذاك بتمزيق ملابس نوال، ثم تحرش جنسى ولفظى، ضرب وطرح على الأسفلت. تلملم نوال ما تبقى من ملابسها وتتوجه بصحبة زميلاتها الصحفيات المشاركات بالوقفة واللاتى تم الاعتداء عليهن (عبير العسكرى وشيماء أبوالخير وإيمان طه)، لتحرير محضر بالواقعة.
بعد 7 أشهر من الواقعة تقرر النيابة حفظ التحقيق ضد مجهول فى ديسمبر 2005، ثم تقوم الصحفيات بعدها باستكمال طريق التقاضى فى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بمساعدة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، التى أصدرت قرارات وتوصيات بإدانة الحكومة المصرية فى مايو من العام الماضى، وطالبتها بإعادة فتح التحقيقات فى وقائع الأربعاء الأسود ومحاكمة المتهمين، وتعويض كل من الشاكيات الأربع عن الأضرار الجسدية والنفسية، وألزمت الحكومة بتقديم تقرير خلال 180 يوما بشأن تنفيذ الحكم.
ياسمين: الجميع يصرخ «نحن نحميكِ»
المكان: شارع الشيخ ريحان. الزمان: 23 نوفمبر 2012. الحدث: تظاهرات احتجاجا على الإعلان الدستورى الذى أصده الرئيس المعزول محمد مرسى.
بالقرب من وزارة الداخلية، وفى محيط اشتباكات المتظاهرين مع قوات الأمن، تقف، ياسمين البرماوى، على أطراف شارع الشيخ ريحان، هاتفة ضد الإعلان الدستورى، وبعد ملاحظتها أن المكان أصبح غير آمن أثناء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، بدأت التحرك مع صديقتها للتوجه للميدان ليظهر مجموعة من الشباب حولها فى شكل دوائر تفصلها عن باقى الجموع، فجأة يقومون بالتحرش بهن وتمزيق ملابسهن بآلات حادة والأسلحة البيضاء.
ووفقا لشهادة البرماوى التى نشرتها إعلاميا آنذاك: «تدفعنى الجموع عن صديقتى ويلقونى على الأرض، ولا أستطيع التمييز بين من يحاول إنقاذى ومن يعبث بجسدى، فالجميع يصرخ نحن نحميكِ، وبعد مقاومة طيلة 70 دقيقة وصلنا عابدين، ادعى المتحرشون فيها أننى عميلة ليخفونى عن أعين المتسائلين، وأننى أحمل قنبلة حتى لا يتمكن أحد من إنقاذى وإبعادى أكبر مسافة ممكنة.. حتى تمكنت من إنقاذى سيدة من إحدى أهالى عابدين منطقة، بعدما شكت فى الأمر».
الذكرى الثانية للثورة: 19 حالة عنف جنسى
وفقا لشهادات الناجيات من الاعتداء الجنسى فى الذكرى الثانية للثروة فى يناير 2013؛ فإن مسيرة نسائية تعرضت للاعتداء من قبل مجهولين مسلحين فور دخولها التحرير، رغم وجود شخصيات عامة مثل المطربة عزة بلبع والمخرجة عايدة الكاشف ومعهم عدد من مشايخ الأزهر، حيث قام مجموعة من الشباب قاموا بالوقوف حولهن فى سلسلة بشرية مدعين حمايتهن، ثم بدأوا فى تفريقهن والتحرش بهن بآلات حادة، ليتم رصد 19 حالة، من بينهم 5 حالات تم التدخل الجراحى فى حالتهن، فضلا عن استئصال الرحم لإحداهن لإصابتها بتهتك فى الرحم.
وأكدت بلبع فى شهادتها أن الدولة تحاول منع النساء من المشاركة فى الحياة السياسية، مضيفة: «محاولة إرهابنا لن تفلح، والغناء يضايقهن».
إحدى الناجيات تدعى «ه»، قالت: «بعد تعرضى للانتهاك وتجريدى من ملابسى داخل الميدان فى الذكرى الثانية للثورة، لحقنى البعض وقاموا بتغطيتى بملاءة ثم أركبونى سيارة إسعاف نقلتنى لمستشفى المنيرة، دخلت من غير سروال وفى حالة مزرية، وتعامل معى الاطباء والممرضات معاملة سيئة، فضلا عن نصحى بالتكتم عن الواقعة لعدم فضح نفسى».
أقصى عقوبة لمتحرشى التحرير 5 سنوات
أيمن ناجى، منسق قوة ضد التحرش، يقول ل«الشروق»، إن «الاعتداءات الجماعية الأخيرة التى حدثت فى التحرير تخطت مفهوم التحرش ولا تصل لتعريف الاغتصاب»، لافتا إلى أن القانون ينص على أن الاغتصاب يكون من خلال ملامسة العضو الذكرى لمهبل الأنثى فقط، غير معترفا بالاغتصاب من خلال آلات حادة أو الأصابع أو فى الفتحة الشرجية، رغم أن ذلك تعريف للاغتصاب فى المواثيق والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر وألزمها دستور 2014 بتطبيقها.
ويشير ناجى إلى أن «القانون يصنف تلك الحالات ك«هتك عرض» التى تصل العقوبة المشددة فيها إلى 5 سنوات فقط، مطالبا بسرعة إصدار قانون العنف وتغليظ العقوبة فيه، معتبرا أن جزءا من حل المشكلة هو تعديل رؤية الحكومة والشرطة لظاهرة التحرش والاعتداء الجنسى على الفتيات كظاهرة مجتمعية وليس سياسية، يمكن حلها عند إلصاق التهم لفصيل سياسى معين».
أبوالخير: قانون التحرش «اتكروت»
تقول مستشارة اللجنة الدولية لحماية حقوق الصحفيين، شيماء أبوالخير، إن «الحكومة المصرية لم تكن لديها رغبة أو إرادة تجاه قضايا العنف الجنسى ضد النساء، مدللة على قولها بأن قانون التحرش الجديد صدر فى وقت قصير قبل طرحه للحوار المجتمعى، «بمعنى أنه اتكروت».
وتضيف: «إصدار قانون بتلك السرعة غرضه التباهى التشريعى، لإسكات النساء ولكن ليس للقضاء على الظاهرة»، مؤكدة على أن العنف الجنسى أول من استخدمه الدولة فى الأربعاء الأسود من قبل جهاز أمن الدولة، فضلا عن استخدام كشوف العذرية للناشطات من قبل ضباط الجيش والشرطة بعد الثورة.
وترفض أبوالخير توصيف ما حدث فى التحرير وطيلة ثلاث سنوات ب«تحرش»، مؤكدة أنه «عنف جنسى ممنهج»، مطالبة بتطبيق عقوبات رادعة، والنظر للقضية واعتراف المشرع بها كأزمة أخلاقية، فضلا عن تغيير الخطاب الدينى المتشدد الذى كرس صورة للمرأة على أنها جسد فقط.
«شفت تحرش»: إعادة تأهيل الشرطة
محمد سمير، أحد أفراد مبادرة شفت تحرش للمناهضة العنف الجنسى، يقول من وحى تجربته الميدانية فى المشاركة فى تأمين الفتيات والنساء فى التجمعات: «المتحرشون يعتمدون على جذب الفتيات خارج محيط المكان الموجودة فيه حتى لا يتعرف عليهم أحد، بحجة حمايتها، ثم يقومون تكوين دائرتين أو أكثر، واحدة حول الفتاة والأخريات لفصلها عن العالم الخارجى، وتضليله فيما يحدث بالفتاة من الداخل».
ويوضح سمير ل«الشروق» أن أفراد المبادرة مؤهلون لإنقاذ الفتيات من خلال تدريبات على أيدى متخصصين فى مجال الدفاع عن النفس، فضلا عن أن مهامهم تبدأ منذ ملاحظة الخطر حول الفتاة وإخراجها فورا من البؤرة الموجودة فيها، وتوفير ممر أمن للخروج.
ويطالب عضو المبادرة بإعادة تأهيل قوات الشرطة للتعامل مع تلك الجرائم بالشكل السليم وليس بشكل فردى مثلما فعل ضابط واقعة اعتداءات التحرير الأخيرة، مما أصابه بجروح من قبل المتحرشين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.