تصاعدت حدة التوتر في شرق أوكرانيا مع هجوم دام للمتمردين على وحدة أوكرانية في لوهانسك واحتجاز أربعة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قرب دونيتسك. وانتقد وزير الخارجية الروسية الحملة العسكرية لكييف بشدة. أكد مسؤول انفصالي أوكراني موال لموسكو الخميس (29 أيار/ مايو 2014) أن المتمردين "أوقفوا" المراقبين الأربعة الذين فقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاتصال بهم منذ الثلاثاء. وقال فياتشيسلاف بونوماريف، "رئيس بلدية" سلافيانسك، المعقل الانفصالي في شرق أوكرانيا، لوكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس": "سنستوضح من هم وإلى أين كانوا ذاهبين ولماذا وسنطلق سراحهم". وأعلنت المنظمة مساء أمس الأربعاء أن فريقاً آخر من مراقبيها احتجز لساعات يوم الأربعاء بعد توقيفه قرب حاجز على طريق قريبة من دونيتسك. ولم يستبعد وسيط منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لدى أوكرانيا، الدبلوماسي الألماني فولفغانغ إشينغر، انسحاب مراقبي المنظمة إذا أصبح الوضع شديد الخطورة. واعتبر الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السويسري ديدييه بوركهالتر، من جهته أن احتجاز مراقبين في شرق أوكرانيا يشكل "تخريباً للجهود الدولية المبذولة لمساعدة أوكرانيا على تجاوز الأزمة". لافروف ينتقد حملة كييف على الصعيد الميداني، تعرضت وحدة من الحرس الوطني الأوكراني مؤلفة من متطوعين ومتمركزة في مدينة لوهانسك القريبة من روسيا لهجوم. وفي دونيتسك، سُمع دوي إطلاق نار جديد أمس الأربعاء في وسط المدينة وفي المنطقة القريبة من المطار، التي يتعذر الوصول إليها منذ المعارك الضارية التي دارت يوم الاثنين وأسفرت عن سقوط نحو أربعين قتيلاً، معظمهم من المتمردين. إلى ذلك، اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأمريكي جون كيري والألماني فرانك فالتر شتاينماير، مطالباً بخطوات سريعة من جانب الحكومة الأوكرانية لوقف "حمام الدم". وقال لافروف لشتاينماير: "لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لمواصلة العملية العقابية التي تقوم بها كييف". وكان الرئيس الأوكراني المنتخب، بترو بوروشينكو، قد تعهد بسحق "التمرد" الموالي لروسيا شرق البلاد. وقال بوروشينكو لصحيفة "بيلد" الألمانية في مقابلة نشرتها أمس الأربعاء: "سننهي هذا الإرهاب. هناك حرب حقيقية ضد بلادنا". وشدد بوروشينكو على أنه لا يعطي أوامر نظراً لأنه لم يتم تنصيبه رسمياً بعد. لكنه قال إنه على اتصال وثيق مع الحكومة.
