عبد المجيد: الأوضاع السياسية تزداد سوءًا.. والشعب يعانى من فقدان الثقة عوض: فكرة الحسم أضرت بمستوى الإقبال.. ونافعة: الشباب غير راضين اختلفت خبراء سياسيون حول أسباب ضعف المشاركة فى الانتخابات الرئاسية خلال اليومين الأساسيين واليوم الإضافى، وتأثير ذلك على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث أرجع بعض الخبراء ذلك إلى «تسليم الناخبين بأن النتيجة محسومة لصالح مرشح على حساب الآخر»، فيما فسر آخرون ذلك «بفقدان قطاع كبير من الناخبين الثقة فى النظام». وقال أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية، إبراهيم عوض، إن ما حدث «نجاح للسياسة التى اتبعت منذ بداية الانتخابات والتى صورت أن الانتخابات محسومة لصالح مرشح واحد، وأن المرشح الثانى لم يكن من حقه دخول الانتخابات من الأصل». وأضاف عوض ل«الشروق»: «الناخبون يذهبون للانتخابات فى حال وجود منافسة، ولكن عندما يرون أن هناك مرشحا لديه 20 ألف صورة فى الشارع مقابل مرشح ثانٍ لديه صورتان، فلماذا يذهب الناخب وهو يرى أن الأمر محسوم». وبحسب عوض فإن «التأثير على الحياة السياسية فيما بعد سيكون على حسب رد الفعل، فلو كان إيجابيا، سيكون هذا معناه أن هناك قوة واحدة فى البلد»، موضحا أن «رد الفعل لو كان سلبيا، فهذا يعنى أن هناك قوى سياسية متعددة وسيكون لها أثر جيد على الحياة السياسية». وتوقع عوض أن تعتمد نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، على القانون الانتخابى، الذى سينظم العملية الانتخابية والذى سيحدد بشكل كبير شكل الانتخابات وطريقة التنافس بها. أما نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وحيد عبد المجيد، فقال إن «ضعف المشاركة شيء طبيعى فى ظل حالة فقدان الثقة التى يعانى منها الشعب المصري»، مدللا على هذا بنسبة المشاركة فى الاستفتاء على الدستور فى يناير الماضى، التى كانت 38% فى ظل «أوضاع سياسية واجتماعية أفضل من الآن»، بحسب قوله. وتابع «من ذهب حتى اليوم الثانى للانتخابات، نفس النسبة التى ذهبت للدستور، وإن قلت قليلا أو زادت بعض الشىء، لكن رغم حالة التعبئة الحكومية والصراخ الإعلامى، فإن بعض فئات المجتمع أصابها الإحباط، وقررت عدم المشاركة». وأرجع عبد المجيد حالة الإحباط التى أصابت هذه الفئات إلى أن «الأمور السياسية تزداد سوءا منذ فبراير 2011»، موضحا أن «جزءا ممن شاركوا فى 30 يونيو، كانوا أعداء لثورة 25 يناير، وهدفهم لم يكن القضاء على الإخوان أكثر من القضاء على 25 يناير». وبحسب عبد المجيد فإن «هذه الفئات كان هدفها الأول تصفية ثورة يناير، لذلك فمن الطبيعى أن تفقد بعض فئات الشعب الثقة فى المشاركة السياسية»، موضحا أن «نسبة المشاركة تزيد كلما زادت الثقة فى الوضع العام وتقل مع العكس». وفسر الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، المقاطعة بأنها «نتيجة عزوف الشباب غير المنتظم فى جماعات سياسية، وغير الراضى عن أداء الحكومة منذ 30 يونيو». ووفقا لنافعة فإن «هذا الشباب رأى أن الحزب الوطنى يتصدر المشهد السياسى منذ 30 يونيو، وسيستولى على ثورة 30 يونيو، مثلما استولى الإخوان على ثورة يناير، فلذلك قرر المقاطعة». وقال الباحث السياسى الدكتور عمرو الشوبكى، ل «الشروق» إن «قرار مد التصويت غير موفق، ولا يوجد مبرر موضوعى للمد، فى ظل إقبال عادى من قبل الناخبين، فالمد يكون بناء على ازدياد أعداد الناخبين بما لا يسمح باستقبالهم فى المدة المحددة فقط». وأكد الشوبكى أن «موقف الإخوان ومقاطعتهم الانتخابات لا يعد سببا رئيسيا فى نجاحها أو تفوقها على المشاركة، وإن كانت أحد الأسباب»، موضحا «الاستجابة لدعوات الجماعة بمقاطعة الانتخابات محدودة للغاية، ولا يمكن تحليل نسب المشاركة قبل إعلان النتائج النهائية للمشاركين