•«إندبندنت»: كبار السن يفضلون العودة إلى الاستقرار.. والسيسى يذكرهم بالذكريات المبهجة لحكم ناصر.. ومصر مقبلة على جمود سياسى •«نيويورك تايمز»: مخاوف بين المصريين من تعزيز فكرة حكم رجل الجيش القوى.. وتأييد ومعارضة للسيسى بين المصريات •«لوموند»: فرصة لترسيخ أسس نظام جديد.. و«لوفيجارو»: غلاء فى الأسعار وتزايد فى البطالة واستقطاب فى السياسة «الراية» القطرية تروج لفتوى •المقاطعة وترجح فوز السيسى.. و«المستقبل» اللبنانية: استفتاء .. و«الحياة» اللندنية: مصر تطوى صفحة الإخوان بالصناديق •«هاآرتس»: نسبة المشاركة ستعكس مدى آمال المصريين.. و«معاريف»: علمنا الشرق الأوسط أن نستعد لما هو غير متوقع محمد حامد وهالة عبد اللطيف وحسام حسن وأحمد عبد الحكيم وعمرو عوض: احتلت ثانى انتخابات رئاسية تشهدها مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، حيزا فى التغطية الصحفية بالكثير من أبرز صحف العالم، التى أفردت صفحاتها لتغطية إخبارية وتحليلات سياسية بشأن آمال ومخاوف المصريين من الرئيس القادم. فى افتتاحيتها، أمس، رأت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن «كبار السن من المصريين يفضلون العودة إلى الاستقرار تحت حكم المشير عبد الفتاح السيسى»، مضيفة أنه «فى تلك اللحظة يبدو أن السيسى لا يمكن إيقافه، فالكثير من الناس يتحدثون بحرارة عن القومية، وبالنسبة لكبار السن فإن رسالة السيسى تثير لديهم الذكريات المبهجة لحكم الجنرال جمال عبد الناصر، عندما كانت مصر تلعب دورا أكبر مما تلعبه حاليا». إلا أن الصحيفة حذرت من أن «حيوية الانظمة التى يديرها الجنرالات السابقون لا تدوم؛ لأنهم ينفرون من الانتقادات، وبالتالى ينفرون من التغيير أيضا». وذهب إلى أن السيسى أمامه عدة سنوات من الجمود السياسى، إلا أنه على المدى البعيد، فإن مصر وباقى الدول العربية تحتاج الى حكومات أكثر حرية». السؤال المهم على الجانب الآخر من الأطلسى، رأت «لوس أنجلوس تايمز»، أن «السؤال المهم فى مصر الآن، هو: هل السيسى، المدعوم بنتائج التصويت، سوف يشعر بثقة كافية لإيقاف الاجراءات القمعية الصارخة، التى ميزت ال11 شهرا الماضية، أم أن الحكومة الجديدة سوف تضاعف كبت المعارضة العلمانية والاسلامية على حد سواء». لكن التصريحات العلنية التى أدلى بها السيسى، بما فى ذلك تأكيده أن جماعة الإخوان المسلمين سيتم القضاء عليها، وأن قانون التظاهر الصارم «أمر ضرورى ومبرر»، قاد الحقوقيون إلى «القلق من أن الأسوأ قد يكون لم يأت بعد»، بحسب الصحيفة. وأضافت أن «مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى (فى يوليو الماضى)، تحملوا العبء الأكبر فى حملة الحكومة المؤقتة للقضاء على المعارضة؛ إذ تقدر جماعات حقوقية أنه قتل منهم 1000 متظاهر منتصف شهر أغسطس الماضى (الذى شهد فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر)، واعتقلت السلطات 16 الف شخص منهم». أما «نيويورك تايمز» فذهبت إلى أن «هناك مخاوف لدى المصريين من أن يكون فوز السيسى فى الانتخابات تعزيزا لفكرة حكم رجل الجيش القوى مرة أخرى، وذلك بعد الاطاحة بالرئيس العسكرى الاسبق حسنى مبارك (عبر ثورة شعبية يوم 11 فبراير 2011)، وبعض المصريين يرون أن انتخاب السيسى استئناف لحكم العسكريين الذى استمر 6 عقود». ورأت الصحيفة أن «السيسى لديه شعبية كبيرة فى الأوساط النسائية لدرجة أن بعض السيدات فى مصر اصبحن يرتدين قلادات تحمل اسمه، ويقبلن صوره فى مظاهرات مؤيدة للجيش ضد الاخوان المسلمين، ولكن فى الوقت نفسه هناك أوساط نسائية تعارضه بشدة بسبب دوره فى كشوف العذرية التى أجريت على فتيات معتصمات بعد الثورة» التى تفجرت فى 25 يناير 2011. تصويب البوصلة وفى فرنسا، تأرجحت تغطية عدة صحف للانتخابات الرئاسية، بين التساؤلات والشكوك. فتحت عنوان: «هل يستطيع الفيلد مارشال إعادة تصويب البوصلة المصرية إلى الاتجاه الصحيح؟»، ذكرت «لوفيجارو» الفرنسية، بحالة الاضطراب والانفلات الامنى التى شهدتها مصر طوال الأعوام الثلاثة الماضية، منذ الإطاحة بنظام مبارك فى ثورة يناير 2011». هذه الحالة، بحسب الصحيفة، انعكست على معظم طبقات الشعب المصرى من غلاء فى الأسعار وتدهور فى الاقتصاد، وتزايد أعداد البطالة، واستقطاب سياسى حاد؛ أسفر عن مقتل الآلاف طول الفترة الماضية، وفقا لتقدير الصحيفة. «لوفيجارو» تساءلت بشأن إمكانية تخطى الرجل الاوفر حظاً للفوز، عبد الفتاح السيسى، لكل هذه التحديات وسط تعلق الآمال الشعبية به لإنهاء ذلك الوضع. وتحت عنوان «رهانات الانتخابات الرئاسية المصرية»، قالت «لوموند»، فى تحليل سياسى، إن هذه الانتخابات الرئاسية، التى تشهدها الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، تكتسب أهمية استثنائية لكون مصر هى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان (90 مليون نسمة)، وتمتلك جيشاً صلباً، كما أنها أحد مفاتيح الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. ومضت الصحيفة قائلة: «وسط تحديات اقتصادية وأمنية، ومحاولات إضرار بالاستقرار والوحدة الداخلية من طرف جماعات العنف، تمثل الانتخابات الرئاسية الراهنة فرصة جديدة لاستعادة أجواء الاستقرار وترسيخ أسس نظام جديد، حتى لو كانت تجرى فى ظروف دقيقة نظراً لوجود مخاطر هجمات إرهابية، واتساع لمعارضة داخلية لعودة رئيس بخلفية عسكرية مجدداً». وبدورها، رأت «ليبراسيون» أن «المصريين خرجوا للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات شبه محسومة بفوز للجنرال السابق. مصر أكبر روجت صحيفة «الراية» القطرية لدعوة الشيخ يوسف القرضاوى لمقاطعة الانتخابات، ورأت أن النتيجة شبه محسومة لصالح السيسى. كان القرضاوى ناشد المصريين، فى بيان، الأحد الماضى بعدم انتخاب «رجل يفرح بمجيئه الصهاينة»، على حد تقديره. الصحيفة اعتبرت أن المشاركة هى الرهان الرئيسى للانتخابات، وأن هناك حالة تعبئة عامة تقودها وسائل الاعلام المصرية لنزول الجماهير. أما «المستقبل» اللبنانية فقالت إن مصر الذاهبة إلى الانتخابات «أكبر من أن يختصرها تيار ظلامى ببرنامجه وأوسع من أن يحتكرها برنامج أهازيج مبنية على صورة ومثال أحد أبرز قادتها التاريخيين حتى ولو كان اسمه جمال عبد الناصر». وأوضحت أن «القاهرة تبدو على موعد مع استفتاء أكثر مما هى على موعد مع انتخابات تقليدية، بحيث إن السيسى يختصر الحدث من أوله إلى آخره بعد أن تحول بسرعة قياسية إلى رمز فعلى لكل الحراك الذى هدر فى وجه الإخوان المسلمين». فيما رأت «الحياة» اللندنية أن «مصر تقبل على الانتخابات الرئاسية، وسط رهان على إقبال كبير يطوى صفحة حكم جماعة الإخوان المسلمين عبر الصناديق». اقتراحات ساخرة وكتب تسفى برئيل، محلل الشئون العربية بصحيفة «هاآرتس» أن «استطلاعات الرأى العام والأجواء فى مصر تشير إلى أن السيسى سيكون الرئيس القادم». برئيل أضاف إن «السيسى ومنافسه حمدين صباحى لا يملكان برنامجا اقتصاديا متماسكا؛ فصباحى تعهد بزيادة دور الدولة فى تشغيل العمال، بينما اقترح السيسى استخدام المصابيح الموفرة بترشيد نفقات الطاقة، وهى اقتراحات أثارت سخرية المصريين لكنها تدل على عمق الآمال التى يعلقونها على انتخاب السيسى». وأشار إلى أن «نسبة المشاركة فى الانتخابات ستعكس مدى آمال المصريين أو إحباطهم، ورغم أن فوز السيسى مؤكد ومعروف سلفا، فإن نسبة المشاركة ستكون لها أهمية كبيرة فى تحديد الانتصار لا من الناحية التقنية فحسب، بل كتعبير عن رغبة الشعب». وخلص برئيل إلى أن انتخاب السيسى ليست إلا بداية المعركة على الديمقراطية فى مصر، لأن الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون لها أهمية كبرى فى صياغة التوازن والضوابط داخل الإدارة المصرية، وربما فى تشكيل قوى سياسية جديدة لم تحظ بالتعبير الكافى حتى الآن. وفى «يديعوت أحرونوت» كتب روعى كياس أن «نتائج الانتخابات فى خارج مصر تعتبر بروفة للنتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة، إذ يتوقع أن يحقق الجنرال السيسى انتصارا ساحقا قد يصل إلى 95% من الأصوات». وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن «المقابلات التى أجراها (السيسى) مع عدد من الصحفيين والشباب المصريين تكشف أن الحماس الذى رافق انتخابات الرئاسة الماضية فى عام 2012 قد خفت تماما، فقد تضاءلت الخيارات وأصبحت الشوارع أكثر هدوءا، وتلاشى الأمل فى تحقيق تغيير حقيقى، وأن كثيرا من هؤلاء الشباب قد قالوا صراحة إن هذه الانتخابات لعبة معروفة ولن نشارك فيها». فيما خصصت «معاريف»، فى ملحقها الأسبوعى، مساحة كبيرة للحديث عن صباحى واستعراض تاريخه السياسى، وخلصت إلى أنه ما لم تحدث مفاجآت مذهلة ؛ فإن السيسى سيتولى فى الأسبوع المقبل، رئاسة أكبر دولة عربية. ولكن مثلما علمنا الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية؛ فإن علينا أن نستعد لما هو غير متوقع».