سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«هنا بلطيم».. مملكة حمدين المحرمة على مؤيدى المشير المقاهى والمحال تعلق صور صباحى وعبدالناصر.. والأطفال يرتدون «تى شيرتات» عليها «أبويا حمدين.. هنكمل حلمنا»
«هنا بلطيم» المشهد فى تلك المدينة الساحلية يختلف كثيرا عما تتخيل، فإذا كنا نتحدث عن منطقة الجمالية ومدى الشعبية الجارفة، التى يتمتع بها المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى هناك، فأنت هنا فى بلطيم.. مملكة حمدين صباحى. لا يجرؤ أحد على الإعلان عن تأييده أو تصويته للسيسى، ليس خوفا من بلطجة أهالى المدينة، أو ضعف موقفه، وإنما استشعار بالحرج الذى ينتابه إذا ما أعلن عن تأييده للمشير. تسير فى شوارع المدينة على قدميك، فلا تجد لافتة واحدة تعلو أحد المحال أو المقاهى التجارية لدعم المشير، فى نفس الوقت الذى لا تجد فيه محلا واحدا أو مقهى شعبى، أو سيارة لا تحمل لافتات تدعم صباحى، وتدعو للتصويت له فى الانتخابات الرئاسية. لم يخل المشهد من «تيشرتات» الأطفال الصغار التى تحمل صورا لحمدين صباحى، مدونا عليها «أبويا حمدين، مع بعض كلنا.. هنكمل حلمنا». «بلطيم كلها تدعم حمدين لأنه عمل علشانها كتير» بهذه الكلمات بدأ وليد محمد، أحد أهالى بلطيم، حديثه ل«الشروق»، قال: دافع عنها وعن أهلها، دخل فى معارك كتير مع النظام والحزب الوطنى خاصة فى انتخابات مجلس الشعب، وكمان دافع عنه أهلها وتمسكوا به، ومفيش حد يقدر ينكر جميل حمدين عليه. طارق محمد، مبيض محارة، يفتح صدره ليظهر تأثير عملية القلب المفتوح التى أنقذت حياته من الموت ليقول: «حمدين اللى أنقذ حياتى تكفل بكل مصروفات العملية، ووقف معايا وقفة، أبويا نفسه معملهاش» أمام لجنة مدرسة بلطيم الإعدادية، وقف أحد مندوبى حمدين يشكو سوء المعاملة ليرد عليه آخر، ويقول: هنا محدش يقدر يتعسف ضد حمدين، عارفين إن هنا بيته وبيت عيلته. محمد السيد، أحد الناخبين، يقف أمام لجنة مدرسة جمال عبدالناصر يتحدث عن وطنية المشير السيسى ونجاحه فى إنقاذ مصر من الإخوان، ليصمت ثم يقول: بس هنتخب حمدين أخويا، لأنه وقف جنبنا ووطنيته متقلش عن وطنية السيسى. فى لجنة مدرسة رزق حمامو، أكبر لجنة انتخابية فى بلطيم وتضم جميع أهالى حمدين وجيرانه، لوقوعها خلف المنزل الخاص بعائلته، يقول الحاج محمد: المدينة هنا صغيرة والناس كلها بتحب بعض وعارفين بعض كويس، وفى ناس وسطنا بتدعم المشير السيسى، ولكن مواعيد ذهابهم للجان بيكون فى الغالب فى الفترة ما بين 9 و10 صباحا، خوفا من الإحراج أمامنا. وأضاف: كل معركة لحمدين لازم يكون فيها مشاكل، بس المرة دية فلول الوطنى والإخوان لا يتجرأون على مهاجمة حمدين. فى الجهة المقابلة للجنة حمامو، توجد منطقة تل الغويط، على أطرافها يقع شارع «حمدين صباحى»، يجلس فيها الجيران والأقارب يتبادلون الحديث على نزاهة العملية الانتخابية، لديهم يقين بعدم فوز حمدين فى الرئاسة، ولكن تصويتهم لصالحة ونزولهم وتحملهم عناء طوابير الانتخابات، تعبيرا عن حبهم له، بغض النظر عن أى مكاسب سياسية. المستشار طارق علام، رئيس لجنة مدرسة بلطيم الإعدادية بنين، أعلن عن تأخر فتح اللجنة 30 دقيقة لوجود مخالفات بكشوف الناخبين تتعلق بعدم ترتيبها استعداد لاستقبال المصوتين، مما أدى لتعطيل العمل بها، مشيرا إلى أن الإقبال كان كثيفا معبرا عن رغبة الاهالى فى الإدلاء بأصواتهم. أما المستشار أسعد خليفة، رئيس لجنة رزق حمامو، قال ل«الشروق»، حتى الساعة 10.30 صباحا لم يصوت سوى 300 ناخب من أصل 6500 ناخب إجمالى المصوتين، معتبرا أنه مع ساعات الظهيرة سيزيد العدد. هنا فى بلطيم حتى الإخوان صوتوا لحمدين.. بهذه الكلمات بدأت سحر عبدربه حديثها، مشيرة إلى أن شارع حمدين صباحى يشتهر بالكثافة الإخوانية به، ومع ذلك أصواتهم كلها لصالحه فى الانتخابات. وعن أسباب دعم الإخوان له، قالت سحر: بيت حمدين كان المأوى الوحيد للإخوان فترة حكم مبارك، ومطاردة الأمن الوطنى لهم، فكان يفتح بيته لاستقبالهم بعيدا عن أعين الأمن. وأضافت: أعلم جيدا أن حمدين لن يفوز بالانتخابات الرئاسية، لأن مؤسسات الدولة كلها تدعم السيسى، وتسخر له مواردها وإمكاناتها، ولكن كفانا هنا حب أهالينا ودعهم له، ولتكن بلطيم بلد حمدين محرمة على مؤيدى المشير.