ستكون استراليا صاحبة أقل تصنيف بين المنتخبات المشاركة بنهائيات كأس العالم عندما تشارك فى البطولة للمرة الرابعة بعدما قست القرعة عليها فى ديسمبر الماضي. وبالنسبة لاستراليا لا يوجد أسوأ من الوقوع فى مجموعة واحدة مع طرفى نهائى كأس العالم 2010 اسبانيا وهولندا اضافة الى تشيلى صاحبة المستوى الرفيع فى أمريكا الجنوبية. وما يضيف من صعوبة المهمة لأستراليا أنها تعاقدت مع مدرب جديد وتمر بفترة انتقالية حاليا. ويتمثل مبدأ الرياضة فى استراليا على ضرورة بذل أقصى جهد ممكن لمواجهة الصعوبات لكن من الصعب على المنتخب الكروى أن يعود بأى شيء من البرازيل سوى تجنب هزائم قاسية. وبعد الوصول بصعوبة إلى نهائيات كأس العالم عقب التصفيات الآسيوية تحت قيادة هولجر أوسيك قدمت استراليا عرضين متواضعين لتخسر بنتيجة واحدة هى 6/صفر أمام كل من البرازيل وفرنسا ليرحل المدرب الألمانى عن منصبه فى أكتوبر الماضى.
الخبير كاهيل يعوض تيم كاهيل قصر قامته بقدرته الرائعة على القفز أعلى من المنافسين للوصول الى الكرة وستأمل استراليا فى الاستفادة من خدماته جيدا لتعزيز فرصها الضعيفة فى البرازيل. وسيخوض كاهيل لاعب الوسط المهاجم نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة، ويبلغ عمر كاهيل 34 عاما ويبدو قرب نهاية مشواره ويلعب حاليا فى نيويورك رد بول لكنه يبقى لاعبا مؤثرا مع بلاده إضافة إلى أنه الهداف الأول للمنتخب الاسترالى. وأحرز كاهيل هدفين أمام الإكوادور فى مباراة ودية فى لندن فى مارس الماضى ليصبح الهداف التاريخى لبلاده برصيد 31 هدفا فى 67 مباراة وهو إنجاز كبير لكن المباراة شهدت نجاح المنتخب القادم من أمريكا الجنوبية فى تحويل تأخره 3/صفر إلى فوز 4/3. وسجل لاعب إيفرتون السابق العديد من أهدافه بضربات رأس وهو ما يميزه كلاعب وسط إضافة إلى العديد من المواهب الاخرى. ونال قلق بالغ من كاهيل ومدربه بوستيكوجلو بعد تعرض اللاعب لإصابة فى عضلات الفخذ الخلفية مع رد بول فى نهاية مارس الماضى لكن تأكد بعد الفحص انها مجرد شد وليست تمزقا فى العضلات. وتقريبا كاهيل هو اللاعب الوحيد الموجود فى تشكيلة استراليا الذى يمكن وصفه بأنه لاعب من الطراز الرفيع لكنه ربما يقدم أفضل مستوياته مستفيدا من روحه القتالية.
مهندس الشباب بوستيكوجلو رغم توليه المسئولية قبل ثمانية أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم ومعاناة منتخب استراليا من مشاكل فإن المدرب انجى بوستيكوجلو لن يبحث عن أعذار قبل السفر الى البرازيل. وبعد ثلاث سنوات من تولى الألمانى هولجر أوسيك قيادة أستراليا قرر اتحاد الكرة هناك الاستعانة ببوستيكوجلو (48 عاما) الذى نشأ فى أستراليا وبعقد طويل لمدة خمس سنوات فى أكتوبر الماضى. وقال بوستيكوجلو عند تعيينه فى مؤتمر صحفى «كلى أمل وثقة فى قدرتى على استعادة كبرياء المنتخب الوطنى والدفاع عن الوان قميص منتخبنا الوطنى». وأضاف «اريد ان ابعث برسالة أمل لعشاق كرة القدم والأهم من ذلك لبلدنا الحبيب». ولا يملك بوستيكوجلو خبرات كبيرة خارج استراليا إذ تقتصر على قيادة فريق باناتشايكى اليونانى لفترة قصيرة لكنه وصف السبع السنوات التى قضاها مع فريق الشباب فى أستراليا بأنها «دكتوراه فى التدريب». وأقبل بوستيكوجلو بحماس على منصبه الجديد ووعد بمنح الفرص للاعبين الشبان بعد تعرض أوسيك لانتقادات بداعى عدم تمكنه من إجراء التجديدات المطلوبة فى التشكيلة التى شاركت فى آخر بطولتين لكأس العالم. وقال بوستيكوجلو «ربما تكون هذه تجربتى الوحيدة فى كأس العالم ولن أدعها تمر من أجل أى شيء ولا أعتقد أنه ينبغى أن نفعل ذلك كبلد».
طريقة اللعب أوفى المدرب انجى بوستيكوجلو المدير الفنى لمنتخب استراليا بتعهده واختار تشكيلة مبدئية شابة من 30 لاعبا لخوض نهائيات كأس العالم. وتولى بوستيكوجلو المسئولية خلفا لهولجر اوسيك منذ ستة أشهر فقط وتعهد بالتخلص من الجيل الذهبى لاستراليا الذى طعن فى السن لصالح اللاعبين الشبان. واختار بوستيكوجلو تشكيلة مبدئية يبلغ متوسط أعمارها 25 عاما للنهائيات التى ستقام فى البرازيل. وتمتلئ التشكيلة بلاعبين فى بداية العشرينات بينهم اثنان لم يسبق لهم اللعب دوليا وهما بن هالوران مهاجم فورتونا دوسلدورف وبيلى رايت مدافع بريستون نورث إند. ويقدم هالوران مستوى رائعا مع فورتونا دوسلدورف فى دورى الدرجة الثانية الالمانى بينما سيأمل رايت أن يقود بريستون للترقى الى دورى الدرجة الثانية الانجليزى قبل انضمامه للتشكيلة. وضمن المفاجآت الأخرى اختيار حارسى مرمى يلعبان فى الدورى الاسترالى هما يوجين جاليكوفيتش ومارك بيريجيتى على حساب براد جونز حارس ليفربول الاحتياطي. ونال لاعب الوسط جيمس ترويزى - المعار من اتلانتا الايطالى الى ملبورن فيكتورى - ولاعب وسط سويندون تاون ماسيمو لونجو وآدم تاجارت الذى سجل 16 هدفا مع نيوكاسل جيتس الموسم الماضى مكافأة على مستواهم. وقال بوستيكوجلو فى مؤتمر صحفى فى سيدنى «قدم أغلبهم موسما قويا هذا العام وأعتقد أن كثيرين منهم لديهم رغبة فى اثبات أنفسهم».
