في مثل هذا اليوم؛ كُتب على مغامرة عمرها 72 ربيعًا أن تنتهي في 2002، لكنها ظلّت «حية» لمن أراد التعلم، جمعت بين كرة القدم وكاميرا السينما.. عن المايسترو صالح سليم نتحدث. توقفت «مغامرة المايسترو»، عندما رفض قلبه أن يكمل الطريق، لكن كلماته وعباراته ومبادئه وأفعاله كانت أكثر صمودًا، فانتشرت في قلوب وعقول كل عشاقه، كُتب عليهم أن يكونوا ذكرى للناس يتحاكون بها، لأنهم اختاروا طريقًا من العمل والاجتهاد، فذاقوا من عشاقهم حبا جما في حياتهم، حتى بعد أن ورى جسدهم الثرى. «سليم الأسطورة» جاء إلى عالمنا في 11 سبتمبر عام 1930، وهو ابن الدكتور محمد سليم أحد رواد طب التخدير في مصر، ووالدته الشريفة زينب زين التي تنتمي إلى أشراف الحجاز، وأنجبا ثلاثة ذكور كان صالح أحدهم والآخران هما عبد الوهاب وطارق. 7 سنوات فقط مرت من عمر المايسترو بدون الكرة، قبل أن يظهر حبه للعبة في تلك السن المبكرة، وفي الشارع كغيره من الأطفال، في منطقة تحيط بها مجموعة من بيوت «البشوات» أصبح كابتن فريق شارع عكاشة بالدقي، ثم فريق مدرسة الأورمان الإعدادية، فكابتن السعيدية الثانوية، وعام 1944 التقطته عين الكشاف «حسين كامل». انضم صالح إلى صفوف الناشئين بالنادي الأهلي، وانتقل في نفس العام لصفوف الفريق الأول، ولعب بالفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس النمساوي، ثم عاد مرة أخرى للقلعة الحمراء، وأكمل مسيرة نجاحه حتى عام 1967، ثم قرر الاعتزال وإنهاء مسيرته كلاعب للكرة، لكن المشوار الرياضي لم ينته حينها. «إنجازات البساط الأخضر» - أسهم صالح سليم في إحراز 19 بطولة للأهلي منها 11 دوري عام و8 كأس مصر - سجل في بطولة الدوري 78 هدفا - أحرز 14 هدفًا في مسابقة كأس مصر «المايسترو يعزف خارج الملعب» بعد اعتزاله لم تنته علاقته بالأهلي؛ وتم اختياره مديرًا لجهاز الكرة في فبراير 1971، وفي 1973 تعاقد مع المدير الفني المجري هيديكوتي ونجحا معًا، في تكوين فريق أسطوري للأهلي عرف آنذاك ب«فريق التلامذة»، والذي أحرز بطولة الدوري موسم 74/1975 وتعد البطولة الوحيدة للمايسترو وهو مدير لجهاز الكرة. كما حقق إنجازًا فريدًا دون كل رؤساء الأهلي، وهو فوزه برئاسة مجلس الإدارة 6 مرات، وحصل خلالها على 23087 صوتا وفقا لما ورد بالموقع الرسمي للنادي الأهلي. «32 بطولة تحت رئاسته للأهلي» حقق الأهلي في ظل رئاسة صالح سليم لمجلس إدارة النادي 32 بطولة، تنوعت ما بين «12 مرة للدوري العام، كأس مصر 8 مرات، دوري أبطال أفريقيا 3 مرات، أبطال الكؤوس الأفريقية 4 مرات، السوبر الأفريقي مرة واحدة». كما حصل الأهلي على 4 بطولات عربية: «وهي أبطال الكؤوس 1995 وأبطال الدوري 1996 وكأس السوبر (النخبة) مرتين عامي 1997 بالمغرب و1998 بتونس». ونتيجة لتفوق الأهلي على الساحة الأفريقية؛ فاز بلقب نادي القرن الأفريقي، وأقيم بهذه المناسبة احتفال كبير في جوهانسبرج يوم الثلاثاء 2 مايو 2001؛ تسلم خلاله سفير مصر في جنوب أفريقيا السيدة نائلة جبر وسام نادي القرن إلى المايسترو صالح سليم الذي حمله في سعادة وكبرياء وفخر وعقب، قائلا: «إلى اللقاء في تكريم نادي القرن الواحد والعشرين». «لمحات في حياة الأسطورة» كان صالح سليم مثلا أعلى لكل من عرفه، ففي المبادئ والأخلاق والتواضع والاعتزاز بالنفس ونكران الذات تمامًا، كما ظل داخل البساط الأخضر محبوب الملايين بلا حدود، وليس من جماهير الأهلي فقط. عُرف عن المايسترو عشقه للهدوء، وربما كان ذلك سر تفضيله قضاء معظم وقته في لندن وعند وجوده في مصر؛ كان يقضي إجازة نهاية الأسبوع في فندق شهير بالإسكندرية، وذلك أثناء الثمانينيات، وعندما ازدحمت الإسكندرية في بداية التسعينيات اتجه شرقًا إلى الغردقة، ثم انتقل في العامين الأخيرين إلى قرية الدبلوماسيين بالساحل الشمالي. «المايسترو في السينما»
استغل صالح شعبيته الجارفة في كرة القدم، وقرر الاتجاه إلى التمثيل؛ فبدأ مشواره مع الفن 1961 بفيلم السبع بنات، لكن نجاحه الكبير في الفن حققه عام 1962 في فيلم الشموع السوداء مع الفنانة نجاة الصغيرة، ثم فيلم الباب المفتوح مع سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. تمثال صالح سليم الموجود بحديقة النادي الأهلي بالجزيرة