وصل أبو سالم على عربته الكارو، إلى مشارف ميدان الماسورة المغلق أمنيًا غرب مدينة رفح، وقد حمّل عليها 14 قفصًا وزع فيها ثمار الخوخ بعناية شديدة، أملًا في الحصول على أفضل الأسعار من التجار القلائل الوافدين من المحافظات، حيث إن موسم جني الخوخ بدأ بمركز رفح، الذي يشتهر بوجود مساحات شاسعه لأشجار الخوخ ذات الأصناف الجيدة. لم يجنِ أبو سالم السعر المناسب، فرغم جودة إنتاجه إلا أنه حصل على أفضل سعر مطروح وهو 175 قرشًا للكيلو الواحد؛ علمًا بأن الأسعار المتاحة تبدأ بجنيه واحد للكيلو، لتصل في أفضل مستوياتها الى 200 جنيه لأفضل الثمار. لهذا الحال، رأى محمد سالم، أحد مزارعي الخوخ، أنه أمر طبيعي في الموسم الحالي، فوفرة الإنتاج وقله التجار الوافدين سبب كسادًا فادحًا، معللا ذلك بأن التجار عزفوا عن الوصول للمحافظة بسبب الوضع الأمني. مضيفًا أن الطرق المغلقة خاصة في مركزي الشيخ زويد ورفح، تسبب عناء لأصحاب الشاحنات التي تنقل ثمار الخوخ لخارج المحافظة، وهو الأمر الذي يكلف مزيدًا من الوقت، خلافًا لإنهاك السيارات في الطرق الالتفافية غير المعبدة للوصول إلى رفح. وقال «سالم»، إن الرصاص العشوائي الذى ينطلق هنا وهناك بشكل تحذيري أربك تحركات التجار فمنهم من مكث ليومين أو أكثر وغادر إلى محافظته، مفضلا أن يستقبل تجار شمال سيناء في محافظته بدلا من ركوب المخاطر، فالحرب على الإرهاب مازالت مستعرة. أحد التجار القادمين من خارج المحافظة لشراء الخوخ السيناوي المتميز، قال «هذا الموسم من أكثر مواسم شراء الخوخ صعوبة، بسبب الطرق المغلقة»، لافتًا إلى أن «معاناته تبدأ بعد أن يمر من مدينة العريش باتجاه مركزي الشيخ زويد ورفح، حيث يعبر كمين الريسة كما هو مسموح منذ السادسة صباحًا وحتى الرابع عصرًا فقط بسبب الإغلاق الأمني للكمائن بعد هذا الوقت». وتابع «وعند الوصول لحاجز الخروبة المغلق بعد العريش بحوالي 15 كيلو مترًا يضطر الى مسلك طريق "زقبة الحرامي" الالتفافي شديد الوعورة، وفيه تتعرض السيارات للأعطال والإنهاك، قبل أن يلتقط بقية الطريق الدولي للوصول لمدينة الشيخ زويد التي تغلق تمامًا بوابتها الرئيسية الغربية، فيلتف للوصول إلى ما بعد الشيخ زويد عبر طرق التفافية للوصول لبقية الطريق الدولي المؤدي لرفح وعليه أن يلتف ثانية قبل ميدان الماسورة المغلق، للوصول إلى مواقع عرض منتج الخوخ تحت عرائش من البوص أقامها المزارعون لاستقبال التجار» المزارعون تركزت مطالبهم في فتح الطرق المغلقة، ورفع الحظر على الطرق الدولية، أو على الأقل تسهيل مرور شاحنات نقل الفواكه والمنتجات الزراعية لخارج المحافظة، حيث يعاني أيضًا أصحاب الشاحنات والتجار من فترة الانتظار عند معديات القنطرة شرق إثر إغلاق كوبري السلام، الأمر الذي يكلف مزيدًا من الوقت كما طالبوا بإيجاد وسائل تسويق لغالبية منتجات المحافظة الزراعية، حيث تعرض إنتاج الشمام والطماطم، للبوار بسبب تلك الظروف.