نفى جريمي كلاركسون، مقدم برنامج (توب غير) للسيارات الشهير في بي بي سي، أن يكون قد استخدم لغة عنصرية أثناء تقديمه حلقة من البرنامج الذي يحظى بشعبية كبيرة. وذكرت صحيفة ديلي ميرور في وقت سابق أن كلاركسون استخدم كلمة "زنجي" أثناء ترديده أغنية للأطفال في إحدى حلقات البرنامج. وزعمت الصحيفة أن الكلمة حُذفت قبل إذاعتها في بي بي سي. وفي أول رد على المزاعم، قال كلاركسون في مقطع مصور بحسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إنه يكره هذه الكلمة. وأضاف في تغريدة أنه "فزع" لمجرد أن يظن الجمهور أنه استخدم تلك الكلمة. كما جاء على لسان كلاركسون "يطلب الصفح" على ظهور الأمر على هذا النحو. وأثناء محاولتين لتسجيل أحد مقاطع البرنامج، تمتم المذيع في الجزء الذي كان من المفترض أن تنطق فيه الكلمة. وفي المحاولة الثالثة، استخدم كلمة "معلّم". وفي وقت سابق، قال كلاركسون في تغريدة عبر تويتر "لم استخدم كلمة زنجي في تلك الحلقة. ولا استخدمها قط. لقد بالغت صحيفة الميرور كثيرا هذه المرة." ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبراء صوت أن كلاركسون من الممكن أن يكون نطق بأصوات تشبه تلك الكلمة أثناء غنائه. وذهب الخبراء إلى أن نجم برنامج السيارات الشهير استخدم الكلمة العنصرية "زنجي" في جزء آخر من غنائه أثناء المقارنة بين سيارتين. وردا على ما تردد عن كلاركسون، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية بيانا جاء فيه أن "كلاركسون أوضح خلفيات تلك الحلقة المؤسفة." وتابع البيان "وقد أوضحنا له المعايير التي تتوقعها بي بي سي سواء على الهواء أو في أي وقت آخر. وأكدنا له أيضا بما لا يدع مجالا للشك أننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد." من جهته، دافع جيمس ماي، شريك كلاركسون في تقديم (توب غير)، عن زميله. وقال ماي عبر حسابه بموقع تويتر إن "جيرمي كلاركسون ليس عنصريًا"، مضيفا أنه "لو كان كذلك ما عملت معه". واختتم التغريدة بالقول إن "هذا كل ما في الأمر". أثارت تعليقات ساخرة لكلاركسون الجدل في عدة مناسبات جاء هذا بعد أيام من اعتذار تقدم به منتج البرنامج عن إذاعة مزحة "خيفة الظل" ألقاها كلاركسون أثناء حلقة، وتسببت في اتهام أحد برامج هيئة الإذاعة البريطانية بالعنصرية. يُذكر أن تلك الحلقة موضوع الاعتذار كانت قد سُجلت في بورما وتايلاند وعُرضت على الجمهور في مارس / آذار الماضي. وتضمنت الحلقة مشهدا قام فيه المذيعون ببناء جسر على نهر كواي، وبمجرد أن بدأ رجل آسيوي في عبور الجسر قال كلاركسون "إنها لحظة فخر، لكن بها انحدارا". من جهتها، قالت الممثلة سومي جوها التي اشتكت لبي بي سي إن استخدام تلك العبارة يعتبر مثالا واضحا على "عنصرية مسيئة" و"خطأ جسيم". مثير للجدل وقال المنتج التنفيذي آندي وليامز، على شاشة بي بي سي إنه "عندما استخدمنا كلمة 'انحدار' في حلقة توب غير من بورما، كان الأمر عبارة عن مزحة خفيفة تشير إلى جودة البناء والرجل الآسيوي الذي يمر فوقه." وأضاف "لم يخطر ببالنا وقتها أن كلمة 'انحدار' تلك يعتبرها البعض إهانة، كما في بعض البلدان مثل أستراليا والولايات المتحدة." يشترك جيمس ماي (يمين) وريتشارد هاموند (يسار) مع كلاركسون في تقديم البرنامج وتابع وليامز قائلا "لو كان لدينا علم بذلك، ما كنا لنستخدم تلك الكلمة من الأساس. ونعتذر عن أي أذى نتج عن استخدامها." ويُعرف كلاركسون بأنه شخصية مثيرة للجدل. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، بُرأت ساحته من انتهاك قوانين البث التلفزيوني من جانب مؤسسة أوفكوم - الهيئة المستقلة للرقابة على الإعلام في بريطانيا - بعد شبّه سيارة يابانية بالمسنين الذين تبدو على وجوههم علامات الشيخوخة. كما واجه كلاركسون احتجاجا واسعا من منظمات خيرية عاملة في مجال الصحة النفسية بعد وصفه من ينتحرون بإلقاء أنفسهم تحت عجلات القطار بأنهم "أنانيون". وأُجبر مقدم برنامج توب غير على الاعتذار عندما قال لبرنامج في بي بي سي إن العمال المضربين يستحقون إطلاق النار عليهم. كما تلقى برنامج السيارات ذو الشعبية الكبيرة شكاوى من سياسيين في المكسيك والهند بعد إشارات استخدمها كلاركسون لم ترق لهم أثناء التصوير في مواقع في بلادهم.