أرجع مرتضى منصور عدم خوضه السباق الرئاسي إلى حلم، قرر من بعدها دعم المشير عبد الفتاح السيسي كمرشح رئاسي، حيث قال: «صليت صلاة استخارة، وحلمت أني بأتوبيس وبجانبي ضباط جيش قالوا لي إحنا رايحين مصر الجديدة، وبناء عليه فلن أتقدم بأوراق ترشحي». المشير عبد الفتاح السيسي نفسه قال: إنه رأى الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في المنام، ودار بينهما حوار، تنبأ السيسي خلاله بأن يصبح رئيسًا لمصر، وقال في تسريب سابق منسوب له إنه حلم بأنه يقال له «سنعطيك ما لم نعط أحدًا من قبل»، وأضاف بأنه حلم بأنه يحمل سيفًا مكتوبًا عليه: (لا إله إلا الله باللون الأحمر). وفي تعليقه، قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن الأحلام والرؤى وسيلة اعتمد عليها الملوك والسلاطين قديمًا لتثبيت دعائم حكمهم، بمخاطبة شرائح في المجتمع لا يؤثر عليها سوى لغة الغيبيات، مضيفًا: «هي وسيلة سهلة لكسب الأصوات في مجتمع يعاني أكثر من ربعه من الأمية». وأضاف: «اللغة العاطفية أسهل طريقة للسيطرة على الرأي العام في دول العالم النامي، فهي من ناحية لا تحتاج إلى الإقناع عبر سرد إنجازات واضحة أو التحدث عن منهج وخطط للنهوض بالدولة، ولكن يكفي إيهام العامة بأن من يحدثهم مؤيد من السماء ووثيق الصلة بالإله، لدرجة أنه يحدثه في الرؤى والأحلام». وانتقد صادق لجوء رجال السياسة في مصر لذلك قائلًا: «رغم أنها مناورات تستهدف شرائح مجتمعية معينة، كالتي تستهدف المرأة أو الأقباط أو رجال الأعمال، ولكنها تثبت صحة حديث عالم الإنثروبولوجي جيمس فريزر الذي ذهب إلى أن المجتمعات تمر ب3 مراحل تكوين هي السحر البدائي، سطوة الدين، سيطرة العلم، ونحن بذلك لم نتخط أول مرحلتين، فيما وصلت المجتمعات الأوروبية إلى الثالثة منذ عصر النهضة». كما أرجع وائل الهندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، الأمر إلى هشاشة التكوين المعرفي للمصريين خلال العقود الأخيرة، والتي تجعلهم يميلون إلى تغليب لغة العاطفة على العقل والمنطق، قائلًا: «السياسيون يدركون ذلك جيدًا، والمؤسف اعتمادهم على أمور تخص الثقافة الشعبية أكثر ما تنتمي إلى الفكر السياسي». يشار إلى أن مؤسس علم التحليل النفسي سيجموند فرويد اعتبر الأحلام سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبًا في الواقع ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه قد تحققت في صورة حدث أو موقف. رؤساء تحت سيطرة الخرافة.. ريجان عرض رأي عرافته في قمة نووية مع جورباتشوف.. ميتران شارك في غزو العراق ب«التنجيم».. كارتر سأل عن غجرية في نزلة السمان تنبأت له بالرئاسة كل ما يردده المحللون والمراقبون والعالمون ببواطن الأمور عن «دوائر صنع القرار» و«مراكز الفكر» أو «think tank» في الغرب ظل لعالم الغيبيات حضوره في عمليات صناعة القرار لدى الكثير من الشخصيات المؤثرة في العالم. فالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، عندما زار مصر في يناير 1978 كان أول ما سأل عنه سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم، واندهش الحاضرون حتى كشف كارتر عن السر وقال: إنه زار مصر في الستينيات، وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التي تنبأت له بأنه سيصبح رئيسًا لأمريكا. الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وزوجته نانسي كانت عرافتها تقيم معهما في البيت الأبيض، وتصحبها معها في كل مكان، وكان يحاول جيمس بيكر عندما كان وزيرًا للخارجية أن يقنعه بعدم تغيير المواعيد الرسمية وفقًا لنصائح مستشارة وعرافة الأمن القومي لشؤون الكف والأبراج، وهي التي كانت «تدير» الرئيس الذي كان «يدير» العالم. وفي إحدى المرات ذهب ريجان مع كامل فريقه السياسي لأحد أهم القمم مع الرئيس الروسي جورباتشوف باعتبارها قمة لمناقشة الحد من السلاح النووي، وطرح جورباتشوف الموضوع، فراح ريجان يعرض رأي «عرافته»، ليحاول جورباتشوف «تغيير» الموضوع؛ لأنه لم يكن يتصور أن مفتاح السلام في هذا العالم في «عرافة». كما أن الزعيم الإيطالي موسوليني الذي كان يركع كل خصومه له، كان «يركع» بشكل أسبوعي أمام عرافته، وبعده فرانسوا ميتران الذي كان يؤخر اجتماع مجلس الوزراء ليسمع رأي عرافته إليزابيث تيسييه التي كان يستشيرها قبل الإقدام على اتخاذ عدد من القرارات المهمة، ومنها قراره بخوض حرب تحرير الكويت ضد العراق، ضمن قوات التحالف. كما تعددت الأقاويل حول استعانة الزعيم النازي أدولف هتلر بالعرافين والسحرة، وكيف كان يستعين بهم قبل الحرب العالمية. وينطبق ذلك أيضًا على رئيس دولة بورما السابق تان شوي الذي قرر نقل العاصمة من مدينة رانجون إلى قرية نيبيداو التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة.