لم تمنع الحالة المزرية التي بدت عليها حديقة "الأورمان" بالجيزة، اليوم، احتفال المواطنين من أبناء المحافظة بعيد شم النسيم داخلها، فرغم عدم اكتمال أعمال الصيانة والتطوير بالحديقة، إلا أن العائلات المحتفلة، لم تحفل كثيرًا بالوضع المتردي، ووجدت لنفسها مكانا للتجمع حول أطباق "الفسيخ" و"الرنجة"، كما وجد الأطفال متسعًا للعب بالكرة، وإطلاق صيحات الفرح. فرحة الأطفال بشم النسيم - تصوير: مجدي إبراهيم غزل البنات في انتظار الأطفال - تصوير: مجدي إبراهيم وفيما سادت الروائح النفاذة لأطعمة شم النسيم، الأجواء، وجد المواطنون أماكن احتفالهم السنوية وقد تغيّرت متأثرة بالتخريب الذي أصاب الحديقة خلال فض اعتصام "النهضة" في أغسطس من العام الماضي، لكنهم لم يتوقفوا كثيرا أمام الوضع السيئ، فلم يجدوا مفرًا من الجلوس هنا أو هناك، ولسان حالهم يقول "ليس في الإمكان أفضل مما كان". لا غنى عن الفسيخ والرنجة في شم النسيم - تصوير: لبنى طارق شم النسيم والأجواء العائلية الدافئة - تصوير: مجدى إبراهيم داخل خيمة زرقاء كبيرة، أعلاها لافتة تخبر الزائرين أنها مقر إدارة الحديقة، جلس رجل خمسيني في جلباب غامق، وعرّف نفسه بأنه أحد موظفيها، وبرر الحالة المزرية بأنها "نتيجة الأحداث التي صاحبت اعتصام النهضة العام الماضي، وتأخر أعمال الصيانة والتطوير، التي يتولاها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ( التابع للقوات المسلحة )"، قائلا إنهم "لم يبدأوا في أعمال الإصلاح والتطوير إلا منذ عشرة أيام". شم النسيم واللمة - تصوير: لبنى طارق لا مانع من ممارسة هواية الصيد - تصوير: مجدي إبراهيم لكن تعليل "الإهمال" بأحداث الفض، لم يجد آذانا مصغية لدى الزائرين، وقال حسن، وهو شاب ثلاثيني: "كان يبحث عن مكان ل"قضاء الحاجة" دون جدوى: "حمام الرجال لا يصلح للاستخدام كما ترى"، وأضاف منفعلا وهو يشير لدورات المياه، وقد سادتها رائحة كريهة، وانتشرت في أرجائها مياه غير نظيفة :" بيوتنا ضيٌقة ويهمنا أن نجد مكانا نشم فيه هواءً نظيفا في عيد شم النسيم". مواطن آخر، أبدى استياءه من غياب أية وسيلة ل"قضاء الحاجة"، داخل الحديقة، قال منفعلا :"المكان زبالة، وكان أمام الحديقة أمران، إما إجراء عمليات الصيانة والتطوير مبكرا، قبل أعياد الربيع، وإما أن يغلقوها أفضل، نحن فقراء، وخروجنا للنزهة لا يتكرر كثيرا، لذا كنا ننتظر أن نجد المكان في صورة أفضل، فالناس لديهم كرامة". حديقة الحيوان تشارك الزائرين فرحة شم النسيم - تصوير: رافي شاكر في شم النسيم «الفيل صديقي» - تصوير: لبنى طارق إلى جوار دورات المياه المخصصة للرجال، والتي بدت خارج الخدمة، وقفت شاحنة زرقاء كبيرة، قال أحد العاملين، إنها تابعة للجيش، وقد تم استخدامها ك"دورات مياه للسيدات"، حيث يصعدنها من خلال سلم صغير، ويتصل بها أنبوب بلاستيكي، ينتهي إلى بلاعة مجاورة بالحديقة، يمر بجوارها الزائرون جيئة وذهابا، ورصدت "الشروق" معاناة كبيرة للسيدات العجائز، وهن يصعدن تلك الشاحنة أو ينزلن منها بعد "قضاء الحاجة". بعيدا عن دورات المياه، التي كانت مطلبا بعيد المنال لكثير من الزائرين، تجوّل مدير الحديقة، سيد حسين، عند مداخلها، وقال ل"الشروق" إن وزير الزراعة أيمن فريد أبو حديد، "أصرّ على انتهاء أعمال التطوير قبل أعياد الربيع"، لكنه لم يجد ردا عندما سألته "الشروق" عن غياب دورات مياه آدمية للزائرين، فاكتفى بالصمت. إجمالاً، فإن الإهمال والحالة المتردية، وإن كانت قد قللت من بهجة احتفال المواطنين بعيد شم النسيم، إلا أنها لم تتمكن من إفساد طقوس احتفالهم السنوية، والتي تتكرر في مثل هذه الأيام من كل عام. الحالة السياسية تلقي بظلالها على فرحة شم النسيم - تصوير: صبري خالد في شم النسيم المراكب اكتست بصور المشير - تصوير: صبري خالد