أدلى الرئيس الجزائري، المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، بصوته الخميس وهو على كرسي متحرك في الانتخابات الرئاسية التي يبقى الأوفر حظا للفوز بها رغم متاعبه الصحية. وبث التلفزيون الحكومي صورا لبوتفليقة وهو يدخل مكتب التصويت في الأبيار بأعالي العاصمة الجزائرية وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين، ويرافقه عدد من أفراد عائلته هم أخوه ناصر مع ابنه وأخوه الأصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية. وحيا بوتفليقة الذي لم يظهر أمام الجزائريين مباشرة وليس عبر الإعلام منذ سنتين، المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم بأصبع يده اليسرى في سجل الناخبين بدون أن يدلي بأي تصريح. وغير بعيد عن حي الأبيار صوت منافسه الأكبر علي بن فليس في حيدرة حيث ذكر بتحذيره من التزوير. وقال «أما أن العملية الانتخابية تكون نظيفة نقية غير مشوبة بالتزوير وتذهب الجزائر إلى المستقبل والأمان وإن كان عكس ذلك فإن الأزمة ستتعمق». وأضاف: «أعلموني أن التزوير بدأ في بعض الأماكن، وسأعلق على ذلك عندما تصلني كل المعلومات». وبدأ الجزائريون عملية الاقتراع الخميس في انتخابات رئاسية يبدو فيها الرئيس بوتفليقة الأوفر حظا للفوز بولاية رابعة، مع تحذيرات من التزوير ونداءات للمقاطعة. وأعلنت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة بلغت في الساعة الثانية ظهرا 23,25%. وفي رئاسيات 2009 التي فاز بها بوتفليقة بلغت نسبة المشاركة بعد إغلاق مكاتب الاقتراع 74,11%. ويتنافس في الانتخابات بالإضافة إلى بوتفليقة وخصمه الأول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية. ويعمل على تأمين الانتخابات أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية حوالي 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للإدلاء بأصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت . وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني تجنيد 186 ألف شرطي لتأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية في 27582 مكتب اقتراع. من جهتها، جندت قوات الدرك الوطني المكلفة بالأمن في المناطق الريفية أكثر من 78 ألف دركي، بالإضافة إلى الضباط المشرفين عليهم. ويترشح بوتفليقة لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية التي أعقبت اصابته بجلطة دماغية العام الماضي استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة أشهر للعلاج في باريس. وما زال الرئيس يخضع لإعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق. ودعا بوتفليقة الذي غاب عن تنشيط الحملة الانتخابية، الجزائريين إلى التصويت وعدم الاستجابة لنداء المقاطعة. وبالنسبة لبوتفليقة الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية بسبب مرضه فإن "الامتناع عن التصويت إن كان من باعث نزعة عبثية، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها. ودعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات احمد بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الخميس، واقترحوا مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 إبريل. وشكلت نسبة المشاركة في الانتخابات تحديا دائما بالنسبة للسلطة، المتهمة بتزويرها تماما كما تزور نتائج التصويت، بحسب المعارضة.