فى عز الموسم وقبيل موعده الرسمى بنحو شهر أو يزيد بدأ الأوكازيون الصيفى ال«فايف ستارز» فى جميع محال الملابس الشهيرة «الماركات» بالمولات والمراكز التجارية والأحياء الراقية».. أما محال وسط البلد والمناطق الشعبية فتنتظر أوكازيون الحكومة الرسمى، الذى يبدأ يوم الاثنين الموافق 3 أغسطس المقبل. الكبار فى عالم الملابس الجاهزة، والذين يستهدفون «زبائن» معينة قرروا بدء الأوكازيون مبكرا على أمل التخلص مما لديهم من بضائع حتى لو بنصف الثمن بعد أن خذلهم الموسم القصير، الذى لم يتجاوز ثلاثة أشهر وربما ساعدهم على اتخاذ قرار التخفيض الكبير أن أسعارهم من البداية مرتفعة إلى جانب ضعف الأمل فى نهاية قريبة للأزمة الاقتصادية وحدوث رواج نسبى بالإضافة إلى ثمة سبب آخر هو شهر رمضان الذى يأتى لأول مرة منذ سنوات طويلة فى عز الموسم. «الحالة تعبانة» الحالة الاقتصادية للبلد «تعبانة» والناس ليس لديها فائض من المال للشراء.. هذا ما يؤكده رضا عايد مدير فرع «ويف» الهرم التابع للشركة الفرنسية للتجارة والتوكيلات، قال إن الشركة قررت بدأ الأوكازيون مبكرا هذا العام على أمل كسر حالة الركود، التى ضربت المبيعات هذا الموسم بما لا يقل عن 60% مقارنة بالسنوات السابقة، وقد بدأنا الأوكازيون بنفس نسب الخصم السنوية، التى اعتدنا عليها فى الموعد التقليدى، الذى كان يبدأ عادة فى أغسطس من كل عام. رغم أن الأوكازيون بدأ منذ أكثر من أسبوع لدى محلات «ويف» ورغم أنه يخاطب زبونا معينا إلا أن الإقبال ليس كبيرا حتى الآن حسبما يقوله «رضا» الذى يرى أن الظروف الاقتصادية للبلد أثرت على القوى الشرائية للناس، فعلى سبيل المثال تراجع السياحة أدى إلى ضعف إقبال شرائح مثل العاملين فى البازرات والفنادق وعودة العاملين من الخليج أيضا لها نفس الأثر. فى مول «سيتى ستارز» الشهير بدأت مئات المحال «أوكازيون» جماعيا بنسب تخفيضات متفاوت يبدأ من 20% ويصل 70% فى بعض المحال، وفى محل «سيبرت» التابع لشركة الثوانى يقول محمد حسن إنهم بدأوا موسم التخفيضات منذ نحو ثلاثة أسابيع بناء على قرار الشركة الأم فى الخارج، ويؤكد أن حركة البيع ليست كبيرة رغم معدلات الخصم الهائلة معللا ذلك بالأزمة الاقتصادية، التى ما زالت تؤثر على حركة السوق إلى جانب دخول «ماركات» جديدة السوق مما أدى إلى منافسة ساخنة فى الأسعار. أوكازيون شرعى أوكازيون الكبار هل يتمتع بالشرعية وهل يحصل على تصريح من وزارة التجارة والصناعة مثلما يحدث فى الأوكازيون الرسمى؟ يقول اللواء محمد أبوشادى رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة إن من حق الوزير استثناء أى محل من الموعد الرسمى . للأوكازيون وهذه المحال تقدمت بطلبات رسمية منذ نحو شهر لبدء الأوكازيون فى وقت مبكر عن موعده الرسمى، وقد عرضنا هذه الطلبات على الوزير الذى وافق عليها طالما أنها تحقق مصلحة المحل، والمستهلك فى نفس الوقت وهذه المحال أعلنت فى طلباتها عن نسب الخصم، والتى تتراوح بين 10% و50%، ويقوم القطاع بحملات على هذه المحال للتأكد من نسب الخصم المعلنة وكذلك الأسعار قبل وبعد التخفيض لنتأكد من مدى صدقها. ويوضح أبوشادى ما أثير حول الأوكازيون الرسمى من مواعيد متضاربة ما بين شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية وبين قطاع التجارة الداخلية قال إن قانون التجارة والبيوع التجارية نظم إجراءات التصفية بواقع مرتين فى العام فبراير لموسم الشتاء وأغسطس لموسم الصيف، وقد فوجئنا بشعبة الملابس الجاهزة تعلن أن موعد الأوكازيون الصيفى يوم 24 أغسطس دون أى تنسيق أو عرض رسمى على القطاع.. وكان يجب على الشعبة أن تتقدم بالموعد الذى تراه مع المبررات، التى تراها إلى القطاع لدراستها، وهذا لم يحدث وعلى ذلك فقد تقرر أن يكون الموعد الرسمى لبدء الأوكازيون هو الأسبوع الأول من أغسطس، وبالتحديد الاثنين الأول ومن حق المحل أن يشارك فيه لمدة أسبوعين ويمكن تجديدها وإذا كانت مشكلتهم شهر رمضان فسوف نمد الأوكازيون حتى العيد وبداية الدراسة فنحن نهدف إلى الصالح العام سواء التجار أو المستهلك. «فهمونا غلط» «نحن لنا وجهة نظر معينة لكن فهمونا غلط».. يشرح محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية القصة «الشعبة طلبت أكثر من مرة أن يتم التنسيق معها حول الموعد المناسب للأوكازيون وأن يتم أخذ رأينا قبل تحديد الموعد وليس بعده وذلك لصالح السوق فنحن شعبة تضم نحو 20 ألف مصنع، وهى أقوى شعبة فى الغرفة، وتأتى قبل البقالة، ونحن فى النهاية لا نفرض رأيا على الوزارة فدورنا استشارى واسترشادى ونهدف إلى توفيف مصالح المستهلك والتجار والدولة. يرى محمود الداعور أن الموعد الذى تم تحديده مع اللواء أبوشادى للأوكازيون مناسب، وكان يمكن أن يكون قبل ذلك بأسبوعين مراعاة لدخول شهر رمضان متوقعا إقبالا ضعيفا على الأوكازيون بسبب تداخل المواسم رمضان والعيد والموسم الدراسى، حيث إن الشهر الكريم يحتاج مصاريف إضافية قد تؤثر على الفائض المتاح لشراء الملابس لأن الأولوية ستكون لملابس المدارس. «يحيى الزنانيرى» رئيس جمعية الملابس الجاهزة يؤكد أن السوق هذا العام سيئة جدا بسبب الظروف الاقتصادية العالمية وتأثيرها على السوق المحلية، مشيرا إلى أن البضائع راكدة فى المحال والمصانع تحاول تحريكها عن طريق التخفيضات الذاتية، التى تقوم بها كثير من المحلات أو المشاركة فى الأوكازيون. يرى الزنانيرى أن دخول شهر رمضان فى فترة الأوكازيون سوف يقلل من الطلب لأن الأيام العشرة الأولى من رمضان عادة لا تشهد حركة على شراء الملابس مما يقلل من الفترة الحقيقية للأوكازيون. ويؤكد الزنانيرى أن الموسم «مضروب» هذا العام، فالمصانع لم تتح لها فترة مناسبة للبيع بالأسعار العادية لأن الموسم الحقيقى يبدأ بعد انتهاء الثانوية العامة، والتى تأخرت هذا العام وفوجئنا ببدء الأوكازيون الصيفى فى كثير من المحال، كما أن الأوكازيون الرسمى على الأبواب. يشير الزنانيرى إلى أن حركة البيع العام الحالى كانت الأقل مقارنة بالسنوات الخمس الأخيرة، فالمصانع لم تتمكن من بيع سوى 25% أو 20% من المتاح لديها من البضائع سواء إنتاج محلى أو مستورد، لافتا إلى أن المصانع هى التى تتحمل ثمن الأوكازيون بالكامل وليس المحال، التى تحتفظ بهامش الربح الخاص بها، ويأمل أن يحرك الأوكازيون السوق، فالصناعة كما يقول لن تتحمل ضربات أخرى خاصة أن 50% من حجم السوق بضائع مهربة.