فى منطقة المهندسين، وبالتحديد 5 شارع البترول بميدان لبنان، حيث مقر حملة المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحى، توافد مسئولو جمع توكيلات التأييد على المقر من مختلف محافظات الجمهورية لتسليم ما تمكنوا من جمعه من التوكيلات. الحملة فتحت أبوابها لتلقى التوكيلات من خلال فاعلية أطلقتها يوم الخميس الماضى حتى منتصف ليل الجمعة بمقرها الرئيسى فى المهندسين، ومقرها الآخر بمنطقة الدقى، مقر الحملة الرئيسى ينقسم إلى طابقين، فى الأول، تكسو صور صباحى الحائط المواجه لمدخل المقر يتوسطها صورة كبيرة للشهيد محمد الجندى، وتسمى هذه القاعة باسمه، يتجمع أعداد من الصحفيين ومندوبى القنوات التليفزيوينة يترقبون المشهد ويتابعون توافد مسئولى محافظات والمواطنين إلى مقر الحملة. كما يتواجد عدد من الرموز الشبابية كحسام مؤنس، مدير الحملة الانتخابية، وحسن شاهين، مسئول العمل الجماهيرى، يتابعون عملية جمع التوكيلات، ويدلون بتصريحاتهم إلى وسائل الإعلام، فى الدور العلوى. فى غرفة جانبية، يتولى عملية جمع ورصد أعداد التوكيلات لجنة تضم مجموعة من شباب الحملة يرأسهم حازم نعيم، الذى قال ل«الشروق»، إنهم يعملون على رصد أعداد توكيلات كل محافظة على حدى، وكلما انتهوا من واحدة بدأوا فى الأخرى، ويتركز عملهم على التأكد من إتمام 15 محافظة للعدد المطلوب من التوكيلات وهو 1000 توكيل. فى قاعة الاجتماعات والضيافة بالدور الثانى بمقر الحملة، كان صباحى على موعد مع استقبال استمارات تأييده مرشحا رئاسيا من قيادات حملته بالمحافظات، كان بينهم وفد القليوبية الذين سلموا التوكيلات وهم يرددون: أمانة البسطاء بين يديك.. هؤلاء أعطوك صوتهم لتعودهم على إنك تقول لا ضد كل ظالم، وما كان بصباحى إلا ليقبل حقيبة التوكيلات وهو يردد: الخير لنا». الساعة تقترب من السادسة، يدخل نور الغريب، 39 عاما، إلى المقر بصحبة زوجته وطفليه، لتسليم التوكيلين اللذين حررهما الأب والأم تأييدا لصباحى رئيسا للجمهورية، مرددا بسعادة غمرت وجهه لحفاوة استقباله بمقر الحملة: «صوتنا لصباحى علشان هو يستاهل صوت كل مصرى». أعضاء الحملة حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع نور وأسرته لدى تسليمهم التوكيلات وتلويحهم بعلامة النصر بفوز حمدين بالرئاسة، يقول نور: مؤمن بفكرة صباحى، وأتوقع فوزه بالرئاسة لتعبيره عن الثورة وأحلام الناس التى لم تتحقق من 25 يناير. نور دعم صباحى فى الانتخابات الرئاسية الماضية ويواصل دعمه له فى الانتخابات المقبلة بتحريره توكيل التأييد: طالما المبدأ وصول الثورة للحكم.. لازم صوتنا يكون لصباحى». على الرغم من توقعها منافسة ساخنة مع المشير السيسى إلا انها واثقة فى وصول صباحى للحكم، تقول الزوجة سها كامل: حمدين يملك البرنامج الذى يحقق مطالب المصريين وصدق نواياه سيمنحه لقب الرئيس بغض النظر عن شعبية خصمه عبدالفتاح السيسى». بينما كان أعضاء الحملة المركزية يستقبلون توكيلات الترشح من المواطنين المؤيدين لصباحى، جلس منسقو الحملة فى القاهرة على طاولة مستديرة بقاعة الشهيد محمد الجندى يتسامرون حول مستقبل الحملة وطرق جمع التوكيلات قبل إغلاق باب الترشح إلى رئاسة الجمهورية. السيسى يتواجد يوميا أمام مكاتب الشهر العقارى فى الدقى أو شارع مراد لضمان حصوله على أكبر عدد من التوكيلات التى يحررها المواطنون لصالح حمدين، يقول الشاب: نكثف من نشاطنا مع اقتراب غلق باب الترشح وتحرير التوكيلات لرغبتنا فى تخطى حاجز ال25 ألف توكيل الذى حددته اللجنة العليا». على بعد أمتار من المقر الرئيسى لحملة صباحى، لابد أن تمر بكشك عم عبدالله أو «كشك المحور» كما كتب على لافتة معلقة أعلى الكشك الذى يتواجد على أطراف الشارع المؤدى لمقر الحملة، يتشارك فى إدار العمل بالكشك مجموعة من الشباب القادم من الصعيد، من بينهم ناصر، يقول ناصر العديد من المارة يتساؤلون عن عنوان مقر صباحى، ألوح لهم بيده نحو الجهة التى يتواجد بها رغم أننى لا أعلم مكانه بالتحديد. ويستكمل ناصر حديثه: أنا أؤيد السيسى رغم أنى صعيدى ونجاح السيسى فى القضاء على الفوضى والشغب وعودة الأمن يعنى القضاء على السلاح وهو مهم عندنا»، ويوضح ناصر أنه منذ تنحى مبارك عن الحكم حتى نهاية حكم الإخوان حرص أهالى سوهاج على حمل السلاح 24 ساعة، أما مع بداية الفترة الانتقالية «بقينا نطلعه وقت العوزة بس».