«كامل العدد».. هكذا كان حفل توقيع أحدث روايات الكاتب يوسف زيدان «جونتانمو» آخر إصدارات دار الشروق، والذي تم عقده بمكتبة الشروق فرع الزمالك، أمس الأربعاء. تعتبر «جونتانمو» ثاني رواية في الثلاثية التي حكي عنها زيدان من قبل، وتتناول البؤر السوداء في العالم أو بقول آخر «السجون والتعذيب»، حيث كان أول تلك الثلاثية رواية «محال» والثالثة ستكون «نور». في بداية حديثه، قال يوسف زيدان، إن: "الاسم على غلاف الرواية مكتوب كما ينطق تمامًا، وإنه تعمد فعل ذلك حتى في النصوص القرانية داخل الرواية، رغم اعتراض بعض الشيوخ، إلا أنه أراد أن يوضح للناس حقيقة أن "القرآن المكتوب حاليًا مكتوب بالرسم العثماني وهذا لا يعني بالضرورة الالتزام برسم الكلمات كما جاءت، مثل "السماوات" تكتب في القرآن السموات"، على حد قوله. وحول إصدار روايات «محال وجونتنامو» في وقت ينتظر القراء رواية تاريخية على نفس نهج «عزازيل والنبطي»، ذكر زيدان، أن "الزمن أحيانًا يجبر الكاتب على تلك الاختيارات، فمن غير المعقول أو من الوقاحة أن تكون الأجواء في مصر مشتعلة والناس بتموت في محمد محمود مثلا، وأترك كل ذلك وأرجع بهم 100 عام للوراء، فجزء من احترامي للقارئ أن أعاصر الزمن"، بحسب تعبيره. وفيما يتعلق بالشخصية الرئيسية بروايته، أوضح يوسف زيدان أنه "كونها عن طريق تجميع أكثر من شهادة لسجناء حقيقين، بالإضافة إلى شخص لم يسجن لكنه كان شخصية ملهمة جدا". وفتح زيدان المجال للحضور لتوجيه أسئلتهم، وكان السؤال الأول حول عدم واقعية وقائع التعذيب المذكورة بالرواية، الأمر الذي رد عليه الكاتب بحسم، قائلا: "لا توجد واقعة حدثت في جونتانمو لم تذكر في الرواية، لكن ما يجعل البعض يراها أخف وطأة هي أن الناس اعتادت رؤية ما يحدث في صور، والصورة أكثر قدرة على التأثير على نفس المشاهد عن الوصف". وردًا على سؤال لأحد القراء حول معنى غلاف رواية «جونتانمو»، أشار يوسف زيدان إلى أنه اعتاد ألا يتدخل في الغلاف، لأن وظيفته ككاتب تنتهي بالكتابة، أما الغلاف فيسأل عنه الفنان وليد طاهر. وخلال النقاش مع القراء الحاضرون، تطرق الحديث إلى الثورة والأوضاع في العالم العربي، الأمر الذي اعتبر زيدان، أن "ما يحدث في مصر الآن هو صراع وصدام ثقافي وليس سياسي".