دعا فنانون ومثقفون، الرئيس القادم لمصر، إلى تبنى مشروع شامل للنهضة، يتضمن رؤية محددة لاستعادة قوة مصر الناعمة، بعد «أربعين عاما من الانهيار والتراجع»، وذلك خلال مشاركاتهم فى برنامج «صالون التحرير» مع الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، على فضائية التحرير أمس، مؤكدين ضرورة اهتمام الدولة بالصناعات الإبداعية ودعم الفنون، فى إطار مشروع كامل لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها فى المرحلة المقبلة. وشارك فى الصالون كل من: المايسترو سليم سحاب، المخرج الكبير محمد فاضل، والكاتب المسرحى والسيناريست الكبير يسرى الجندى، الشاعر الكبير جمال بخيت، المؤلف والمنتج الشاب محمد حفظى، والدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية. وعن تراجع الموسيقى، قال المايسترو سليم سحاب: المشكلة بدأت مع ظهور ملحنين لا ترقى موهبتهم لمن سبقوهم من الموسيقيين الكبار، فحاولوا التغطية على مستواهم المتواضع باختراع كلمة الأغنية الشبابية، وكانت هذه هى الطامة الكبرى، فبدأت ما أسميه مرحلة اللا مرحلة، غاب عنها وجود طابع عام يمكن اعتباره عنوانا لها، إلا المستوى الهابط. وقال المخرج الكبير محمد فاضل: أى مرشح رئاسى لابد أن يهتم بالقوة الناعمة، لأن الاستعمار لم يعد كما كان من قبل، بل أصبح هناك استعمار عن بعد، لذا فالقوة الناعمة، هى سلاح فتاك، وعلى أى مرشح رئاسى الاهتمام بالقوة التى لم تعد ناعمة، لأنها داخلة فى الأمن القومى المصرى، مثلما يهتم بالجيش والمياه والتعليم، آن الأوان أن يأخذ الابداع الأدبى والفنى والثقافى دوره كسلاح رئيسى فى معركة مصر فى هذه الأيام. وتدخل الكاتب الكبير يسرى الجندى قائلا: أرى أن احتياجنا للقوة الناعمة فى الداخل أكبر، وتقويتها فى مواجهة الخارج يبدأ بالداخل، لأن لدينا مشكلة كبيرة جدا فيما يتعلق بالثقافة والفنون. وقال المؤلف والمنتج محمد حفظي: حين تنظر لحجم المشاكل فى البلد، لابد أن تحدد أولويات تبدأ بالأكل والرواتب، ومع ذلك نحن بحاجة للقوة الناعمة أكثر من أى وقت, وانتقل الحديث إلى الشاعر جمال بخيت فقال: نعيش فى مرحلة انتقالية منذ ثلاث سنوات ساد فيها الارتباك، والمأساة بدأت منذ حوالى أربعين سنة عندما تم النظر لهذه القوة الناعمة، باعتبارها إما أن تكون فى خدمة النظام أو يدوس عليها النظام، فصارت مهمشة ويتم استخدام القشور منها كالاحتفالات السنوية التى يتم التغنى فيها بالرئيس. هنا توجه السناوى للدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، بسؤال حول المفهوم العلمى للقوة الناعمة، فرد قائلا: القوة الناعمة هى المعاكس للقوة الصلبة. القوة الصلبة هى العنف والإكراه والرشوة، أما الثالثة فهى القوة الناعمة بأن تقنعه أن ما تريده يمثل مصلحته، وقد تحققت على مدار التاريخ بدرجات متفاوتة، ومرت بفترات صعود وانحدار، والصعود له شبه قوانين، ولكى تصعد القوة الناعمة المصرية، لابد أن توجد سياسة أولا لأنها لا تقل أهمية عن القوة الصلبة. وتحدث بخيت عن ضرورة تفعيل الدولة للمادة 69 من الدستور المتعلقة بحماية الملكية الفكرية فى الدستور، وقال: من الضرورى تنظيم مؤتمر قومى للإبداع المصرى بكافة مجالاته، ليضع المبدعون تصوررا لمطالبهم وخطة عمل لتنفيذها بواسطة أى رئيس قادم.