يتزايد الحديث فى الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية عن قرب اتخاذ البحرين خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل، وذلك منذ دعا ولى عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، قبل أيام القادة العرب إلى مخاطبة الإسرائيليين من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية لتسهيل جهود السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس أن «البحرين تبدو كمرشح قوى للتحرك نحو التطبيع مع تل أبيب»، مضيفة أن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، جورج ميتشل، المتوقع أن يزور إسرائيل الأحد المقبل، من المتوقع أيضا أن يلقى خطابا فى البحرين. ولفتت إلى أن البحرين دولة موالية للغرب تحكمها أسرة سنية وتضم أغلبية شيعية، وهى حليف مقرب للولايات المتحدة، وتستضيف الأسطول الأمريكى الخامس، وقد عينت فى العام الماضى يهودية كسفيرة لها فى واشنطن. وقال مسئولون إسرائيليون للصحيفة: رغم أننا سنرحب بشكل واضح بأى بادرة أو تحرك من قبل البحرين فإن هذا البلد لا يمتلك دورا قائدا فى العالم العربى، ولا يبدو أن بمقدوره تمهيد الطريق أمام دول عربية أخرى، مثل السعودية، كى تتخذ خطوات باتجاه التطبيع. وقال أحدهم: «سنرحب بأى بادرة بحرينية، لكنها لا تعنى شيئا بالضرورة»، مضيفا أن «السؤال هو: أى تأثير ستلعبه البحرين على دولة أخرى؟ ولا توجد سوى إجابة واحدة: هذه البادرة أفضل من لا شىء، غير أن تحركات البحرين لن تغير أى شىء فى الرأى العام العربى ولا السياسة العربية». وبحسب مصادر رسمية أمريكية فإن ضغط الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على إسرائيل لوقف الاستيطان تماما فى الضفة الغربيةالمحتلة، يوازيه ضغط أمريكى متساو على العالم العربى للتحرك نحو التطبيع. وذكرت الصحيفة بلقاء الرئيس الأمريكى مع العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فى الرياض يوم الثالث من يونيو الماضى، والرسالة التى بعث بها أوباما فى وقت سابق من هذا العام إلى العاهل المغربى، الملك محمد السادس، ودعاه فيها إلى «أن يكون قائدا فى جسر الهوة بين إسرائيل والعالم العربى»، لكنه شدد على أن هذه التحركات الأمريكية لم تأت بتأثير ملموس. وتصاعد الحديث عن التطبيع مجددا مع قول ولى عهد البحرين فى مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الجمعة الماضى: «نحن العرب لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الإسرائيلى». وأضاف: «علينا أن نتقدم الآن نحو سلام حقيقى من خلال التشاور مع شعبنا وتوعيته، وكذلك من خلال مد اليد إلى الشعب الإسرائيلى لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقى». وبالرغم من أن البحرين لا تعترف بإسرائيل، فإن وزير خارجيتها، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قد دعا فى أكتوبر الماضى إلى تأسيس تجمع شرق أوسطى يضم إضافة إلى الدول العربية كل من إسرائيل وإيران وتركيا. ولا ترتبط سوى مصر والأردن بمعاهدة سلام مع إسرائيل. وتدعو الدول العربية إسرائيل إلى القبول بمبادرة السلام العربية التى تقترح تطبيعا عربيا مع تل أبيب، مقابل انسحاب الأخيرة إلى حدود ما قبل حرب يونيو 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. غير أن إسرائيل ترفض التجاوب مع المبادرة منذ تبنتها قمة بيروت عام 2002، مطالبة بتعديلها.