قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية، إن مصر لم تأتِ إلى القمة العربية في الكويت من أجل المصالحة مع قطر، وأنه لا يوجد أي شيء يبشر بحدوث انفراجة قريبة في علاقات البلدين. خلافنا مع الدوحة ليس "زعلة عابرة" وأوضح فهمي خلال تصريحات لعدد من الصحف في مقر إقامته بالكويت، أن المشكلة لم تكن في يوم من الأيام بين مصر وقطر، بل بين غالبية الدول العربية وقطر بشأن دور الأخيرة. مضيفًا أن السعودية والإمارات والبحرين هم الذين اتخذوا قرار سحب سفرائهم من الدوحة وليس بطلب مصري. مؤكدًا أنه عندما اتخذت القاهرة قرار سحب سفيرها من الدوحة فإن بعض العواصم العربية طلبت منا ألا نصعد أكثر من هذا، وعندما تأكدوا من سلوك قطر اتخذوا قرارهم بسحب السفراء. وذكر فهمي أن وزير الخارجية الكويتي زار القاهرة من أجل التهدئة، لكن هناك فجوة عميقة وحدة الجرح تجعل من شبه المستحيل حل كل المشاكل بين يوم وليلة وأقصى ما يمكن تصوره هو حدوث بعض المؤشرات التي ستحتاج وقتًا كي يتم اختبارها على الأرض فالموضوع "ليس زعلة عابرة بل أعمق من هذا بكثير". مؤكدًا أن المشكلة مع قطر لا تتعلق بالتهدئة بل بقرار سياسي من الدوحة. قطر لم ترد على طلبنا حتى الآن بتسليم الهاربين أوضح وزير الخارجية، أن مصر لم تتلقَ ردًا رسميًا حتى الآن من الدوحة بشأن المطلوبين المصريين الهاربين على أراضيها، مشيرًا إلى أن الرد من قطر يقول إن الملفات عير مكتملة ولذلك استعجلنا الرد مرة أخرى. وردًا على سؤال الشروق قال «فهمي»، إن القاهرة تلقت خلال الشهور الأربعة الأخيرة العديد من إشارات التهدئة من قطر، وأن مصر ليست مستهدفة بسوء من الدوحة لكن كل هذه الإشارات لم تكن مقنعة ولم يتم ترجمتها إلى خطوات عملية. ورفض الوزير الرد على سؤال بشأن وجود انقسام داخل الأسرة الحاكمة في قطر أو الحرس القديم والجديد، قائلا: "لا يهمني من يحكم في قطر لأننا نتعامل مع دولة وكل ما يهمنا أن يتغير الوضع الخطأ". أمريكا لم تفاتح مصر في ترشح السيسي وعلى جانب آخر، قال فهمي إن "أمريكا لم تتحدث معنا إطلاقًا عن ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمنصب الرئيس". مضيفًا أن "الحوار الاستراتيجي مع أمريكا الذي تحدث عنه كيري ليس مطروحًا في القريب العاجل". الموقف مع إثيوبيا ما يزال في مرحلة المناورات وحول أزمة سد النهضة، أوضح نبيل فهمي، أننا "لم نصل حتى الآن إلى نقطة المفاوضات الجادة ونحن الآن في مرحلة المناورات التفاوضية". مضيفًا "نحن انتقلنا من مرحلة حسن النية فقط إلى مزجها بإسماع صوتنا للخارج والضغط على أثيوبيا دوليا. وأكد الوزير، أن قضية سد النهضة ستأخذ وقتا والموضوع صعب ولن يكون هناك حل من جانب واحد، مضيفًا أن "مصر عرضت المشاركة في بناء السد وملكيته وإدارته أو أيا منهم". وتابع وزير الخارجية، قائلا: "قلنا للدول العربية التي تستثمر في إثيوبيا، أن هذا السد يؤثر علي الأمن القومي المصري، وعليكم أن تراعوا ذلك عندما تقدمون على هذه الخطوة". وذكر فهمي "أنه سلم بنفسه مذكرات بشأن خطورة السد على مصر لكل الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة". وردًا على سؤال ل«الشروق» أقر الوزير نبيل فهمي، أن مصر لم تستطع التأثير في موقف شركة "ساليني" الإيطالية التي تقوم ببناء السد حتى الآن. مشيرًا إلى أن مصر لا تملك دليلا قاطعا بوجود دول عربية تشارك بصورة رسمية في بناء أو تمويل سد النهضة.