استعرض المؤرخ إبراهيم عناني، عضو اتحاد المؤرخين العرب، في دراسة تاريخية، بعض السيدات اللاتي كان لديهن دور في دعم الحركات الوطنية. وبدأ عناني في دراسته بالكاتبة الفرنسية «جوليت آدم»، المرأة التي دعمت جهود الزعيم مصطفى كامل ضد الاستعمار، ففتحت له أبواب مجلتها لينشر مقالاته، كما أتاحت له فرصة الكتابة في الصحافة الفرنسية ولقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسيين، وظلت تتابع نشاطه في العالم ضد الاستعمار، ولبت دعوته بزيارة مصر في 19 يناير 1904. وأضاف «عناني»، في حديثه ل«الشروق» أنها أقامت بمصر ثلاثة أشهر نالت تكريم كبار الشخصيات والخديوي عباس الثاني، وعندما عادت إلى فرنسا كتبت عن رحلتها لمصر في مجلتها "لانوفيل ريفو" التى انتقدت تخاذل سياسة فرنسا تجاه مصر. أما «أوجيني» الإمبراطورة الفرنسية، فأشار عناني إلى أن الخديوي إسماعيل دعاها في افتتاح قناة السويس والتي تعرف عليها في زيارته للمعرض الدولي لفرنسا عام 1867 وقابلته بدلاً من زوجها ومنحها «ذهبية» فاخرة ذات أشرعة مثلثة الشكل أحضرها لها من مصر. وأضاف: «وعندما دعاها لحضور حفل افتتاح قناة السويس جاءت إلى مصر قبل موعد الافتتاح بثلاثة أسابيع وانزلها الخديوي إسماعيل بقصر الجزيرة، وعندما أبدت رغبتها في زيارة الأهرام أمر الخديوي بتمهيد الطريق المؤدي إلى الهرم وغرسه بأنواع من الأشجار النادرة». وقال إنه عندما رغبت «أوجيني» في مشاهدة أفراح مصرية استدعى الخديوي موظفًا شابًا، وقال له بصيغة الأمر «أنت ستتزوج هذا المساء»، وأقام لعرسه حفلاً فخمًا في قصره لتشاهده الإمبراطورة ثم رافقها في رحلة إلى الصعيد، عاد بعدها إلى القاهرة، وزارت بعض المناطق الأثرية ومتحف الآثار. وفي الإسماعيلية أضاف عنانى إنه أقام لها حفلات ثم عادت إلى القاهرة، وأبدت رغبتها في الطواف بالقاهرة علي ظهر حمار ورافقها الخديوي في هذا الطواف، وقامت الامبراطورة بإهداء الخديوي علبة ذهبية عليها صورة "إله الحب". ولفت عناني إلى أنها حزنت عليه كثيرًا عندما فقد عرشه، وبعد وفاة الخديوي إسماعيل راحت الإمبراطورة تزور مصر وتضع الزهور على قبره.