عقد المجلس الأعلى للجامعات، الخميس، اجتماعًا لبحث استعدادات الدراسة للفصل الدراسي الثاني، والذي يبدأ في 8 مارس المقبل، ومناقشة أهم القضايا والملفات الخاصة بالتعليم العالي على رأسها حكم عودة الحرس للجامعات وترشيح الدكتور أشرف منصور لتولي حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي. وناقش المجلس ردود فعل أعضاء هيئات التدريس وبعض مجالس الأقسام والكليات والتي انعقدت بصورة طارئة وتناولت الترشيح لمنصب وزير التعليم العالي وما أصاب المجتمع الجامعي من استياء وإحباط حول هذا الموضوع، خصوصًا أن المرشح للمنصب ليس على علم ودراية بمشاكل الجامعات الحكومية في هذا الوقت الذي تمر به الجامعات المصرية والحاجة الملحة الآن إلى ترشيح أحد القيادات الجامعية والتي لها خبرات كبيرة والمعايشة لواقع ومشكلات الجامعات المصرية والعمل الأكاديمي بها، وذلك حتى لا تتفاقم الأوضاع الحالية بالجامعات في هذا الوقت العصيب التي تمر بها البلاد، على حد قولهم. وناشد المجلس الأعلى للجامعات بالنيابة عن أعضاء هيئات التدريس والطلاب والعاملين بالجامعات، رئيس الوزراء المكلف بإعادة النظر في هذا الترشيح، وذلك دعمًا لجهود المجتمع الجامعي في لم الشمل ودعم الاستقرار خلال الفترة القادمة. وقالت مصادر ل«جريدة الشروق» أن المجلس ناقش استعدادات الدراسة؛ منها تكليف لجنة مكافحة العدوى التابعة لوزارة الصحة لمواجهة مرض الأنفلونزا الموسمية بالتنسيق مع الجامعات، بالإضافة إلى تكليف الجامعات وعمداء الكليات باتخاذ القرار المناسب للانتهاء من المناهج في هذا الوقت القصير من خلال مد اليوم الدراسي وإلغاء إجازة السبت حسب جدول كل كلية ومناهجها. وسيطرت حالة من «الصدمة» على بعض رؤساء الجامعات بعد علمهم بترشيح الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية لتولي حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي. وذكر مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي، رفض ذكر اسمه: «لم يحدث في تاريخ الوزارة اختيار وزير من جامعة خاصة لتولي حقيبة الوزارة». وحضر اجتماع المجلس الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالي المستقيل، ورؤساء الجامعات بينما تغيب عن الحضور الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وحضر نيابة عنه الدكتور عز الدين أبو ستيت، نائب رئيس الجامعة، كما تغيب الدكتور علي شمس الدين، رئيس جامعة بنها بالإضافة إلى الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، كما تغيب الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر. وخرج الدكتور حسام عيسى، الوزير المستقيل، من الاجتماع مبكرًا، وبسؤاله عن رأيه في ترشيح الدكتور أشرف منصور، قال «لا تعليق»، رافضًا أي حديث صحفي. وكانت لجنة الصحة بالمجلس الأعلى للجامعات قد اجتمعت أمس الأربعاء، مع مدير إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة ومدير مكافحة العدوى بالمستشفيات الجامعية ومدير المدن الجامعية بحضور الدكتور أشرف حاتم للمرور على المدن الجامعية والمستشفيات للتأكد من وجود جميع أساليب الوقاية من الأنفلونزا الموسمية قبل بدء العام الدراسي. ودشن عدد من الجامعات الحكومية والخاصة حملة علي موقع "فيس بوك" بعنوان "الحملة الطلابية ضد أشرف منصور وزيرًا للتعليم العالي"، موضحين أن قرار تعيينه على غرار حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وهي حكومة رجال الأعمال وحكومة تعارض المصالح لصالح أصحاب المصالح. وأضافوا أن أشرف منصور من أهم أعداء الحراك الطلابي داخل الجامعات ومن وجهة نظره أن العمل الطلابي «تابوت لا يمس داخل الجامعات»، بالإضافة إلى عدم تردده في فصل طلاب جامعته من أصحاب الرؤى السياسية والمطالبين بحق الطلاب في اتحاد يمثلهم، وتابعوا: «سبق له أن استعان بأفراد الأمن لضرب الطلاب وتكسير صناديق الاقتراع من الصناديق الخاصة بهم بعد 25 يناير 2011». في الوقت نفسه، ذكر مصدر مقرب من الدكتور أشرف منصور ل«جريدة الشروق» أن الوزير المرشح يحتاج لترتيب أوراقه الداخلية والملفات الجامعية والبحث العلمي ويقوم الآن بتجهيزها، قائلًا: «محتاج فترة لترتيب نفسه داخليًّا».