تتصاعد وتيرة الجدل السياسي الدائر، حول الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تؤكد كل الشواهد أن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، سيخوضها بعد استقالته من منصبه خلال أيام، ليصبح لدى مصر، حتى الآن، مرشحان رئاسيان يعرفهما الشارع السياسي خير المعرفة، فالأول والأسبق فى الإعلان عن ترشحه هو حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، الذي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2012. أما الثاني فهو المشير عبد الفتاح السيسي، الذي يقف على رأس المؤسسة العسكرية التي انضمت للشعب عقب ثورة 30 يونيو. للسيسي شعبية كبيرة، هذه العبارة التي تردد على ألسنة مؤيديه عبر الشاشات وفي المؤتمرات الداعمة لترشحه للرئاسة، تكتسب زخمًا أكبر حين تأتي على لسان عدد من أبرز المؤيدين السابقين لصباحي. المهندس عبد الحكيم، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومعه أعضاء أسرته، هم أبرز من بادروا بإعلان تأييدهم الصريح للسيسي باعتباره «امتدادًا لسيرة ومسيرة والدهم في محاولات النهضة بمصر وإعلاء راية استقرار قرارها وريادتها»، لكن هذا السبب المعلن لدعم السيسي كان أيضًا عبارة مكررة على لسان المهندس عبد الحكيم في جميع السرادقات الانتخابية التي حضرها بجوار «الناصري حتى النخاع» حمدين صباحي أثناء معركته الرئاسية التي طاف خلالها غالبية المحافظات عام 2012. لم يكن المهندس عبد الحكيم وحده في قائمة مؤيدي صباحي الذي اختاروا «التحوّل» نحو دعم السيسي، رغم أن الرجلين – السيسي وصباحي – ينهلان من معين واحد فيما يتعلق بحديث الاستقلال ورفض الهيمنة وإعلاء راية العدالة الاجتماعية، بل إن مراجعة تصريحات الطرفين في هذا المجال قد تصب في صالح كفة صباحي. مُؤذن الثورة سابقًا، كما كان يلقب في وسائل الإعلام، والذي حالفه حظه ليصبح وزيرًا للقوى العاملة والهجرة، في حكومة حازم الببلاوي، كمال أبو عيطة، هو واحد من أبرز رفاق صباحي الذي عبر عن قناعته بأفضلية السيسي في قيادة مصر في المرحلة القادمة وأنه «خليفة جمال عبد الناصر»، لكن رأيه قد يتغير بحسب قريبين منه خاصة أنه أقرب رفاق صباحي في مسيرته النضالية على مدار أربعة عقود من الزمن، وتوقع هؤلاء أن يعلن أبو عيطة عن دعمه الصريح لرفيق نضاله بعد احتدام المعركة الرئاسية. ورغم كون المخرج الشهير خالد يوسف واحدًا من مؤسسي التيار الشعبي، إلا أنه استبق اجتماعه الأخير الذي ناقش الموقف من ترشح صباحي، بإعلان تأييده الصريح للسيسي، لكنه حسم موقفه بدعم صباحي التزامًا بقرار التيار الشعبي بترشيح حمدين، وقالت مصادر حضرت اجتماع التيار أن يوسف أكد التزامه بقرار التيار رغم تحفظه سابقًا على ترشح حمدين. ويتذكر مؤيدو حمدين صباحي قصيدة، صوتي لحمدين صباحي، التي نظمها الشاعر الكبير جمال بخيت داعمًا لصباحي، في معركة الرئاسة عام 2012، لكن بحلول 2014 وبزوغ نجم المشير عبد الفتاح السيسي غير بخيت رأيه معربًا عن تأييده الصريح للسيسي. وكان الإعلامي يوسف الحسيني واحدًا من أبرز الإعلاميين المؤيدين لصباحي في معركة الرئاسة السابقة إلا أنه غير رأيه بعد أول ظهور إعلامي لحمدين بعد إعلان ترشحه للرئاسة، حيث كتب عبر حسابه على تويتر: «فخور أني صديق حمدين صباحي لكن لن أنتخبه». في مقابل كل ما سبق يتمسك مؤيدو صباحي ب«حلمهم الكبير»، وفيما يقر غالبيتهم ب«الشعبية الكبيرة للسيسي»، إلا أنهم يتمسكون بقدرة مرشحهم على المنافسة، وضرورة وجود انتخابات حقيقية.