باحث بالحركات الإسلامية يرصد ل«الشروق»: المصطلحات الإخوانية في معجم «الجيتو» السرى.. «الحلقة الأخيرة»

• الأزهر والأوقاف والحركات السلفية «مساجد ضرار» فى مناهج التربية الإخوانية
• الكهنوت والجندية والكتائب من مفردات التربية العسكرية فى أدبيات الإخوان
• العزلة الشعورية والاستعلاء على المجتمع «الجاهلى» فى المنهج القطبى
• الخارجون من التنظيم «خبث الدعوة».. والناس صنفان: إخوان وعوام
• تناجى.. كلمة يصف بها الإخوان كل نقاش خارج الأطر التنظيمية للجماعة
• تعذير.. إحدى العقوبات المستخدمة تجاه من قصر في تكليف أو تعليمات
ألقت الحلقتان السابقتان من هذا الملف الضوء على البناء الفكرى والتنظيمى لجماعة الإخوان، فتناولت الحلقة الأولى هيكل الجماعة، ومراتب العضوية داخلها، وشروط التصعيد لمستوياتها العليا، وأماطت الحلقة الثانية اللثام عن الركائز الأساسية التى تتناولها مناهج الإخوان، ويتربى عليها أعضاء الجماعة، وهى المرحلية، والتكفير، والقوة.
وفى هذه الحلقة، نتوقف أمام عدد من الكلمات والمرادفات الشائعة داخل تنظيم الإخوان، والتى تسهم بدور كبير فى تشكيل العالم الخاص للجماعة، أو «المجتمع الإخوانى» كما سماه محمود عبدالحليم فى كتابه الأشهر «أحداث صنعت التاريخ».
وتكشف هذه المرادفات عن مساحة مهمة من حقيقة الجماعة، وحالة «العسكرة» التى تهيمن على تنظيمها، كما تظهر مدى التماهى فى وجدان الإخوان بين الإسلام كدين والجماعة كتنظيم بشرى.
ويمكننا من خلال تبيان الاستخدام الإخوانى لهذه المرادفات أن نتعرف على أهم الوسائل التربوية عند الجماعة، ومكانة القيادات فى نفوس الأعضاء، وكيف استطاع المسئولون عن التربية فى الإخوان أن يوظفوا الكلمات فى عملية الانضباط التنظيمى، بإطلاق ألفاظ محل استنكار دينى على بعض الممارسات التنظيمية المرفوضة من قبل القيادات، أو التى يعتبرها الإخوان مؤثرة فى تماسك صف جماعتهم.
لا نكون مبالغين إذا قلنا إن للجماعة معجما خاصا، وقاموسا داخليا، لا يطلع عليه إلا أبناء التنظيم، من خلال معايشة طويلة، وهذا الفصل يقدم مجموعة مختارة من هذه المرادفات، التى يستخدمها أعضاء التنظيم فيمن بينهم، متجاوزين معانيها الشائعة، وبعض هذه المرادفات يعرفها عامة الناس، لكننا نقدم هنا الفهم الإخوانى لها، والتداول التنظيمى المستخدم من قبل أفراد الجماعة لهذه الكلمات.
• الدعوة:
إذا أطلق الإخوان كلمة الدعوة فإنهم يعنون بها جماعة الإخوان وتنظيمهم، فالإخوان فى نظر أعضاء الجماعة هى دعوة الإسلام، وفلان من أعلام الدعوة، أى من أعلام الإخوان، وخصوم الدعوة يعنى خصوم الجماعة، والسلطة تضطهد الدعوة الإسلامية، أى تضطهد تنظيم الإخوان، ولو فرضنا أن سلطة ما تحالفت مع الإخوان، واضطهدت غيرها من سائر الجماعات الإسلامية لم تكن بنظر الإخوان مضطهدة ل«الدعوة»، فالدعوة هى الإخوان.
• سهم الدعوة:
يعنى الإخوان بهذه العبارة الاشتراك الشهرى الذى يدفعه العضو، فجميع أعضاء الإخوان بمستوياتهم الثلاثة يدفعون مبلغا شهريا، ظل لفترة طويلة يقدر بنسبة 5% من دخل العضو، ثم قررت الجماعة زيادته إلى 7%، وهذا السهم هو الحد الأدنى الذى يلتزم به كل عضو فى التنظيم، ولا مانع من زيادته بتبرع غير ملزم.
• أخ:
تعنى هذه الكلمة فى لغة التنظيم الإخوانى (العضو) وفى كلام الإخوان فلان أخ، أى عضو فى التنظيم، وفلان ليس أخا، أى ليس عضوا، والإخوة هم أعضاء التنظيم، الذين تم تسكينهم فى أسر، ويدفعون اشتراكا ماليا شهريا، وفلان لم يعد أخا، أى ترك الجماعة، وعضوية التنظيم الإخوانى درجات متفاوتة.
• أشبال:
هم الأطفال وصغار السن الذين تحاول الجماعة السيطرة على عقولهم مبكرا، وإخضاعهم للهيمنة التوجيهية لشباب التنظيم، ويتم جمعهم بطرق ووسائل شتى سواء من أبناء أعضاء الجماعة، أو جيران المساجد والزوايا التى يهيمن عليها التنظيم، ويغلب أن تكون حجة تجميعهم هى تحفيظ القرآن، وتعليم بعض الآداب السلوكية، ويستخدم القائمون على أمر الأشبال وسائل لجذب الصغار، كالهدايا والمسابقات ولقاءات السمر ولعب الكرة.
- البنا.. أوهام التقديس
• أستاذ:
إذا ذكر الإخوان كلمة (الأستاذ) مجردة من اسم يتبعها، فهى تعنى المرشد العام، وفى كلام الإخوان: سننتظر رأى الأستاذ، والكلمة الأسبوعية للأستاذ.. وقد تستخدم هذه الكلمة داخل الأسر أثناء مدارسة المنهج التربوى للجماعة، ويعنون بها مؤلف الكتاب الذى يدرسونه، فيقولون: قال الأستاذ كذا وكذا، أى مؤلف الكتاب، ولا يستخدمون كلمة (المؤلف) أبدا.
• إمام:
إذا ذكر الإخوان لفظة (الإمام) مجردة فهم يعنون بها مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا، وإن كان يغلب على خطابهم استخدام تعبير «الإمام الشهيد».
• مأثورات:
مجموعة من الأدعية والأذكار النبوية، جمعها حسن البنا فى رسالة، وألزم الإخوان بتلاوتها بعد الفجر وقبيل الغروب، ورغم أن أذكار الرسالة كلها من أقوال الرسول ([)، إلا أن تكرار تلاوتها بنفس الترتيب الذى وضعه حسن البنا، جعل كثيرين يتعاملون مع مجموعة الأدعية وكأن البنا هو من وضعها، كما أن حرص الإخوان على تلاوتها مستمد من كون البنا هو جامعها، لا من كونها مأثورات عن الرسول عليه السلام.
• الرسائل:
الرسائل عند الإخوان تعنى مجموعة رسائل حسن البنا التى وضعها لأعضاء الجماعة، ويوليها قادة الجماعة وواضعو مناهجها عناية فائقة واهتماما كبيرا، ويكثرون من الاستشهاد بعباراتها، والاحتكام إليها، ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن رسائل البنا هى قرآن الإخوان.
• التعاليم:
التعاليم اسم لأهم رسائل حسن البنا، حيث ضمنها أركان البيعة، والأصول العشرين، وهى رسالة ذات طابع عسكرى، وكان البنا قد وضعها بالأساس لأعضاء النظام الخاص، ومع هيمنة أصحاب الأفكار العنفية والتكفيرية على التنظيم، أصبحت الرسالة مقررة على مرحلة المؤيد، حيث يدرسها من فى هذا المستوى قبل التصعيد إلى مرحلة المنتسب، لكن العلاقة بالرسالة لا تنقطع بعد التصعيد، حيث تتم دراستها باستمرار وباستفاضة وببطء فى مراحل العضوية المختلفة لما لها من أثر على حالة الجندية المطلوبة داخل التنظيم الإخوانى.
• الأصول العشرون:
هى عشرون فكرة رئيسية وضعها حسن البنا ليوضح بها فهمه الخاص للإسلام، وأهمها على الإطلاق الأصل الأول المعروف بأصل الشمول، والذى يفرض على عضو التنظيم أن يؤمن بأن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا، وأنه دولة ووطن، وحكومة وأمة، وركن الفهم هو الركن الأول فى أركان البيعة عند تنظيم الإخوان.
• تمكين:
التمكين عند الإخوان يعنى أن يكون التنظيم فى السلطة ليحكم بالإسلام، حيث إن إقامة الشريعة لا تتحقق إلا بوصولهم إلى السلطة، وفى أدبيات الإخوان نجد عبارة «فقه التمكين» كمقابل ل«فقه الاستضعاف»، مما يكشف الخطاب المرحلى للجماعة، واستباحتها أن يكون لها ظاهر معلن يخالف الباطن والحقيقة المخفية، فالاستضعاف، يبيح الكذب والخداع والوعود المرحلية، والتمكين، يمكن الجماعة من الاستعلاء بأفكارها وأهدافها ووسائلها.
أستاذية العالم يقصد الإخوان بهذه الكلمة، المرحلة الأخيرة من مراحل التمكين، التى تترتب تصاعديا هكذا: الفرد المسلم، البيت المسلم، المجتمع المسلم، الحكومة الإسلامية، الخلافة الإسلامية، ثم أستاذية العالم، وهى من الكلمات الفضفاضة، المتروكة للعنان، بحيث يحمل كل فرد فى الإخوان تصوره الذهنى لها، إذ لم يحدد حسن البنا مقصده منها، ولم يضع تعريفا واضحا لها.
- التنظيم يسيطر
• قسم التربية:
أهم أقسام الجماعة وأخطرها، وهو مسئول عن وضع المناهج التربوية، ودورات التصعيد، وتقسيم الأفراد وفق مراتب للعضوية، ويختار مسئوله الأعلى من بين أعضاء مكتب الإرشاد، كما أن هناك مسئولا للتربية بكل وحدة جغرافية، ويمارس هذا القسم دورا كهنوتيا متسلطا، حيث يحاسب الأفراد على العبادات، ومدى الالتزام بالصلوات فى جماعة، ومقدار الالتزام بورد تلاوة القرآن، ويجعل مسئولو القسم من هذه الشعائر وحجم الالتزام بها معيارا من معايير التصعيد داخل التنظيم، مما يحول أداء هذه العبادات احيانا إلى التزام شكلى، يبتغى رضا المسئولين.
• اللائحة:
اللائحة الداخلية لتنظيم الإخوان، تتضمن عددا من البنود تبين الهيكل التنظيمى للجماعة وصلاحيات مرشدها ومستوياتها القيادية، وقد ظلت قيادة التنظيم لعقود طويلة تتعامل مع اللائحة باعتبارها سرا من أهم الأسرار لا يجوز لأحد أن يطلع عليه، ولم يكن مسموحا لأى عضو بالجماعة أن يقرأها فضلا على أن يقتنى نسخة منها، كما أن النسخ التى أتيحت على شبكة الإنترنت كانت قديمة، ورغم محاولات التحديث، والوصول إلى نسخ أدق وأصح للائحة الإخوان، إلا أن قيادة الجماعة حرصت على عدم إتاحة التعديلات الأخيرة، ويمكننا أن نقول، إنه حتى الآن، لم تنشر اللائحة الداخلية للإخوان كاملة مع أحدث ما أدخل عليها من تعديلات، وقد عاش كثيرون لعقود كأعضاء فى التنظيم، دون أن يطلعوا على اللائحة الداخلية للجماعة، أو يروها بأعينهم، بل إن حرص القيادات على احتكار الاطلاع على اللائحة جعل ممن يذكرها مجرد ذكر موضع شبهة وارتياب.
• تصعيد:
كلمة يستخدمها الإخوان للتعبير عن نقل عضو أو مجموعة أعضاء من مستوى عضوية معين إلى المستوى الأعلى التالى مباشرة لما قبله، كالانتقال من مرحلة المؤيد إلى مرحلة المنتسب، أو الانتقال من مستوى المنتظم إلى مستوى العامل.. وللتصعيد فى تنظيم الإخوان دورات لابد للعضو من اجتيازها، وشروط لابد من حيازاتها، والتدقيق الشديد فى شروط التصعيد هو أحد أهم أسباب تماسك التنظيم الإخوانى وقوته.
• تعذير:
التعذير إحدى العقوبات المستخدمة داخل التنظيم الإخوانى تجاه من قصر فى تكليف أو تعليمات، وهى قريبة من فكرة «التكدير» داخل الجيوش، إذ هى لا تقتصر على التعنيف الكلامى، بل تتعداه إلى عقوبات بدنية أو مالية، كالأمر بالمشى مسافة طويلة، أو المبيت ليلة على الأرض، أو فرض نوع من مقاطعة الإخوان للمعذر عدة أيام.
• الثقة:
ركن من أركان البيعة التى وضعها حسن البنا للإخوان، ويعنى الإخوان بهذه اللفظة ثقة الأفراد فى قيادات التنظيم ثقة مطلقة عمياء، وتتعامل الجماعة مع ركن الثقة كأساس لا تقوم الجماعة إلا به، ويتم الإلحاح على معناها بصفة دائمة فى مختلف الاجتماعات التنظيمية والتربوية، كما أن أفراد الإخوان يتبارون فى إظهار ثقتهم المطلقة فى مستوى أعلى مهما أدت الثقة إلى إلغاء العقل وقبول الغرائب بل والمستحيلات، وإذا أخبرت قيادة التنظيم الأعضاء بخبر أو معلومة، ثم أجمعت الأدلة والبراهين على كذبها وبطلانها، ونفاها أهل الأرض جمعيا، تمسك الأفراد بما قالته القيادة ودافعوا عنه بإصرار لا يلين إعمالا لركن الثقة.
- آفات محرمة
• تناجى:
التناجى لفظة يصف بها الإخوان كل نقاش نقدى خارج الأطر التنظيمية الرسمية للجماعة، وهى لفظة استخدمها القرآن للإشارة إلى من يفتون فى عضد المجتمع الإسلامى فى المدينة بالإشاعات، «إنما النجوى من الشيطان»، وأى حديث بين عضوين يحمل نقدا لقيادة التنظيم أو مواقف الجماعة السياسية، أو الأداء الإدارى للمسئولين هو تناجى مذموم ومحرم، ومن لديه ملاحظات أو اعتراضات أو نقد فعليه أن يذكرها لنقيبه داخل اجتماع الأسرة، وإلا كان واقعا فى التناجى المذموم، وآثما بهذا النقاش، وتواجه الجماعة أى مظهر للتناجى بكل حسم.
• عوام:
يعنى الإخوان بكلمة عوام، كل من ليس عضوا فى التنظيم، مهما بلغت ثقافته وعلمه، فالناس بنظر الجماعة قسمان: إخوان وعوام، الإخوان هم أعضاء التنظيم، والعوام غيرهم، حتى ولو كانوا من حملة أعلى الشهادات العلمية.
• خبث:
كلمة يطلقها الإخوان على من ترك الجماعة، أو لم ينجحوا فى تجنيده، وخبث الدعوة أى تاركوها بالاستقالة أو الإعراض، وأصل التعبير مشتق من حديث نبوى يقول «المدينة تنفى خبثها»، فوضع الإخوان جماعتهم مكان المدينة، وأطلقوا الكلمة وراء من يتركهم باعتباره خبثا تخلص منه التنظيم.
• مسجد الضرار:
يطلق الإخوان هذا الوصف على كل مؤسسة إسلامية مناوئة لهم، أو لا تحمل أفكارهم، أو عجزوا عن الهيمنة عليها، وقد أصل سيد قطب لهذه الفكرة عند تفسيره للآية 107 من سورة التوبة «والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل...» حيث يقول فى تفسيره «هذا المسجد لايزال يتخذ فى صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التى يتخذها أعداء هذا الدين تتخذ فى صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه! وتتخذ فى صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتتمترس وراءها وهى ترمى هذا الدين! وتتخذ فى صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام...» وعند تنزيل كلام قطب على الواقع، يضرب أفراد الإخوان داخل الأسر أمثلة لمسجد الضرار بالأزهر، أو السلفيين، أو وزارة الأوقاف، أو بأى نشاط إسلامى لا ينضوى تحت لواء الإخوان.
- آثار قطب
• الظلال:
كتاب سيد قطب الشهير لتفسير القرآن، ركز فيه مؤلفه على فكرة الحاكمية، وجاهلية المجتمع، واعتبار أن الأمة الإسلامية لا وجود لها اليوم على ظهر الأرض، وجميع أفراد الإخوان فى كل مستويات عضويتهم يدرسون القرآن الكريم من خلال هذا الكتاب، وترفض قيادة الجماعة ومسئولو الأسر أن يقوم العضو بتحضير مادة القرآن من أى تفسير آخر سواء كان تراثيا أم معاصرا، فالآيات المقررة للدراسة تفهم فقط من خلال ما سطره سيد قطب فى الظلال.
• المعالم:
اختصار عنوان كتاب «معالم فى الطريق» لسيد قطب، وهو أخطر كتاب فى تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة بكل فروعها على مستوى العالم، ونَظر فيه قطب لأفكاره الرئيسية عن الجاهلية، والحاكمية، والعزلة الشعورية، واستعلاء الإيمان، وقد تربى عليه كل أفراد الإخوان، كما اتخذت منه جماعات العنف فى العالم أجمع مرجعية ودستورا.
• عزلة شعورية:
إحدى الأفكار الرئيسية لسيد قطب، وهى راسخة فى تنظيم الإخوان، وعنى بها سيد قطب أن يخالط الفرد فى التنظيم الإسلامى أبناء مجتمعه مخالطة ظاهرية، دون أن ينغمس فى جاهليتهم وكفرهم، وذلك بأن يكون فى حالة من الانفصال الشعورى والوجدانى التام عمن يخالطهم، فالإخوان حين يجلسون مع الناس، ويحدثونهم، ويبتسمون فى وجوههم، تكون نفوسهم ممتلئة بمشاعر الاستعلاء، والإحساس بالأفضلية على هذا المجتمع الجاهلى، كما ينظرون لأنفسهم باعتبارهم أصحاب دور رسالى لإنقاذ الأمة، والأخذ بيدها إلى طريق الإسلام.
• الصف:
يقصد الإخوان بالصف تنظيم الجماعة، وفلان ترك الصف، أى لم تعد له صلة بالتنظيم، وسلامة الصف أى سلامة التنظيم، وقد استعار الإخوان اللفظة من قوله تعالى «إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص»، لأن الإخوان يعتبرون تنظيمهم هو دعوة الإسلام، ويسمى سيد قطب التنظيم ب«طليعة البعث الإسلامى»، ولا يستخدم أفراد الإخوان لفظة «التنظيم» نهائيا.
- التربية العسكرية الإخوانية
• نقيب:
النقيب هو مسئول الأسرة، ويغلب أن يكون من الإخوان العاملين، أو على الأقل ممن مرت عدة سنوات على انتمائه للجماعة، ويختار النقباء بعناية، لأنهم واسطة القيادة فى المتابعة وتوصيل التكليفات التنظيمية، وتأصيل حب الجماعة فى نفوس أفراد الأسرة.
• كتيبة:
إحدى وسائل التربية الأساسية عند جماعة الإخوان، واسمها وفكرتها من وضع حسن البنا، وهى لقاء شهرى، يقام فى منزل أو مسجد، وتغلب عليه أجواء روحانية، حيث يتضمن فقرات مطولة للذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، والاستماع إلى الرقائق، وتنتهى بالمبيت فى المكان، أو أماكن أخرى، ثم تستكمل بالاستيقاظ قبيل الفجر لصلاة القيام، ومن اللافت أن حسن البنا، اختار لهذا اللقاء الشهرى الروحى اسما له طابع عسكرى «كتيبة».
• الجندية:
يعنى الإخوان بالجندية حالة نفسية تجعل العضو متقبلا للعمل تحت قيادة أى مسئول، مهما كانت قدراته الفكرية والحركية ضئيلة، كما تعنى الاستعداد الدائم لتلقى الأوامر وتنفيذها فى أى وقت من ليل أو نهار، وفجأة دون مواعيد مسبقة.
• الطاعة:
الطاعة ركن من أركان البيعة عند الإخوان، وهى مع «الثقة» أهم المعانى التى يتم الإلحاح عليها داخل التنظيم بمناسبة وبدون مناسبة، ويعنى الإخوان بها طاعة الأفراد للقيادات طاعة مطلقة عمياء، ثم يخففون كلامهم بأن المقصود هو الطاعة فى غير معصية كما هو مقرر فى قسم البيعة، وبما أن المحرمات المباشرة الواضحة كارتكاب الفواحش أو أكل مال اليتيم لن تكون أبدا من ضمن التكليفات التنظيمية، فإن أفراد الإخوان عمليا يطيعون قادة الجماعة فى كل شىء مهما كان غريبا ومضرا، كما أن وسائل التربية على الطاعة داخل الجماعة تتضمن أساليب تكرس فكرة الطاعة العمياء، كأن يطلب المسئول من فرد أن يقابله فى مكان ما يستغرق الوصول إليه ثلاث ساعات مثلا، وبمجرد وصوله يأمره أن يرجع من حيث أتى، والعضو المطيع هو من ينفذ فورا ودون تأفف أو سؤال عن السبب فى تحمل معاناة وتضييع وقت دون جدوى.
• معسكر:
إحدى الوسائل التربوية عند الإخوان، ويغلب أن تكون مدته ثلاثة أيام، قد تزيد، وقد تنقص إلى يومين، حسب الظروف، وفيه يتلقى الأعضاء جرعات مكثفة من معانى السمع والطاعة والثقة، ويمارسون الرياضة، كما أن المشى لمسافات طويلة تتجاوز 25 كيلو مترا ركن رئيسى من أركان المعسكر، وفيه أيضا يمتنع الأفراد عن الشاى والقهوة، والاتصال بالأهل، كما يكون الطعام فيه خفيفا وبسيطا، والأوامر فى المعسكر تنفذ دون أى نقاش، أو استفسار، أو سؤال عن الحكمة، فشعار المعسكر هو: «كل وأنت شبعان، ونم وأنت يقظان».
اقرأ أيضًا:
باحث في الحركات الإسلامية يرصد ل«الشروق»: «الجندية والبيعة وقداسة المرشد» في مناهج الإخوان (1-3)

باحث بالحركات الإسلامية يرصد ل«الشروق».. شرعنة الاغتيالات واستباحة التكفير وفقه الاستضعاف بكتب الإخوان (2-3)

هيثم أبوزيد.. كاتب صحفي وباحث في شئون الحركات الإسلامية