صفوف الإنتظار في المطارات هي أكثر ما يؤرق المسافرين. ولحسن حظ المسافرين من وإلى مطار سنغافورة، فقد أدركت إدارة المطار ذلك وصرحت بأن صالة السفر الجديدة ستعالج تلك المشكلة. وتوفر صالة السفر 4 في مطار تشانجي خدمات متعددة منها التسجيل الذاتي ووضع بطاقات التعريف على الحقائب وتسلم الحقائب إلى جانب المرور إلى الطائرة من خلال بوابات آلية، كل ذلك بهدف تقليل وقت إنتظار المسافرين. وقال تان لي تك، نائب المدير التنفيذي لمجموعة مطار تشانجي، "نسعى لتوفير خدمة تتسم بالسهولة وتخلو من التوتر للمسافرين من وإلى مطار تشانجي". وأضاف تك أن رضا المسافرين يعود بالنفع على المطار، كما أن تقليل الوقت الذي يقضية المسافرون في صفوف الإنتظار يعني إتاحة مزيد من الوقت للتسوق. في العام الماضي أنفق المسافرون 2 مليار دولار سنغافوري، أي ما يعادل 1,6 مليار دولار أمريكي في التسوق داخل مطار تشانجي. التأثير الإقتصادي وبالإضافة إلى تحسين تجربة المسافرين، فإن المطارات التي تتمتع بادارات جيدة تؤثر على إقتصاد الدولة. فالمطارات القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من المسافرين تساهم في زيادة السياحة التي تعتبر قاطرة الإقتصاد الوطني في سنغافورة وبلدان أخرى في تلك المنطقة. قال مارك كرامر، نائب رئيس شركة ه ف س لخدمات الفندقة العالمية، إن أعداد المسافرين إلى أي منطقة تعتبر من أهم العوامل التي تأخذها الشركة في الإعتبار عندما تقدم مشورتها إلى عملائها بشأن الإستثمار في تلك المنطقة. إستوعب مطار سنغافورة أكثر من 50 مليون مسافر في العام الماضي، ومع إضافة صالة السفر الجديدة فمن المتوقع أن يتمكن المطار من استيعاب 16 مليون مسافر إضافي. وتمثل القدرة على التعامل مع أعداد كبيرة من المسافرين أهمية كبيرة لتشجيع السفر السياحي وقطاع الإجتماعات والمؤتمرات والمعارض. المطار المفضل شهد مطار تشانجي تطويرات تقنية عديدة على مر السنين وذلك لجذب المسافرين. ويضم المطار حاليا صالات سينما صغيرة، وحمامات سباحة، وكراسي تدليك مجانية، وحتى حديقة للفراشات. يوفر مطار تشانجي العديد من الخدمات لمسافري الترانزيت وأعلن بعض المحللون أن سنغافورة تسعى لأن يصبح مطار تشانجي نقطة إلتقاء إقليمية. تشهد حركة السفر بين آسيا والغرب تزايدا مستمرا. وفي نفس الوقت هناك إتجاه متزايد لشركات الطيران من أجل تقليل رحلات الطيران الطويلة وإستبدالها برحلتين قصيرتين لربط المسافات البعيدة. ولذلك تتنافس المطارات لتصبح نقط الإلتقاء المفضلة للمسافرين سعياً إلى تحفيز الإقتصاد الوطني. ويقدم مطار سنغافورة رحلات مجانية داخل المدينة للمسافرين العابرين خلال المطار ولديهم وقت يزيد على خمس ساعات بين الرحلات. وقال دافيد كو، من الموقع الإقتصادي موتلي فول، "عندما تصل هناك فإنك ستنفق بعض المال مما سيؤدي إلى دعم الإقتصاد"، وأضاف "لكن مدى نجاح المطار كنقطة إلتقاء إقليمية يعتمد على الخدمات التي يقدمها للمسافرين العابرين خلال المطار" . سباق المطارات تتزايد المنافسة عندما تتعدد إختيارات المسافرين بين المطارات التي يمكن أن يتوقفوا فيها خلال رحلاتهم. وتأمل مطارات بانكوك، وهونج كونج، وكوالالمبور لتصبح نقط الإلتقاء الرئيسية. وتتزايد أيضاً المنافسة بين دبي والدوحة في الشرق الأوسط، وذلك مع تزايد أعداد شركات الطيران في المنطقة، مثل الإمارات، والإتحاد، والقطرية. وتفتتح إندونيسيا مطاراً جديدً في بالي، بينما تعتزم الصين زيادة عدد مطاراتها إلى 230 مطاراً سنة 2015 مقابل 175 في سنة 2010. وفي الهند تتولى شركات خاصة تطوير وإدارة مطارات في المدن الرئيسية بهدف تحسين البنية الأساسية في تلك المطارات. وتعتزم الصين زيادة عدد المطارات إلى 500 مطار في سنة 2020. وقال شاشانك ندجام، المدير التنفيذي للشركة الإستشارية "سيمبليفينج"، "السباق محتدم لذلك تسعى المطارات دائما إلى تقديم ما يرضي المسافرين أو يفوق توقعاتهم". وأضاف "المسافرون يتوقعون ما هو أكثر من مجرد خبرة سفر سهلة، إنهم يريدون درجة أعلى من الرضا والإشباع النفسي". ومع ذلك فمازالت صفوف الإنتظار الطويلة في المطارات هي أكثر ما يثير قلق وتوتر المسافرين.