منح المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى اجتماعه الطارئ أمس، الضوء الأخضر للمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، لتلبية رغبة الجماهير العريضة للشعب المصري، في ترشحه لرئاسة الجمهورية، مؤكدًا أنه يعتبر ذلك «تكليفًا والتزامًا». وقال المجلس، فى بيان له، مساء أمس، إن الإرادة العليا للشعب هى الأمر المطاع والواجب النفاذ فى كل الظروف، مضيفًا أنه «لوزير الدفاع حق التصرف وفق ضميره الوطني، وتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه، خاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الاقتراع». وفيما قال مصدر مقرب من المؤسسة العسكرية، إن المشير السيسى، سيعلن ترشحه رسميًا لمنصب رئاسة الجمهورية، قبل فتح باب الترشح بيومين، أوضح عضو بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن جميع الأعضاء أجمعوا على تفويض السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية، مضيفًا، في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن الاجتماع كان إيجابيًا ولم يشهد أية اعتراضات على التفويض. وأكد عضو المجلس العسكري، أن المجلس قرر تأجيل تعيين خليفة للسيسي في منصب وزير الدفاع، لاجتماع آخر، إلا أن مصدرًا آخر مقربًا من المؤسسة العسكرية، أوضح أن الاجتماع بحث ذلك الملف، مضيفا أنه «حسم بشكل شبه مؤكد أن يخلف الفريق صبحى صدقي، رئيس الأركان، السيسي في منصبه»، وأشار إلى أن وزير الدفاع عرض استقالته على المجلس العسكري، والذى بدوره سيرفعها إلى الرئيس عدلى منصور، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، للتصديق عليها، موضحًا أنه بمجرد تصديق الرئيس على الاستقالة سيتم الإعلان عن اسم وزير الدفاع الجديد. فى السياق نفسه، صرح العقيد أحمد محمد علي، المتحدث العسكري، بأنه فى إطار ما يتم تداوله من أخبار فى بعض وسائل الإعلام عن المستقبل الوظيفي لكبار قادة المؤسسة العسكرية فإن القيادة العامة للقوات المسلحة تؤكد عدم دقة هذه المعلومات، مضيفًا أنه «حال حدوث أي تعيينات أو تغييرات وظيفية لأي من قادة القوات المسلحة، سيتم إعلام جموع الشعب المصري بها بواسطة المصادر الرسمية بالقوات المسلحة». على جانب آخر، أصيب مجلس الوزراء بحالة من الارتباك الشديد والاضطراب، بعد الانعقاد الطارئ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس. إلى ذلك، تباينت ردود أفعال الحركات والقوى السياسية عقب بيان المجلس العسكري، واعتبرت حركة «تمرد» أن السيسي يعد مرشح التوافق الوطني والشعبي، وقال حزب التجمع، إن البيان جاء استجابة لرغبة الشعب، ورأى حزب المصريين الأحرار، أن دعم المجلس العسكرى للمشير يعطيه ثقلا لثقة قطاع كبير من الشعب المصرى فى المؤسسة العسكرية. فيما أبدى حلفاء الإخوان استياءهم من البيان، واعتبروا أن ترشح السيسي اكتمال لأركان الدولة العسكرية، وقال تحالف دعم الشرعية: «إننا أمام مرشح عسكري وليس مدنيًا، حتى وإن قدم استقالته من منصبه»، كما وجه شباب الجماعة عاصفة من الانتقادات لموقف المجلس على صفحات التواصل الاجتماعي.